إعلان

هل يمكن لجيش "الطائرات المسيرة" تغيير مجريات الحرب لصالح كييف؟

02:22 م الأحد 10 يوليو 2022

يمكن للطائرات المسيرة أن تحدث فارقا في الحرب في أو

كييف- (بي بي سي):

تبرع العشرات بطائراتهم المسيرة غير الاحترافية والتجارية لأوكرانيا بعد أن ناشدت كييف كل من يستطيع أن يمدها بالطائرات المسيرة لتشكل "جيشا من المسيرات".

كما ناشدت البلاد الجميع التبرع بالأموال لصالح شراء 200 طائرة استطلاع عسكرية مسيرة.

ويستخدم الجانبان الأوكراني والروسي الطائرات المسيرة والمركبات بدون طيار في الحرب الدائرة بينهما.

لكن جاستن برونك، الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز بريطاني للدراسات والأبحاث العسكرية، يرى أنه على الرغم من أن الطائرات المسيرة قد تكون مفيدة في أحيان كثيرة، إلا أن هناك أساليب طُورت لمقاومتها.

وقال برونك إن الطائرات المسيرة التجارية الصغيرة يمكنها إرسال بث فيديو حي يساعد على رؤية الموقف خلف خطوط العدو.

وأضاف أن "كلا الجانبين في أوكرانيا لديهما القدرة على استغلال الصورة التي ينقلها البث الحي بسرعة لإسقاط قذائف المدفعية وتصحيح مسارها بسرعة حتى تكون على أكبر قدر ممكن من الدقة، حتى مع استخدام مدفعية المدرسة القديمة غير الموجهة أثناء إطلاقها في اتجاه العدو".

لكنه حذر من أن كفاءة الإجراءات الإلكترونية المستخدمة لإسقاط تلك الطائرات تزداد كفاءة.

قوات الطائرات المسيرة

جيش الطائرات المسيرة برنامج معقد يتطلب مشتريات، وصيانة، واستبدال علاوة على تدريب مشغلي هذا النوع من الطائرات، وفقا للجانب الأوكراني.

وقال العقيد أوليكسي نوسكوف، مساعد رئيس أركان القوات الأوكرانية، إن "جيش الطائرات المسيرة سوف يسمح بمراقبة مستمرة لخط الجبهة الذي يمتد لمسافة تقدر بـ 2470 كيلو متر علاوة على توفير إمكانية الرد الفعال على هجمات العدو باستخدام التكنولوجيا الحديثة".

وقال ميكايلو فيدروف، وزير التحول الرقمي الأوكراني، لبي بي سي عبر البريد الإلكتروني إن الهدف من الحملة الحالية هو شراء طائرات مسيرة تكتيكية بمدى تحليق يصل إلى مئة ميل ومجهزة بكاميرا تعمل بتكنولوجيا معقدة، وجهاز تحديد المواقع العالمي وأدوات لمسح الخرائط.

رغم ذلك، قال فيدروف إنه بعد دراسة القضية: "يرى فريقنا أن الجيش لا يزال يحتاج إلى مروحيات رباعية وأن البلاد تطلب من الناس التبرع بطائراتهم المسيرة".

وتأمل أوكرانيا الحصول على الآلاف من الطائرات المسيرة التجارية متعددة الاستخدامات من خلال التبرعات.

ويتم التبرع بالطائرات التي تلبي الحد الأدنى من المعايير لصالح أوكرانيا في مخزنين رئيسيين في بولندا والولايات المتحدة.

وطالب فيدروف الشركات أيضا بالانضمام إلى الحملة الأوكرانية، قائلا: "المشروع يُعد فرصة كبيرة لمصنعي الطائرات المسيرة لاختبار معداتهم في ظروف صعبة".

وجمعت الحملة، التي أُطلقت الجمعة الماضية، حتى الآن حوالي 5.7 مليون إسترليني يمكن لأوكرانيا أن تشتري بها اثنتين من الطائرات المسيرة العسكرية. كما تسلمت الحملة العشرات من الطائرات المسيرة، وفقا لتغريدة دونها فيدروف على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.

وقال برونك إن طائرات "وورمايت" المسيرة هي نوع من الذخيرة المحمولة جوا التي تصنع في بولندا، والتي يمكن استخدامها كبديل "للصواريخ الموجهة المضادة للدبابات"، وفقا للموقع الإلكتروني للشركة.

حظر المبيعات

قال فيدروف إن الطائرات المسيرة غير الاحترافية والتجارية أظهرت كفاءة في ميدان القتال.

وتستخدم روسيا أيضا الطائرات المسيرة غير الاحترافية والتجارية لأغراض عسكرية.

وناشد وزير التحول الرقمي الأوكراني شركة "دي جيه آي"، رائدة تصنيع الطائرات المسيرة، في وقت سابق هذا العام أن تتوقف عن بيع هذه المركبات في روسيا. وبالفعل، كان للشركة الصينية تدخلا هاما عندما أوقفت مبيعاتها في روسيا وأوكرانيا.

وقال الوزير الأوكراني: "روسيا تستخدم الطائرات المسيرة غير الاحترافية والتجارية في مهام استطلاعية في حربها غير المبررة الجائرة".

وأضاف: "كان من الضروري أن توقف أكبر شركة مصنعة للطائرات المسيرة التجارية حول العالم مبيعاتها في روسيا".

وقال فاليري ياكوفينكو، الشريك المؤسس في شركة "درون أيه يو"، لبي بي سي نيوز إن "دي جيه آي" الصينية قررت رفع تكلفة تصنيع الطائرات المسيرة في أوكرانيا بينما لا تزال روسيا قادرة على الحصول على طائرات مسيرة عبر بيلاروسيا.

وكانت شركة ياكوفينكو تورد الطائرات المسيرة ومعدات الروبوت للحكومة الأوكرانية حتى بداية الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأًصبح هذا النوع من المركبات، جنبا إلى جنب مع نظام الإنترنت عبر القمر الصناعي الذي تطوره شركة ستارلينك المملوكة للملياردير إيلون ماسك، من أكثر منتجات التكنولوجيا طلبا على مستوى العالم، وفقا لياكوفينكو.

وحتى الطائرات الصغيرة من هذا النوع يمكن استخدامها في جمع معلومات ميدانية، وتحديد موقع قوات العدو، وتصحيح مسار قذائف المدفعية.

وقال الشريك المؤسس في "درون أيه يو" إن "العدد الهائل من المتطوعين بتشغيل الطائرات المسيرة الذين انضموا إلى القوات الأوكرانية أحدثوا فارقا".

وأضاف: "ينفذ مشغلو الطائرات المسيرة عمليات مخابراتية جوية على طول خط الجبهة".

وأشار إلى أن أهمية استخدام تلك التكنولوجيا تكمن في سرعة انتقال المعلومات من أرض المعركة إلى رئاسة الأركان "لاتخاذ القرارات بالسرعة المطلوبة".

رفع الروح المعنوية

قال برونك إن الأوكرانيين، على وجه التحديد، لديهم قدرة على ابتكار طرق للحصول على طائرات مسيرة تجارية وتشغيلها علاوة على توفير وتشغيل النوع العسكري من تلك المركبات.

وأضاف أن تلك القدرات تتضمن "استخدامها كحاملات ذخائر موجهة محلية الصنع لقصف أهداف من مسافات بعيدة، بما في ذلك قصف معمل تكرير النفط في مدينة روستوف الروسية باستخدام طائرة مسيرة تجارية مزودة برأس صاروخي محلي الصنع".

لكنه حذر من أن أساليب استهداف تلك المركبات تتغير.

وقال: "ما حدث في الأشهر القليلة الماضية في دونباس هو أن روسيا تمكنت من زيادة معدات الحرب الإلكترونية ودمجها في عملياتها المستمرة في البلاد".

لذلك عندما ترسل أوكرانيا طائرة مسيرة موجهة بموجات راديو تصدر من جهاز تحكم عن بعد، يمكن لمعدات الحرب الإلكترونية رصدها فورا، ومن ثم الاستيلاء عليها أو على الأقل وقف التحكم فيها عن بعد من الجانب الأوكراني وإجبارها على العودة، وفقا لبرونك.

وأشار إلى أنه من أجل تفادي ذلك، بدلا من تشغيلها بجهاز تحكم عن بعد، يمكن برمجة تلك المركبات على التحليق في مسار معين ثم تحديد الأهداف من خلال تحليل الصور التي حصلت عليها بعد عودتها. ورجح أيضا أن تلك العملية البطيئة تقل فاعليتها أثناء التعامل مع الأهداف المتحركة.

لكنه رأى أن ما تحتاجه أوكرانيا هو حاملات للذخيرة يمكن استخدامها في الهجوم على نظم الحرب الإلكترونية الروسية.

وبينما تبدو الطائرات المسيرة غير الاحترافية مفيدة، في الوقت الحالي "ربما يكون الدعم الشعبي لتوفير معدات عسكرية له قيمة كبيرة في رفع الروح المعنوية للمشاركين في ذلك الدعم والروح المعنوية لمن هم على الجبهة أيضا"، وفقا لبرونك.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان