مقتدى الصدر: مخاوف من "انزلاق العراق نحو الفوضى" بعد استقالة نواب كتلته- صحف عربية
بغداد- (بي بي سي):
ناقشت صحف عربية انعكاسات استقالة نواب التيار الصدري من البرلمان العراقي على الوضع السياسي، المتأزم أصلا بسبب عدم التوافق على تشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات التي أجريت في أكتوبر الماضي.
ويحذر كتاب من عواقب الخطوة التي أقدم عليها مقتدى الصدر، وأن العراق "على مفترق طرق... إما النجاة أو نهاية دولة اسمها العراق".
بينما رأي كتاب آخرون في الخطوة تحريكا للمياه الراكدة في الساحة السياسية.
العراق "على مفترق طرق"
تقول القدس العربي اللندنية إن هذا التطور "غير المسبوق" على امتداد تاريخ مجلس النواب العراقي بمثابة "تتويج أقصى لنحو ثمانية أشهر من انسداد الحلول السياسية وتعطل الاستحقاقات والآجال الدستورية".
وترى الصحيفة في افتتاحيتها أن المضمون المعلن خلف التأزم هو النزاع حول شكل الحكومة المقبلة، بين تحالف «إنقاذ وطن» الذي يضم الكتلة الصدرية وكتلة «تقدم» وكتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني «الإطار التنسيقي» ويمثله تيارات وفصائل شيعية.
مقتدى الصدر: رجل الدين الشيعي والرقم الصعب في المعادلة السياسية في العراق
وتضيف "لكن الخلاف غير المعلن يدور حول مسائل أكثر تعقيداً، يخص سلسلة من البرامج الإصلاحية التي يتوجب أن تستجيب لمطالب الشارع العريض والانتفاضة الشعبية، التي شهدتها مدن العراق وبلداته وقراه في خريف 2019".
وتشير أيضا إلى أن "قسط غير قليل من الخلاف يدور حول طبيعة العلاقة مع إيران، وإعلاء مبدأ السيادة الوطنية والنأي بالعراق عن الصراعات الإقليمية والدولية، التي تنخرط فيها طهران"
ويقول محمد علاوي في رأي اليوم اللندنية إن هناك صدمة بين العراقيين، بعد قرار الصدر باستقالة نواب كتلته من مجلس النواب، محذرا من أن العراق "على مفترق طرق... إما النجاة أو نهاية دولة اسمها العراق".
ويرى أن هذه الخطوة "يمكن أن تدفع البلد باتجاه مستقبل مجهول، وإلى مديات خطيرة وفوضى".
ويدعو الكاتب الصدر "لإعادة النظر في هذه الخطوة الخطيرة" قائلا: إن "مصلحة العراق تتطلب بقائكم بتياركم على رأس مجلس النواب، وعدم قطع شعرة معاوية مع الاطار التنسيقي للوصول الى مشتركات الحد الأدنى للحفاظ على البلد ومستقبله".
كما يطلب من الإطار التنسيقي "السعي الحثيث للوصول الى كلمة سواء مع سماحة السيد مقتدى الصدر، فهذه هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ البلد"، على حد قوله.
ويدعو الكاتب المرجع الشيعي آية الله السيد علي السيستاني إلى التدخل لأنه "الملاذ الأخير لإنقاذ البلد من مستقبل خطير ومجهول".
ويحذر من أن "هذا الحدث الجلل سيعرض العراق إلى خطر جسيم" حيث إن "البلد بلغ تخوم شفا جرفٍ هارٍ، مع خطورة أن ينهار العراق الى مهاوي سحيقة".
وترى الأخبار اللبنانية أن "شبح الصدام يغطّي العراق" ما بعد الاستقالة الصدرية وتشير إلى وجود "مخاوف من خطوات صدرية لاحقة، قد تسهّل انزلاق العراق إلى أَتون فوضى".
وتقول ليلى نقولا في مقالها على موقع الميادين الإلكتروني إن استقالة نواب الصدر "وضعت الجميع أمام مشهد جديد، سيكون مفتوحاً على جميع الاحتمالات".
تضيف "يبدو أن التأزُّم في الساحة العراقية، وانسداد الأفق السياسي، يهدّدان بانهيار العملية السياسية، وبالذهاب إلى الشارع مجدَّداً، مع ما يمكن أن يؤدي ذلك إلى صدامات وتوترات أمنية".
وتقارن الكاتبة بين المشهدين العراقي واللبناني، حيث تقول إن ما يحدث في العراق "مشهد يتلاقى مع التوتر في لبنان، والمنطقة بصورة عامة، بحيث تسير الأمور في توتر متعمَّد ومتصاعد في عدد من الدول".
جدل حول خطوة الصدر
يرى حيدر صبي في الزمان العراقية أن "انسحاب الصدر غير وارد في أجندته الحالية قدر أنه أراد اجراء اختبار تدميري على عينة الإطار... فالانسحاب معناه تصنيع فراغ داخل معمل العملية السياسية، ومنه سيحاول مهندسو الإطار ملء (الفراغ المُصَنَّع ) بعمال مهرة دربوا داخل معاملهم السياسية".
ويصف سمير الجنابي في الأخبار العراقية الاستقالة بأنها "مخطط انقلابي سياسي صدري"، يحاكي ثورة تشرين، لكنه الأسوأ منها، وبدأ التحضير والتعبئة له منذ يوم 10 أبريل الماضي".
يضيف "يسعى المخطط إلى ضرب الإطار الشيعي سياسيا، وإقصائه نهائيا، باستغلال قوة فوضى الشارع لترهيب نواب الإطار والمستقلين، وإجبار بعضهم للانضمام لتحالفه".
كما يوجه فاروق يوسف في العرب اللندنية انتقادات لاذعة لمقتدى الصدر، ويرى أن ما قدمه أكثر من مرة "دليلا على أنه ليس مؤهلا لأن يكون رجل دين أو سياسيا".
يقول "ليس الصدر مؤهلا لكي يكون زعيما سياسيا، وهو لا يصلح أن يكون بديلا لسياسيي النظام لأنه من طينتهم حتى وإن كرهوه وكرههم. ما يجمعه بهم أكبر مما يفرقه عنهم".
ويختم مقاله بالقول: "العراق الجديد هو عراق مقتدى الصدر. عراق التهريج والفكاهات السوداء وأولاد الشوارع، وذكريات جيش المهدي والنزعة العبثية وتعطيل قيام دولة وكراهية القانون والهمجية... عراق مقتدى هو بلد العجائب التي لا تحدث في أي مكان آخر".
لكن القدس العربي تنتقد الطرف الآخر المنافس للصدر، وتقول إن تعطيل الاستحقاقات الدستورية قد تحول إلى سلاح استخدمته الفصائل الشيعية الموالية لإيران عبر "الإطار التنسيقي" "للتعويض عن خسائرها في صناديق الاقتراع، وبهدف فرض أمر واقع يوصل البلاد ومؤسساتها إلى حال الاستعصاء الراهنة".
وتختم بالقول: "وإذا صح أن الخطوة الصدرية تكفلت بتحريك المياه الراكدة في المستنقعات الآسنة، التي تغرق فيها الحياة السياسية العراقية الراهنة، فإن من الصحيح على الجانب الآخر مقدار التعقيدات القانونية والدستورية والعملية، التي تكتنف مستقبل الاستقالات الجماعية لنواب التيار الصدري".
فيديو قد يعجبك: