فلسطين تتحول إلى مأتم كبير باستشهاد المراسلة الصحفية شيرين أبو عاقلة
فلسطين - (أ ش أ)
استيقظ الفلسطينيون، اليوم الأربعاء، على نبأ قابض، وهو استشهاد المراسلة الصحفية المخضرمة شيرين أبو عاقلة، التي طالما كانت في خطوط المواجهة الأولى لفضح ممارسات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بما فيها القدس.
وأصيب شيرين أبو عاقلة (52 عامًا) برصاصة في الرأس مباشرة رغم ارتدائها طقم الوقاية الصحفي الكامل، وذلك خلال تغطيتها اقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين في الساعات الأولى من الصباح.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية باكرًا استشهادها متأثرة بالإصابة.. وأصيب زميلها الصحفي علي السمودي، الذي كان يرافقها في التغطية الميدانية، وهو مراسل لصحفية "القدس"، برصاصة في الظهر، وقال إنه" لولا أنه أدار نفسه لكانت الرصاصة أصابته في الصدر مباشرة".
وأضاف من على سريره في المستشفى الذي نقل إليه : أن جنود الاحتلال أطلقوا النار عليه وعلى زميلته الشهيدة دون سبب أو مبرر.
وقال شهود عيان إن الاحتلال منعهم من إسعاف المراسلة.
وتحولت شوارع فلسطين إلى مأتم كبير، إذ كانت الصحفية المخضرمة تتمتع بشعبية منقطعة النظير.. ونعت نقابة الصحفيين الفلسطينية المُراسلة شيرين أبو عاقلة، قائلة إنها استشهدت جراء عملية اغتيال واضحة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وحمّلت نقابة الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة بحق حريّة الصحافة.
وأكدت النقابة أن جريمة الاحتلال التي أبو عاقلة هو عمل مقصود ومدبر وعملية اغتيال حقيقة كاملة الأركان، مشيرة إلى أنها ستمضي في إجراءاتها في ملاحقة قادة الاحتلال على جريمة الاغتيال أمام المحاكم الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، مطالبة المنظمات الدولية والأمم المتحدة بوقفة جادة تجاه هذه الجريمة البشعة.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية جريمة اعدام قوات الاحتلال الإسرائيلي، للصحفية وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة، مؤكدة انها جزء من سياسة يومية ينتهجها الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته .
وقالت الرئاسة الفلسطينية إن الرئيس محمود عباس، سيشارك غدًا الخميس، في مراسم تشييع جثمان الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، من مقر الرئاسة في مدينة رام الله، بحضور رسمي وشعبي.
وقال عباس إن فلسطين فقدت أحد فرسان الحقيقة، الذين عملوا بكل صدق وأمانة على نقل الرواية الفلسطينية للعالم، وساهموا في توثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي، بحق أبناء شعبنا وأرضه ومقدساته.
وقال جهاد القواسمي الصحفي الفلسطيني الكبير وهو أحد أصدقاء الراحلة إنه دائما ما يتذكر مقولتها "تعلمت في المواقف الصعبة التغلب على الخوف" مُشيًرا إلى أن جريمة الاحتلال هذه وهي ليست الأولى لن تثني الصحفيين الفلسطينيين عن مواصلة عملهم وفضح جرائم الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني.
وأصيب ما لا يقل عن 144 صحفيًا فلسطينيًا على أيدي القوات الإسرائيلية في أنحاء قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية منذ عام 2018، وذلك بالرصاص الحي والمطاطي، فضلاً عن القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع والضرب بالهراوات، وفقًا لمراسلون بلا حدود.
وكان المخرج السينمائي الغزاوي ياسر مرتجى، آخر صحفي، قُتل أثناء تغطيته للصراع، برصاص قناصة إسرائيليين خلال الاحتجاجات الدموية على حدود قطاع غزة في عام 2018.
وحمل الفلسطينيون جثمان الشهيدة أبو عاقلة وجابوا به شوارع نابلس ملفوفة بالعلم الفلسطيني وفوقها السترة التي – وأسفاه - لم تفلح في حمايتها من رصاص الاحتلال الذي أنهى حياتها الحافلة بالتضحية والعطاء صحفيا وإنسانيًا.
وقال عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن سيرة الصحفية شيرين أبو عاقلة العطرة وتضحياتها ستظل في ذاكرة الفلسطينيين مُشيرًا إلى أنه خلال مسيرة عملها الطويلة التي زادت على الـ 20 عامًا، لم يسمع بشأنها أي شكوى من زملائها الصحفيين وكانت دائما خير عون لهم وللجميع.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: