لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

دخول باشاغا يشعل طرابلس وانسحابه لم ينهِ الأزمة.. ماذا يحدث في ليبيا؟

04:45 م الثلاثاء 17 مايو 2022

فتحي باشاغا

كتبت – إيمان محمود

فجر اليوم الثلاثاء، اشتعلت التوترات في العاصمة الليبية طرابلس، بعد محاولة –هي الثانية من نوعها- لحكومة فتحي باشاغا لدخول المدينة التي تُعد مقرًا لحكومة عبد الحميد الدبيبة، لكن بعد ساعات من الاشتباكات المُسلحة، أعلن باشاغا انسحابه "حقنًا للدماء".

وتعاني ليبيا من أزمة الانقسامات منذ سقوط رئيسها مُعمّر القذافي، قبل 11 عامًا، حتى أصبح الصراع بين حكومتين؛ واحدة برئاسة باشاغا منحها البرلمان الثقة في مارس الماضي، والمدعومة من المشير خليفة حفتر، والثانية منبثقة عن اتفاقات سياسية رعتها الأمم المتحدة قبل أكثر من عام ويترأسها عبد الحميد الدبيبة، الذي يرفض تسليم السلطة إلا عبر الانتخابات.

دخول طرابلس

فجر اليوم، أعلن المكتب الإعلامي لحكومة باشاغا "وصول رئيس وزراء الحكومة الليبية فتحي باشاغا برفقة عدد من الوزراء إلى العاصمة طرابلس استعداداً لمباشرة أعمال حكومته منها".

وقال باشاغا في تصريح صحفي عقب دخوله طرابلس "وصلنا العاصمة بسلام وأمان، كان استقبال ممتاز من أهل العاصمة".

وأضاف "سنتوجه لاحقاً بكلمة إلى الشعب الليبي، كلمة جامعة وبأننا كحكومة جئنا نمد أيدينا لكل الليبيين سواء المؤيدين أو الرافضين لنا، لكي نتوحد".

من جانبه، أكد عصام أبو زريبة، وزير الداخلية في حكومة باشاغا، أن دخول العاصمة جاء سلمياً ووفق القانون. وأكد في بيان متلفز أن حكومته تعمل على "الحفاظ على أرزاق المواطنين" وأنها "بصدد استلام كافة المؤسسات داخل العاصمة".

وشدد على أن الحكومة الليبية "لكل الليبيين وأنها لن تقصي أحدا".

وأدت الخلافات بين الفرقاء السياسيين، لا سيما على القانون الانتخابي، إلى تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى، فيما كان يعلّق المجتمع الدولي آمالا كبيرة على الانتخابات لتحقيق الاستقرار أخيرا في البلد الشاسع الذي يعد سبعة ملايين نسمة.

خروج اضطراري

لم يمرّ الأمر بسهولة، فما أن وصل باشاغا وحكومته، حتى بدأت الاشتباكات في أجزاء من العاصمة بين "القوة الثامنة" - وهي مجموعة مسلحة في طرابلس مؤيدة لباشاغا - وعدد من التشكيلات المسلحة في غرب ليبيا والعاصمة.

وتواصل إطلاق النار الكثيف في العاصمة الليبية حوالي الساعة السابعة صباحًا بالتوقيت المحلي، ودوت أصوات أعيرة نارية من أسلحة ثقيلة وأسلحة رشاشة في أنحاء العاصمة، وأُغلقت المدارس وخفت حركة المرور في ساعات الذروة التي عادة ما تكون مزدحمة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.

كما تداول رواد التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو للميليشيات الموالية للدبيبة، وهي تطلق الأعيرة النارية.

على إثر تلك الاشتباكات، اضطر باشاغا للخروج مرةً أخرى من العاصمة، برفقة أعضاء حكومته، خاصةً بعد تعرّض مقرّ كتيبة "النواصي" التي استقبلته وأعلنت دعمها له، إلى هجوم مسلّح من قبل المليشيات الموالية لحكومة الدبيبة، التي أجبرتها على تسليم مقارّها، ومنعها من دعم حكومة باشاغا لتسلمّ السلطة، بحسب موقع "العربية".

وأعلن المكتب الإعلامي لحكومة فتحي باشاغا، مغادرة طرابلس "حرصًا على أمن وسلامة المواطنين وحقنا للدماء".

واعتبرت الحكومة مغادرتها طرابلس "إيفاءً بتعهداتها للشعب الليبي، بخصوص سلمية مباشرة عملها من العاصمة وفق القانون".

ونشرت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر انسحاب قوات تابعة لباشاغا من منطقة "النوفليين" في طرابلس، حيث كان يتواجد في منزل آمر كتيبة النواصي، مصطفى قدور.

كما أظهر المقطع عشرات السيارات المسلحة وهي تخرج من المنطقة، مع أصوات مدنيين يطالبون بخروج هذه القوات. وبحسب بعض المصادر، قام آمر الكتيبة 444 مصطفى حمزة بالتوسط بين القوات المتقاتلة من الجانبين، وأفضى الاتفاق إلى خروج قوات باشاغا من العاصمة.

ظهور الدبيبة

لم يصدر أي تعليق رسمي من الدبيبة وحكومته إلا في أعقاب خروج حكومة باشاغا، حينما خرج الدبيبة في جولة تفقدية بالعاصمة.

وفي أول تعليق لحكومة الدبيبة، أصدرت بيانًا قالت فيه إن أجهزتها الأمنية والعسكرية تعاملت بـ"كل مهنية وحزم مع محاولة تسلل بائسة إلى طرابلس"، متهمة "مجموعة مسلحة خارجة عن القانون بالوقوف وراءها".

وأضافت هذه المحاولة هدفت إلى "إثارة الرعب والفوضى بين سكان طرابلس، باستخدام الأسلحة والعنف"، ما تسبب في "خسائر بشرية ومادية لا تزال أجهزة الأمن والإدارة المحلية تعمل على حصرها ومعالجتها"، على حدّ قولها.

وأكدت الحكومة التزامها أمام الشعب الليبي بإيصاله لتحقيق الانتخابات، و"منع أي محاولات تسعى لها بعض الأطراف للتمديد لأنفسها وفرض نفسها بالقوة فوق إرادة الشعب الليبي".

وطالب البيان الأطراف الدولية كافة "بإدانة هذه التصرفات واعتبار أن من يقوم بها غير صالح لأن يكون طرفًا في أي حوار أو اتفاق سياسي بالخصوص". فيما توعد الدبيبة بـ"الضرب بيد من حديد" كل من تسوّل له نفسه المسّ بأمن المواطنين وسلامتهم.

قلق دولي

تابع المجتمع الدولي والإقليمي الأحداث الجارية منذ الساعات الأولى من اليوم بقلق بالغ، إذ دعت دول عدة لضبط النفس والهدوء.

فمن جانبها، أصدرت مصر بيانًا على لسان وزارة الخارجية، أكدت فيه أنها "تتابع بقلق التطورات الجارية في طرابلس بليبيا".

وأكد المتحدث باسم الخارجية أحمد حافظ، ضرورة الحفاظ على الهدوء في ليبيا، والحفاظ على الأرواح والممتلكات، ومقدرات الشعب الليبي.

وحثَّ جميع الأطراف على ضبط النفس والامتناع عن اتخاذ أي خطوات من شأنها تأجيج العنف، مشددًا على حتمية الحوار بهدف الوصول إلى عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا بالتزامن وبدون تأخير.

وأكَّد السفير أحمد حافظ أهمية حوار المسار الدستوري الجاري الآن في القاهرة وبما يحقق طموحات وآمال الشعب الليبي الشقيق في الانطلاق نحو المستقبل بخطى ثابتة.

كما شددت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا ستيفاني ويليامز على "الحاجة الملحة للحفاظ على الهدوء على الأرض وحماية المدنيين".

وأضافت في تغريدة "أحث على ضبط النفس والحرص كضرورة مطلقة على الامتناع عن الأعمال الاستفزازية، بما في ذلك الكف عن الخطاب التحريضي والمشاركة في الاشتباكات وحشد القوات".

من جانبها أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن قلقها البالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن اشتباكات مسلحة في طرابلس، وفي بيان لسفارتها عبر موقع "تويتر" حثت الإدارة الأمريكية جميع الجماعات المسلحة على الامتناع عن العنف، ونبهت القادة السياسيين إلى ضرورة إدراك أنّ "الاستيلاء على السلطة أو الاحتفاظ بها من خلال العنف لن يؤدي إلا إلى إلحاق الضرر بشعب ‎ليبيا".

وتابعت السفارة إن "السبيل الوحيد القابل للتطبيق للوصول إلى قيادة شرعية هو السماح لليبيين باختيار قادتهم، والمحادثات الدستورية الجارية الآن في القاهرة تكتسي أهمية أكثر من أي وقت مضى".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان