إعلان

روسيا وأوكرانيا: موسكو تعلّق إمدادات الغاز إلى بولندا وبلغاريا

01:27 م الأربعاء 27 أبريل 2022

يمر الغاز الروسي إلى بولندا عبر خطوط أنابيب يامال

موسكو- (بي بي سي):

قالت شركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم إنها علقت جميع شحنات الغاز إلى بلغاريا وبولندا كليهما بعد رفض البلدين البدء في دفع تكاليف الإمدادات بالروبل.

وقال مزودو الطاقة البولنديون والبلغاريون في وقت سابق إنهم تلقوا إخطارات رسمية من مورد الغاز الروسي بقطع الشحنات.

ولكن بولندا قالت إنها "تستطيع تدبير الأمور" بعد "تهديدات" روسيا بقطع إمدادات الغاز عن البلاد.

ولا يزال الغاز الروسي يتدفق إلى بعض دول الاتحاد الأوروبي الأخرى. فقد أفادت دول أخرى باستمرار تلقيها الغاز بشكل طبيعي وتشمل: النمسا وألمانياز

وقالت النمسا، التي واصلت دفع ثمن الغاز الروسي باليورو، صباح الأربعاء إن الإمدادات مستمرة بلا قيود. وتتلقى النمسا نحو 80 في المئة من احتياجاتها من الغاز من روسيا.

ورفضت ألمانيا أيضا دفع ثمن الغاز بالروبل. وقالت الجهة المنظمة للشبكة الليلة الماضية إنها تراقب الوضع لكنها قالت إن أمن إمداداتها "مضمون حاليا".

ولعل الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي عرضت دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل هي المجر.

وقال وزير خارجيتها الأربعاء إن الإمدادات طبيعية، مضيفا أنها ستحول في مايو مدفوعاتها التالية من الغاز الروسي باليورو لشركة غازبروم بانك لتحويلها بعد ذلك إلى روبل.

"أداة ابتزاز"

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن قرار روسيا بوقف تسليم الغاز للعملاء في أوروبا هو "أداة ابتزاز".

وأضافت أن هذه الخطوة "غير مبررة وغير مقبولة" وتظهر عدم الثقة في روسيا موردا للغاز.

وتقول إن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لديها خطط طوارئ جاهزة لهذا السيناريو، وإن المفوضية الأوروبية على اتصال وثيق معها لضمان تسليم البديل وضمان أفضل مستويات تخزين ممكنة عبر الكتلة.

وأشارت فون دير لاين إلى أن اجتماعا لمجموعة تنسيق الغاز يُعقد الآن لتحديد استجابة منسقة للاتحاد الأوروبي.

وقالت: "سنواصل العمل مع الشركاء الدوليين لتأمين تدفق الإمداد البديل - والعمل مع القادة الأوروبيين والدوليين لضمان أمن إمدادات الطاقة في أوروبا. يمكن للأوروبيين الاعتماد على دعمنا الكامل".

لكن رئيس مجلس النواب الروسي دافع عن قرار شركة الغاز الروسية العملاقة غازبروم قائلا إنها اتخذت القرار الصائب بوقف إمدادات الغاز إلى بلغاريا وبولندا بالكامل.

وكتب فياتشيسلاف فولودين على قناته على موقع تيليجرام، يقول إن على روسيا أن تفعل الشيء نفسه مع الدول الأخرى "غير الصديقة".

وتقول مراسلة بي بي سي في بروكسل، كاتيا أدلر، إن واردات الطاقة وصادراتها أصبحت بصراحة "سلاحا" على نطاق واسع منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتضيف أن الكرملين هدد بقطع الإمدادات، تاركا المستهلكين الغربيين في البرد والظلمة، غير قادرين على ملء سياراتهم بالبنزين، حتى أنهم اضطروا إلى إغلاق المصانع وتسريح العمال.

كما هدد الغرب بدوره بوقف شراء الطاقة من موسكو، وقطع مصدر ضخم للإيرادات.

لكن الأزمة الروسية الأوكرانية كشفت اعتماد الاتحاد الأوروبي الهائل على الطاقة الروسية، وإن معاقبة روسيا فيه أيضا إضعاف للكتلة الأوروبية بشكل كبير.

وسارعت الولايات المتحدة وبريطانيا إلى القول إنهما ستوقفان الواردات.

السبب وراء قرار غازبروم

ويأتي إعلان غازبروم بعد بعض الارتباك الذي حدث في وقت سابق من صباح الأربعاء، عندما أظهرت البيانات انخفاض إمدادات الغاز إلى بولندا عبر بيلاروسيا إلى الصفر مؤقتا ثم استئنافها.

وقالت شبكة الغاز البلغارية إن البلاد لا تزال تتلقى الغاز الروسي حتى صباح اليوم.

ولم تظهر بعد أي بيانات عن كميات الغاز في بولندا أو بلغاريا بعد إعلان شركة غازبروم عن قرارها.

وكانت روسيا قد قالت إن الدول "غير الصديقة" يجب أن تبدأ دفع ثمن الغاز بالروبل وإلا ستقطع الإمدادات عنها.

ورفض البلدان الدفع بهذه الطريقة.

وتعتمد شركة الطاقة الحكومية البولندية على غازبروم في معظم وارداتها من الغاز. وفي الربع الأول من هذا العام جاء 53 في المئة من وارداتها من الشركة الروسية.

ووصفت الشركة البولندية تعليق الشحنات بأنه انتهاك لعقد التوريد، وقالت إنها ستتخذ خطوات لإعادة تدفق الغاز.

وقالت بلغاريا، التي تعتمد على غازبروم في أكثر من 90 في المئة من إمدادات الغاز، إنها اتخذت خطوات للعثور على مصادر بديلة.

وقالت وزارة الطاقة في البلاد إن بلغاريا أوفت بالتزاماتها بموجب العقد الحالي مع غازبروم وسددت جميع المدفوعات المطلوبة.

وأضافت أن نظام الدفع الجديد الذي اقترحته روسيا ينتهك العقد الحالي.

وعقب ورود هذه الأنباء، قالت وزيرة المناخ البولندية آنّا موسكفا إن إمدادات الطاقة في البلاد مؤمنة.

وأضافت أنه لا حاجة لسحب الغاز من الاحتياطات، وأن إمداد العملاء بالغاز لن ينقطع.

وقال نائب وزير الخارجية البولندي مارسين برزيداتش إن بلاده كانت تستعد لاحتمال أن تحد روسيا من صادرات الغاز، وذلك من خلال تنويع إمداداتها.

وقال لبي بي سي: "أنا متأكد من أننا سننجح في التعامل مع هذا الأمر".

وأضاف أن التعليق أثبت أن موسكو "ليست شريكا موثوقا به في أي نوع من الأعمال التجارية"، وحث الدول الأوروبية الأخرى مثل ألمانيا على دعم حظر واردات الطاقة الروسية.

وكانت بولندا تخطط لوقف استيراد الغاز الروسي بحلول نهاية العام، عند انتهاء عقد التوريد طويل الأجل مع شركة غازبروم.

وقالت الشركة الحكومية البولندية إن احتياطي الغاز الموجود تحت الأرض مليء بنسبة 80 في المئة، وإن الطلب منخفض مع اقتراب فصل الصيف.

بدائل أخرى للغاز الروسي

لدى بولندا مصادر إمداد بديلة، منها محطة للغاز المسال في مدينة "شوينويشي".

ومن المقرر افتتاح خط أنابيب غاز جديد مع ليتوانيا في الأول من مايو، سيتيح لبولندا الحصول على الغاز من محطة الغاز الطبيعي المسال في ليتوانيا.

وسيبدأ تشغيل خط أنابيب جديد لنقل الغاز من النرويج، يعرف باسم "أنابيب البلطيق"، في أكتوبر. ومن المقرر أن يصل إلى كامل طاقته التشغيلية بحلول نهاية العام، ويمكن أن يحلّ محل جميع الواردات الروسية.

لكن شركة فار إنرجي النرويجية تقول إنها لا تستطيع زيادة إنتاج الغاز على الفور.وأضافت الشركة أنها تنتج حاليا أكبر قدر ممكن من الغاز الطبيعي، ولا تتوقع زيادة إنتاجها على المدى القصير.

وتوجه الشركة بالفعل أكبر قدر ممكن من الغاز إلى القارة الأوروبية، وقال رئيسها التنفيذي إن الأسعار أعلى مما هي عليه في بريطانيا.

وتعد النرويج موردا رئيسيا للغاز في الاتحاد الأوروبي، ففي عام 2020، كانت أكبر مصدري الغاز إلى أوروبا بعد روسيا.

وتشكل الإمدادات من روسيا نحو 40 في المئة من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي.

ومع ذلك، تعهدت العديد من الدول بالاستغناء عن الطاقة الروسية ردا على غزو أوكرانيا.

وأعلنت الولايات المتحدة فرض حظر كامل على واردات النفط والغاز والفحم من روسيا.

وفي غضون ذلك، ستتخلص بريطانيا تدريجيا من الاعتماد على النفط الروسي بحلول نهاية العام، على أن يتبعها التخلي عن الغاز في أقرب وقت ممكن.

ويقوم الاتحاد الأوروبي بخفض واردات الغاز بمقدار الثلثين.

تحليل بقلم آدم إيستون - مراسل بي بي سي في وارسو

قطع إمدادات الغاز لا يعني أن بولندا لن تستطيع مباشرة تلبية طلب العملاء.

في السنوات الأخيرة، خفضت بولندا اعتمادها على الغاز الروسي، وهي تشتري الآن الغاز المسال من قطر، فيما تربط خطوط الأنابيب البلد بالسوق الأوروبية. بالإضافة إلى هذا، انتهى موسم التدفئة في الشتاء، وبالتالي أصبح الطلب أقل.

لكن غازبروم توفر أكثر من نصف واردات بولندا من الغاز. وهذه فجوة كبيرة يجب سدّها.

وبولندا ليست الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي تسعى الآن إلى وقف شراء الطاقة الروسية.

هناك الكثير من المنافسة في سوق إمدادات الغاز المحكم. عندما يبدأ موسم التدفئة مرة أخرى في الخريف ويزداد الطلب، قد تواجه بولندا بضعة أشهر صعبة لتأمين الإمدادات الكافية.

وإن فعلت ذلك، فقد تضطر إلى تقييد الإمدادات للمستخدمين الصناعيين الكبار.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان