إعلان

جدري القرود: كيف يمكن أن تنتقل العدوى.. وهل نحن على وشك حدوث تفش للمرض؟

04:32 م الثلاثاء 24 مايو 2022

جدري القرود

لندن- (بي بي سي):

أعلنت عدة بلدان مؤخرا عن رصد حالات إصابة بفيروس جدري القرود - وهو مرض نادر غير معروف-.

فقد تم الإعلان عن اكتشاف إصابات بالمرض، الذي ينتشر غالبا في الأماكن النائية في أفريقيا، في عدد من الدول الأوروبية، كما في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا.

كما أعلنت وزارة الصحة المغربية عن وجود 3 حالات يشتبه في كونها مصابة بالمرض.

وبينما يسبب الفيروس عدوى، عادة ما تكون خفيفة، إلا أن السلطات الصحية في بريطانيا أعلنت شراء مخزون من لقاح الجدري العادي للحماية من جدري القرود.

نستعرض فيما يلي أهم المعلومات المتوافرة عن هذا المرض.

إلى أي مدى يمكن أن ينتشر؟

تحدث عدوى جدري القرود نتيجة الإصابة بفيروس يحمل الاسم نفسه وهو من نفس عائلة الجدري العادي، لكن خبراء يرجحون أنه أقل خطورة منه كما أن فرص انتقال العدوى به ضئيلة.

وينتشر المرض في أغلب الأحيان في المناطق النائية من دول وسط وغرب أفريقيا بالقرب من الغابات الاستوائية المطيرة.

وهناك سلالتان من هذا الفيروس؛ هما سلالة وسط أفريقيا وسلالة غرب أفريقيا.

ومن بين الحالات التي تم تسجيلها في المملكة المتحدة، كان اثنان من المرضى قد قدما إلى البلاد من نيجيريا، ما يرجح إصابتهما بسلالة غرب أفريقيا، التي تسبب العدوى بها أعراضا خفيفة بشكل عام.

كما تم تسجيل حالة لعامل رعاية صحية التقط الفيروس من أحد المرضى.

لكن حالات الإصابة التي تم تسجيلها مؤخرا، لم يحمل أصحابها سجل سفر، كما أنه لم يثبت وجود روابط معروفة بين المصابين، وهو ما يرجحوا أنهم أصيبوا بالفيروس داخل المملكة المتحدة، عبر عدوى مجتمعية.وتقول وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة إن أي شخص لديه مخاوف من احتمال إصابته بالفيروس يجب أن يرى أخصائيا صحيا، لكن عليه أن يتواصل مع عيادة الطبيب قبل الزيارة.

ما هي أعراض المرض؟

تتضمن أعراض جدري القرود الحمى، والصداع، والانتفاخ، وآلام الظهر، وآلام العضلات، والخمول.

وبمجرد ارتفاع درجة الحرارة يظهر طفح جلدي بداية من الوجه ثم ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم، لكنه يكون في أغلب الأحيان في راحة اليدين وباطن القدمين.

وتختفي العدوى دون تدخل طبي بعد أن تستمر الأعراض لحوالي 14 إلى 21 يوم.

كيف يمكن أن تصاب بالمرض؟

ينتقل المرض إلى الشخص عند مخالطة المصابين بالفيروس. وقد يدخل الفيروس الجسم عن طريق تشققات البشرة، أو المجرى التنفسي، أو عبر العينين، أو الأنف، أو الفم.

وبينما لم يتم تسجيل المرض سابقا بوصفه واحدا من الأمراض المنقولة جنسيا، لكن العدوى به يمكن أن تحدث عن طريق الاتصال المباشر أثناء ممارسة الجنس.

كما يمكن أن ينتقل المرض من حيوان مصاب، مثل القرود والجرذان والسناجب، إلى الإنسان أو من على الأسطح والأشياء ملوثة بالفيروس مثل الفراش والملابس.

ما مدى خطورة هذا الفيروس؟

أغلب الإصابات بهذا الفيروس خفيفة، تشبه أحيانا جدري الماء، وتختفي دون تدخل طبي في أسابيع قليلة.

وأحيانا قد تكون الإصابة أكثر خطورة. كما سُجلت وفيات بسبب المرض في غرب أفريقيا.

هل يواجه الرجال المثليون خطر العدوى بشكل أكبر؟

على الرغم من تسجيل بعض الحالات بين الرجال المثليين وثنائيي الميول الجنسية، إلا أن أي شخص على اتصال وثيق بشخص مصاب بجدرى القرود يمكن أن يصاب بالفيروس.

قالت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة إنه تم تسجيل "نسبة ملحوظة" من الحالات الأخيرة في المملكة المتحدة وأوروبا بين الرجال المثليين وثنائيي الميول الجنسية، مضيفة "لذلك نحن نشجعهم بشكل خاص على التنبه للأعراض وطلب المساعدة إذا كان الأمر كذلك".

ما مدى إمكانية انتشار المرض؟

اكتشف المرض للمرة الأولى بعد إصابة قرد في الأسر به، ومنذ عام 1970 هناك انتشار متقطع يظهر بين الحين والآخر للمرض في عشر دول أفريقية.

وانتشر الفيروس في الولايات المتحدة عام 2003، وكانت تلك المرة الأولى التي يظهر فيها المرض خارج أفريقيا. وانتقل المرض إلى الولايات المتحدة في ذلك الوقت عن طريق مخالطة حيوان كلب المروج الذي انتقلت إليه العدوى من بعض الثدييات المستوردة من الخارج. وبلغ عدد الحالات المصابة في ذلك الوقت 81 حالة، لكن دون تسجيل أي وفيات بسبب الفيروس.

وفي 2017، شهدت نيجيريا أكبر انتشار موثق في حوالي 40 سنة من ظهور آخر حالة مؤكدة في البلاد. كما كان هناك 172 حالة مشتبه في إصابتها. وكان 75 في المئة من المصابين أثناء هذا الانتشار من الرجال من الفئة العمرية من 21 إلى 40 سنة.

ما هو العلاج؟

يمكن السيطرة على تفشي المرض عن طريق إجراءات الوقاية من العدوى.وقد ثبت أن التطعيم ضد الجدري (جدري الماء) فعال بنسبة 85 في المئة في الوقاية من جدري القرود.اشترت المملكة المتحدة جرعات من لقاح الجدري ، لكن ليس من الواضح عدد اللقاحات التي يمكن إعطاؤها.قد تساعد الأدوية المضادة للفيروسات أيضا في التعامل مع المرض.

هل يجب أن نشعر بالقلق؟

في بريطانيا يقول الخبراء إننا لا نزال بعيدين عن الوصول غلى مرحلة تفش للمرض على مستوى وطني، ووفقا لوكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA)، فإن الخطر ما زال منخفضا.ويقول البروفيسور جوناثان بول، أستاذ علم الفيروسات الجزيئية بجامعة نوتنجهام: "إن حقيقة انتقال العدوى لشخص واحد فقط من بين 50 شخصا خالطوا أحد المصابين بفيروس جدري القرود، تظهر مدى ضعف انتقال العدوى بالفيروس".

ويضيف: "من الخطأ أن نعتقد أننا على حافة انتشار المرض في جميع أنحاء البلاد".

وتتابع هيئة الصحة العامة في إنجلترا حالات المخالطين للمصابين الذين تأكدت إصابتهم لتقديم الاستشارات الطبية ومراقبتهم، وفقا لما تقتضيه الضرورة.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: