لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عندما اخترقت 29 رصاصة جسد الصحفي "أحمد عبدالصمد"

04:17 م الثلاثاء 24 مايو 2022

الصحفي أحمد عبدالصمد

كتبت- سارة أبو شادي:

كان الطريقُ مُظلمًا، تُضيئه فقط مصابيح سيارة "أحمد"، والذي كان مُرهقًا وجسده يئن بسبب عمله الصحفي المُرهق، ومع ظلمة الطريق خيم السكون، فيما شق هذا السكون، صوت محركات سيارتين ودراجة بخارية، كانت تسير بسرعة، وتحاول اللحاق بسيارة "أحمد"، لم يلتفت "أحمد" في البداية، لكن الأدرينالين دبّْ في جسده المُرهق، فأصبح في كامل وعيه، خاصة عندما رأى قائدة الدراجة البخارية، و قائدي السيارتين، يستلون أسلحتهم و يوجهونها إلى سيارة "أحمد"، الذي لم يُسعفه الوقت، فقرر أن يستقبل جسده الرصاصات، ظل الآخرين يطلقون رصاصاتهم دون هوادة، فيما استقبلها جسد "أحمد" بكل شجاعة.. لأنه أيقن قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة أنه كان على حق.

"أحمد عبد الصمد" صحفي عراقي في قناة دجلة، من مدينة البصرة، استشهد في بداية عام 2020، أثناء عودته من تغطية المظاهرات بالمدينة، بعد ساعات قليلة من استشهاد رفيقه وزميله بالقناة المصور صفاء غالي.

أحمد عبد الصمد 1

"والدي استشهد واحنا أطفال وأحمد كان بمثابة ابني" أبو باقر عبد الصمد، شقيق الشهيد أحمد عبد الصمد، سرد لنا -في حوار لـ مصراوي- تفاصيل اليوم الآخير لشقيقه وكيف استقبلت العائلة خبر استشهاد شيرين أبو عاقلة؟، مع بداية حرب إيران استشهد والد أحمد والذي كان يعمل ضابطًا بالجيش العراقي كان عمره حينها 7 أشهر وكان الأصغر بين أشقائه الـ5، تكفلت والدتهم بتربيتهم حتى تخرّج أحمد في الجامعة بعدما حصل على دبلوم المحاسبة، ليلتحق بعدها مباشرة لأداء خدمته العسكرية.

عقب انتهاء خدمته قرر العمل في وظيفة إدارية بإحدى المصانع في مدينة البصرة، حتى قامت الحرب وسقط نظام الرئيس صدام حسين، فكّر الشاب حينها في الالتحاق بالصحافة، كان يهواها منذ الصغر لكنّ الظروف حالت دون تحقيق تلك الهواية، إلّا أنّ اندلاع الحرب بوطنه دفعته لاتخاذ تلك الخطوة، فلطالما حلم أن يكون هو صوت البسطاء في وطنه.

أحمد عبد الصمد2

في البداية التحق للعمل بقناة الفيحاء الفضائية، تعلّم بها الكثير، ثم انضم بعد ذلك إلى فريق عمل قناة دجلة الفضائية، لم يكن هدفه حصد الأموال من المهنة، حتى أنّه كان يدخر من أمواله لشراء المعدات التي يستخدمها في عمله، قبل نحو 4 سنوات ازدادت الأوضاع سوءًا في العراق وتفاقم الفساد حينها اتخذ الشهيد عهدًا على نفسه أن يكون هو سبب كشف هذا الفساد، لتبدأ منذ هذا اليوم الحرب على أحمد.

"صوت أحمد كان يخوفهم فقرروا يموتوه بأوامر خارجية" كان أحمد يساهم في تحرير الشباب الذين يتم إلقاء القبض عليهم في التظاهرات بدون وجه حق، عن طريق التواصل مع بعض من قادة الأمن، كما أنّه دائمًا ما كانت تصله أوراق تطال عدد من القادة الفاسدين في الحكم وكان يخرج لكشفهم أمام الجميع، الأمر الذي لم ينل على إعجاب البعض مما دفعهم لاتخاذ قرار بأوامر من "إيران" باغتياله كما ذكر المتهمون في التحقيقات.

أحمد عبد الصمد 3

وفي العاشر من يناير 2020، اندلعت مظاهرات في مدينة البصرة العراقية، كُلف أحمد من قبل القناة التي يعمل بها بتغطية الأحداث، وبعد انتهاء اليوم، وأثناء عودته إلى المنزل اعترضته سيارتين ودراجة بخارية وفتحوا عليه النيران ليتم اغتياله بنحو 29 رصاصة اخترقت رأسه وجسده، ليرحل الشاب تاركًا خلفه ثلاث أبناء أكبرهم يبلغ من العمر عشر سنوات.

أعاد خبر استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة إلى عائلة أحمد وخاصة شقيقة، ألم الجرح الذي لم يُداوى بعد وكأنّه استقبل للتو خبر استشهاد أحمد، فتذكر الشقيق الأكبر تفاصيل هذا اليوم، حينها أسرع إلى المستشفى على أمل أن يكون الأمر مجرد إصابة لكنّه صُدم برحيل أحمد، فدخل إلى المشرحة لإلقاء نظرة الوداع عليه فإذا بجسده قد اخترقه الرصاص بالكامل.

"اللي قتلوا أحمد لا يختلفوا عن اللي قتلوا شيرين، في السابق كشفهم أحمد فاغتالوه واليوم كشفتهم شيرين فاغتالوها العدو واحد سواء كان عربي أو يهودي جميعهم نفس الغرض لا يريدون صوت للحقيقة"، أًلقي القبض على قتلة الشهيد أحمد عبد الصمد وهم أنفسهم من اغتالوا رفيقه بالقناة المصور صفاء غالي، وخُكم عليهم بالإعدام لكنّ الحكم لم يُنفذ بعد.

صورة3

قصص الملف

"أزهر شبابي حين زرعت روحي في ترابك".. عندما تنبأت "يارا عباس" برحيلها في عيد ميلادها فأصبحت سيرتها دائمة

11

قبل يوم من خطبته.. "فرقة الموت" تغتال المصور "صفاء غالي" وذكراه تعود مع شيرين أبو عاقلة

صورة3

الكاميرا في مواجهة الصواريخ.. قصة استشهاد الصحفي اليمني أحمد الشيباني

صورة4

الشهيد الثالث في عائلته.. ياسر مرتجي صحفي دفع حياته ثمنًا مقابل صورة

ياسر مرتجي

"محمد نبوس".. التاجر الذي اختار "الصحافة" فاستُشهد وهو يوثق جرائم الحرب الليبية

محمد نبوس

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان