قمة مجموعة السبع تختتم أعمالها برسالة وحدة بشأن أوكرانيا
برلين - (د ب أ)
اختتم قادة دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى قمة في ألمانيا اليوم الثلاثاء، تمكنوا خلالها من توجيه رسالة وحدة في وجه الغزو الروسي لأوكرانيا، إلا أن النقاد قالوا إنهم فشلوا في القيام بذلك في مجالات مهمة.
وفي الإعلان الختامي للقمة، اتفق قادة بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة على دعم أوكرانيا وجهودها الحربية "طالما كان هذا ضروريا" وتقليص الاعتماد على الطاقة الروسية وتصعيد الإجراءات العقابية ضد موسكو.
وقال شولتس في ختام قمة المجموعة التي عقدت بقصر إلماو البافاري في جنوب ألمانيا إن مجموعة السبع "تقف بشكل قوي لا يتزعزع إلى جانب أوكرانيا".
وأضاف السياسي الاشتراكي الديمقراطي: "ندعم أوكرانيا في دفاعها، ونقدم لها منظورا للمستقبل".
ووصف شولتس قمة السبع في بافاريا بأنها مهمة وعقدت في "زمن شديد الخصوصية"، مشيرا إلى أن اللقاء أظهر بطريقة مثيرة للإعجاب الوحدة والعزم على التصدي للعدوان الروسي، وقال إن روسيا تخوض حربا على أوكرانيا على مدار 125 يوما.
وتابع المستشار بالقول إن المجموعة، التي تضم الأنظمة الديمقراطية القوية اقتصاديا، تدين هذه الحرب التي لا ترحم.
ورأى شولتس أن الهجوم الصاروخي الذي وقع أمس الاثنين على مركز تجاري في مدينة كريمنتشوك الأوكرانية والذي أوقع العديد من القتلى والمصابين، يعد دليلا جديدا على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يواصل عدوانه الوحشي على السكان" في أوكرانيا.
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الثلاثاء إن روسيا "لا يمكنها ويجب ألا تنتصر" في الحرب في أوكرانيا، واصفا الهجمات الصاروخية الروسية المميتة على مركز تسوق بأنها "جريمة حرب جديدة".
وتعهدات الاقتصادات السبعة الكبرى بتقديم 5ر29 مليار دولار لضمان الخدمات الأساسية للأوكرانيين واتفقوا على تنظيم مؤتمر لعمليات إعادة الإعمار ما بعد الحرب، كما استجابت الولايات المتحدة لدعوةكييف العاجلة للحصول على نظام دفاع جوي لحماية مدنها.
وأعلن قادة المجموعة حظر على واردات الذهب الروسية وهو ما وصفه الرئيس الامريكي جو بايدن بأنه سيفرض "تكلفة غير مسبوقة على (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لحرمانه من تمويل حربه ضد أوكرانيا".
وعلى الرغم من ان إدارة بايدن ضغطت على المجموعة بوضع سقف لسعر النفط الروسي، لم تتمكن القمة من التوصل لاتفاق بشأن هذه القضية، واعترف شولتس إن هذا المشروع "طموح للغاية" ويتطلب "الكثير من العمل".
و تعهدت المجموعة في ختام القمة بتخصيص 5ر4 مليار دولار أخرى للأمن الغذائي العالمي، في إطار مكافحة أزمة الجوع الوشيكة، كما دعت دول المجموعة روسيا في بيان إلى إنهاء حصار الموانئ الأوكرانية بدون شروط، ودعت دول المجموعة روسيا إلى الكف عن تدمير صوامع القمح والبنية التحتية الزراعية في أوكرانيا.
وفي المقابل، ترى منظمات تنموية أن ما تعهدت به مجموعة السبع غير كاف.
كما أكد المستشار الألماني هدف مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى الخاص بتقليل الاعتماد على النفط والغاز القادمين من روسيا وتسريع توسيع مصادر الطاقة المتجددة وحماية المناخ.
وقال السياسي الاشتراكي الديمقراطي: "كلنا متفقون على الموضع الذي يكمن فيه المستقبل، وهو تحديدا ليس مع الغاز".
وأعرب شولتس عن سعادته بدعم شركاء بلاده في المجموعة لفكرته الخاصة بإنشاء ناد دولي للمناخ، وقال: "نحن متفقون على أننا بحاجة إلى المزيد من السعي والمزيد من الطموح من أجل تحقيق أهدافنا الخاصة بالمناخ" مشيرا إلى أن نادي المناخ سيسهم في ذلك وقال إن النادي لا ينبغي أن يقتصر على مجموعة السبع بل ينبغي أن يضم دولا أخرى.
وأكد شولتس أن النادي يجب أن يكون ناديا مفتوحا منوها إلى أنه لن تكون هناك "تذاكر دخول" لنادي المناخ.
وأوضح شولتس أن "المسألة تتعلق بأن نجعل من الممكن الجمع بين طرق مختلفة تهدف لتحقيق أهداف لها نفس القدر من الطموح" وقال إن من المعروف أن هناك مواقف مختلفة على سبيل المثال من الشكل المحدد لإنتاج الطاقة في المستقبل أو بشأن مسائل التسعير.
وأردف شولتس أن الأمر يتعلق أيضا بالجمع بين السياسات المختلفة بشدة بحيث يعمل الاقتصاد بحلول منتصف القرن بشكل محايد كربونيا وبحيث يمكن خلق مستقبل أفضل للكوكب "ولنا أيضا".
وفي سياق أخر، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن تأييده للتمسك بشكل مجموعة العشرين للاقتصادات الصاعدة رغم أنها تضم أيضا روسيا بقيادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي ختام قمة المجموعة التي انعقدت في قصر إلماو البافاري جنوب ألمانيا، قال شولتس اليوم الثلاثاء: "فيما يتعلق بمجموعة العشرين كان هناك في كل المحادثات قدر كبير من الاتفاق على أننا لا نرغب في تفريق المجموعة".
وأضاف شولتس أنه لهذا السبب نص قرار الدول المجتمعة في إلماو من منظور اليوم على أنها "ستذهب إلى هناك" وذلك في إشارة إلى قمة مجموعة العشرين المزمع عقدها في اندونيسيا في نوفمبر المقبل.
وأكد شولتس على أهمية النقاش بشكل جيد بين الأطراف وبعضها البعض وقال إن المحادثات مع الشركاء ضيوف قمة السبع وهي الهند واندونيسيا والأرجنتين والسنغال وجنوب افريقيا، كانت مهمة للغاية.
يذكر أن اندونيسيا تتولى حاليا الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين وستتولى الهند هذه الرئاسة في العام المقبل، وقال شولتس عن اندونيسيا والهند إنهما "صديقان ودولتان كبيرتان ومهمتان نتعاون معهما بشكل وثيق".
وتابع شولتس: "ولذلك من المهم بالنسبة لنا أيضا أن نعطي الأمر دفعة جيدة وهذا ما سنهتم به بعد ذلك".
فيديو قد يعجبك: