"تنعكس على الأمن القومي لواشنطن".. لماذا يزور بايدن السعودية؟
كتب - محمد عطايا:
يبدو أن الغزو الروسي لأوكرانيا، وضع الولايات المتحدة في منافسة شرسة بين القوى العظمى، لتنشيط تحالفاتها الاستراتيجية، وشراكاتها ليس فقط في أوروبا ولكن أيضا في منطقة الشرق الأوسط، ما جعل زيارة الرئيس جو بايدن إلى السعودية أحد أبرز الأحداث مؤخرا، وذلك بحسب ما ذكرته مجلة "فورين بوليسي".
يزور الرئيس الأمريكي، المملكة العربية السعودية، لمدة يومين في ظل تفاقم الأزمات عالميا جراء الحرب الروسية على أوكرانيا.
ويحمل بايدن خلال زيارته للملكة عدة ملفات أبرزها: النفط، والتحالفات في المنطقة، والملف الإيراني.
الأمن القومي لواشنطن
أوضحت "فورين بوليسي"، أنه من المهم وضع جولة بايدن إلى الشرق الأوسط في سياق عالمي، لافتة إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا أدى إلى زيادة المناقسة بين القوى العظمى، وأنه كجزء من جهود إدارة بايدن لتنشيط التحالفات سافر بالفعل إلى آسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا، ومن الطبيعي أن يصل أيضا إلى الشرق الأوسط، لأنه جزء من العالم يظل حيويا لمصالح الأمن القومي للولايات المتحدة والاقتصاد العالمي.
وتابعت المجلة الأمريكية أنه "لا يمكن تجاهل المملكة العربية السعودية - بموقعها الجغرافي الاستراتيجي، ومواردها الطبيعية الوفيرة، وتأثيرها بين الدول العربية والأغلبية المسلمة".
وأوضحت أن السعودية يمكنها الاستفادة من العائدات الكبيرة التي حققتها من بيع النفط إلى الصين لمساعدة بايدن ومجموعة الدول السبع الكبرى في جهودهم لمواجهة "التعديات الاقتصادية الصينية في أماكن أخرى"، على حد وصف "فورين بوليسي".
وتابعت أنه "سواء في إفريقيا أو آسيا الوسطى أو المحيطين الهندي والهادئ، يمكن للاستثمارات الخليجية واسعة النطاق في مشاريع التنمية والبنية التحتية أن تتحدى جهود الصين في الهيمنة العالمية من خلال مبادرة الحزام والطريق".
دعم الاقتصاد الأمريكي
ذكرت "فورين بوليسي، أنه ربما النقطة الأهم في زيارة بايدن للسعودية، نظرًا للتحديات السياسية الداخلية التي يواجهها، يمكن لبايدن أن يضمن تأكيدات بأن جزءًا كبيرًا من أموال النفط الخليجية يُعاد تدويره في الاقتصاد الأمريكي.
وأوضحت أنه "يمكن القيام بذلك عن طريق تأمين الالتزامات العربية للاستثمار في أذون الخزانة الأمريكية والشركات الأمريكية، وكذلك من خلال تشجيع الشركات الأمريكية على المشاركة في العطاءات لمشاريع كبيرة في الخليج".
وتابعت أن "تطوير مناجم الكوبالت، والطاقة النووية المدنية، والموانئ البحرية في البحر الأحمر، والمدن العملاقة هي فرص تاريخية لرفع مستوى التعاون الاقتصادي بين الولايات المتحدة والسعودية".
وأكدت "فورين بوليسي"، أنه يمكن للرياض، التي عينت مؤخرًا وزير الدولة للشؤون الخارجية للعمل بشكل مشترك كمبعوث للمناخ، أن تلعب دورًا مهمًا في حملة إدارة بايدن لتعزيز انتقال ثابت للطاقة في الداخل والخارج.
فيديو قد يعجبك: