إعلان

"ديفنس نيوز": تركيا تستثمر الأزمة الروسية الأوكرانية لترميم علاقاتها العسكرية مع الغرب

10:47 م الثلاثاء 07 يونيو 2022

علم تركيا

تركيا - (أ ش أ)

ذكرت دورية "ديفنس نيوز" الأمريكية المتخصصة في الشأن الدفاعي، أن تركيا تستثمر الأزمة الغربية الروسية بسبب عمليتها العسكرية على أوكرانيا في تحسين علاقتها بالعالم الغربي، وهي العلاقات التي ساءت في العامين الماضيين نتيجة اتجاه تركيا لصفقات السلاح الروسي، خاصة منظومات الدفاع الجوي "اس 400"، وهو ما تسبب في غضب غربي شديد على أنقرة.

وأوضحت الدورية الأمريكية أن أنقره بدأت تستخدم أسلوب شراء السلاح الغربي مجددا لخطب ود القوى الغربية.

وقال أحد مساعدي الرئيس التركي رفض الكشف عن اسمه، في مقابلة خاصة للدورية الأمريكية، إن "تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي وستظل عضوا في هذا الحلف، وقد خلقت الحرب بين شريكينا روسيا وأوكرانيا فهما جديدا لأنقرة باتجاه ضرورة تعزيز تركيا للأسلحة التي ينتجها حلفاؤنا في الناتو".

وأفادت الدورية الأمريكية بأن الحرب الروسية الأوكرانية قد وضعت تركيا في موقع "الوسيط المحوري" وهو موقع تتميز به أنقرة إزاء طرفي الصراع الروسي الأوكراني مقارنة بدول الناتو الأخرى، والأكثر من ذلك - بحسب الدورية الأمريكية - فقد صارت دول الناتو تأمل في أن تسفر علاقات أنقرة بموسكو وكييف عن خلق المناخ المواتي لإنجاح أية مفاوضات سلام مستقبلية بين الطرفين المتحاربين.

وأشارت إلى أنه في عام 2020 دفعت تركيا 5ر2 مليار دولار أمريكي لروسيا لشراء منظومة الدفاع الجوي "إس 400"، إلا أنها سعت، خوفا من استفزاز حلفاءها الغربيين، إلى مسك العصى من المنتصف حيث أتمت شراء المنظومة الروسية ولكنها لم تستخدمها أو تدخلها الخدمة العملياتية، ما يعبر عن أن أنقرة لا ترغب في مزيد من العزلة المفروضة عليها من جانب الحلفاء الأطلسيين.

فعلى سبيل المثال، علقت واشنطن مشاركة أنقرة في المجمع الصناعي لإنتاج مقاتلات "إف 35" وكذلك ماطل الغرب في تسليم أنقرة الدفعة الأولى من المقاتلات الشبحية برغم سداد أنقرة مقدم الشراء بقيمة 5ر1 مليار دولار أمريكي، وحتى الآن لم تتسلم تركيا تلك الطائرات الشبحية ولم تسترد أموالها.

وقالت "ديفنس نيوز" إن مسئول اتصال عسكري تركي - ذو صفة دبلوماسية - في حلف شمال الأطلسي اعترف بأن الحرب الروسية الأوكرانية قد قتلت في واقع الأمر أي أمل في المستقبل لإبرام أية صفقات تسلح استراتيجي بين تركيا وروسيا ، مؤكدا أن روسيا بالكامل خارج حسابات تركيا فيما يتعلق بشراء الأسلحة الاستراتيجية، وفي المقابل ستعود أنقره مجددا إلى حاضنة الغرب وأسواقه كمورد رئيسي لسلاحها.

وكشفت الدورية الأمريكية عن مساع تركية لشراء مقاتلات "يوروفايتر – تايفون" التي تعد إحدى أقوى المقاتلات متعددة المهام في العالم والملقبة "بالطائرة الإعصار" وهي من إنتاج مؤسسة "إيرباص" و "ليوناردو" الأوروبيتين، مضيفة أن المساعي التركية لشراء 80 مقاتلة من هذا الطراز بدأت في الربيع الماضي، لافتة في الوقت ذاته إلى أن حصول الأتراك على تلك المقاتلة قد يطلعهم على أسرار تكنولوجية معقده تدعم برنامج تركيا لإنتاج مقاتلات تركية "برنامج المقاتلة التركية تايفون – اكس TF-X" الذي لا يزال في مهده.

كما سعت تركيا كذلك باتجاه شراء 40 مقاتلة من طراز "إف – 16" من إنتاج مؤسسة بوينج و"ماكدونالد دوجلاس" الأمريكيتين، وتسعى كذلك إلى إبرام عقد مع الولايات المتحدة لتحديث 80 مقاتلة تركية عتيقة، وهي الطلبات التي تمت إحالتها إلى الكونجرس الأمريكي في أبريل الماضي وباركتها إدارة الرئيس الأمريكي بايدن.

ومنذ مارس الماضي، بدأت تركيا التفاوض مع فرنسا وإيطاليا حول شراكة لإنتاج منظومة دفاع جوي SAMP/T في مصانع وورش مؤسسة يوروسام وهو المشروع الذي صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مارس الماضي بأنه سيخضع لدراسات فنية في الفترة القادمة.

وفي أواخر فبراير الماضي، وبعد أيام قليلة من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أعلنت تركيا عن نجاح مساعيها لدى الحكومة البريطانية لرفع حظر توريد الأسلحة إلى تركيا وهو الحظر الذي أعقب هجوم تركيا على شمال سوريا في عام 2019، وكذلك وافقت بريطانيا على تعزيز مبادلات التجارة مع الأتراك ونقلها من "حالة السر إلى حالة العلن" بحسب ما أورده تقرير الدورية الأمريكية، والتي كشفت كذلك عن تقارب على صعيد التجارة والتسلح بين تركيا وكندا.

وبالرغم مما تعتبره السلطات التركية خروقات في جدار العزلة والعقاب الغربي، ذكرت "ديفنس نيوز" أن كثيرا من الدول الداخلة في مظلة حلف شمال الأطلسي لديها اتجاهات "متحفظة " على سياسات أنقرة وإمكانية التقارب معها، وأن هذه الدول لا تزال تفرض عقوبات على تركيا بما في ذلك حظر توريد الأسلحة بشكل كامل لتركيا منذ العام 2019 وهي كل من فنلندا وجمهورية التشيك وهولندا والنرويج وإسبانيا والسويد، وكذلك فرنسا التي تضع عقبات وموانع عده تمنع بيع نظم الدفاع الجوي إلى تركيا وتحظر بيع منظومات قتال بعينها إلى الأتراك في مقدمتها نظام الملاحة الجوية، وكذلك ترفض ألمانيا تنفيذ خطة سابقة لتوريد محركات المدرعات إلى تركيا كان من المقرر أن يتم تركيبها على المدرعات التركية المحلية الصنع من طراز "ألتاي".

وعلى ضوء هذه المعطيات، ترى "ديفنس نيوز" أن الأتراك "يلعبون لعبة التوازن في المصالح بين حلفائهم في حلف شمال الأطلسي - الذي تعد تركيا عضوا مهما فيه - وبين روسيا"، مؤكدة أن دوائر السياسة والدبلوماسية الغربية بدت أكثر وعيا تجاه هذا التوجه التركي الجديد.

واعتبر خبير شئون الدفاع التركي اوزجور ايكساى - في تصريح للدورية الأمريكية - أن المناورة السياسية التي تقوم بها تركيا بين مصالح الغرب ومصالح روسيا قد يتحدد على إثرها شكل وشهية الغرب لتقبل تركيا مجددا كمشترٍ في أسواق بيع السلاح الغربية، مستبعدا تراجع تركيا عن أية صفقات سلاح معروضة على طاولة البحث مع موسكو في المرحلة المقبلة، ومن أبرزها سعي تركيا لشراء مقاتلات روسية من طراز "سوخوى – 35" و"سوخوى – 57".

وألمحت "ديفنس نيوز" إلى أن موافقة تركيا تعد أمرا ضروريا يحتاجه الناتو لقبول انضمام السويد وفنلندا للحلف، وهو الانضمام الذي تعارضه موسكو بشدة وتعمل على عزل كلا البلدين عن مظلة الحلف، وفى هذا الصدد لا يستبعد دبلوماسيون غربيون أن تستخدم تركيا ورقة "الفيتو" الذي تتمتع به في حلف شمال الأطلسي كورقة ضغط على أعضاء الحلف لكي يوافقوا على استئناف تصدير السلاح لأنقرة.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان