إعلان

ماكرون يستقبل الرئيس الإماراتي لبحث الطاقة

03:22 م الإثنين 18 يوليو 2022

ماكرون يستقبل الرئيس الإماراتي لبحث الطاقة

(أ ف ب)

استقبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في قصر الإليزيه، الاثنين، نظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي يقوم بأول زيارة دولة خارجية له منذ توليه منصبه، من المنتظر أن تشهد توقيع اتفاقيات تشمل الطاقة.

وكان ماكرون وزوجته بريجيت في استقبال الشيخ محمد بن زايد عند مدخل الإليزيه. وزار الرئيس الإماراتي في وقت سابق ساحة متحف الجيش الوطني حيث استقبله وزير الدفاع سباستيان لوكونور.

ومن المقرر أن يجتمع الرئيسان على مأدبة غداء قبل أن يلتقيا مجددا في المساء لحضور عشاء رسمي في قصر فرساي بحضور مئة ضيف. وسيزور الشيخ محمد بن زايد مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية.

وسيقلّد ماكرون الشيخ محمد بن زايد شارة الصليب الأكبر من وسام جوقة الشرف الوطني وهدية هي عبارة عن نسخة من عام 1535 لخريطة عالم الجغرافيا الألماني لورنز فرايز لشبه الجزيرة العربية.

وخلال الزيارة التي تستمر حتى الثلاثاء، من المنتظر التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن زيادة التعاون في مجال الطاقة بين الدولة الخليجية الغنية بالنفط، وفرنسا المتعطشة لتنويع مصادرها من المحروقات في ظل تضخم متزايد بسبب ارتفاع الأسعار منذ غزو روسيا لأوكرانيا.

وكان مستشار رئاسي فرنسا قال في وقت سابق إنّ أحد أهم البنود خلال زيارة رئيس الامارات هو "الإعلان عن ضمانات تقدّمها الامارات بشأن كميات امدادات المحروقات (الديزل فقط) لفرنسا".

وأضاف المصدر أنّ "فرنسا تسعى إلى تنويع مصادر إمدادها على خلفية الصراع في أوكرانيا، وضمن هذا السياق يتم التفاوض على هذه الاتفاقية"، علما أن الإمارات لا تزود فرنسا بالديزل في الوقت الحالي.

وتغطي اتفاقية "الشراكة الإستراتيجية الشاملة للطاقة" التي ينوي البلدان التوقيع عليها الاثنين، الطاقة التقليدية والطاقة المتجددة والهيدروجين وغيرها، على أن تعزّز التعاون في التنقيب عن الغاز خصوصا عبر شركة "توتال" الفرنسية.

وترى الإمارات أن اوروبا أدركت بعد الحرب على اوكرانيا وأزمة المحروقات أن الانفصال السريع عن النفط والغاز للتحول نحو الطاقة البديلة ليس الخيار الأفضل، بل أنّه يجب اعتماد نهج أكثر توازنا يمكن أن تلعب الدولة النفطية دورا فيه.

- علاقات تاريخية وتعاون -

إلى جانب مسألة الطاقة، سيتم التوقيع على مذكرات تفاهم وعقود في مجالي النقل ومعالجة النفايات وغيرها خلال أول زيارة دولة خارجية لرئيس الإمارات منذ توليه منصبه في مايو الماضي.

وتطورت العلاقات بين البلدين بشكل كبير في السنوات الماضية. والإمارات موطن للفرع الأجنبي الوحيد لمتحف اللوفر ولأكبر جالية من المغتربين الفرنسيين والفرنكوفونيين في منطقة الخليج. كما أنها تستضيف قاعدة عسكرية بحرية فرنسية.

وقال مستشار الرئيس الإماراتي للشؤون الدبلوماسية أنور قرقاش للصحافيين الجمعة إن "اختيار فرنسا كأول زيارة رسمية للرئيس هو قرار واع يستند إلى العلاقات التاريخية بين البلدين ولكن أيضًا إلى إمكانية تعاون ونمو أكبر مع فرنسا".

وتابع "الإمارات مصمّمة على أن تظل شريكا موثوقا في مجال الطاقة، حيث أنها تستثمر في زيادة القدرة لتلبية الطلب العالمي. لقد قمنا ببيع نفطنا إلى الشرق الأقصى لمدة 40 عامًا، ونحن الآن نوجهه نحو أوروبا في وقت الأزمة".

وفي ديسمبر وقّعت الإمارات عقدا قياسيا بقيمة 14 مليار يورو لشراء 80 طائرة حربية من طراز رافال في خضم هجمات غير مسبوقة للمتمردين الحوثيين على أراضيها ومسارعة فرنسا لتقديم دعم عسكري لها للتصدي لهذه الهجمات.

وقالت السفيرة الإماراتية في باريس هند العتيبة لوكالة فرانس برس "وقفت العديد من الدول إلى جانبنا في وجه عدوان الحوثيين في اليمن، ونقدّر أنّ فرنسا كانت واحدة من هذه الدول، وهو ما كان عاملاً في اختيار سموه لفرنسا" كأوّل محطة خارجية له.

وأضافت "ريادة فرنسا في أوروبا وثقافتها ونظامها التعليمي وتميز علمائها ودرايتها الصناعية تجعلها شريكًا أساسيًا لنا. وبالنسبة لفرنسا، تُعتبر الإمارات حليفًا مستقرًا وموثوقًا".

ولطالما كانت الإمارات، الطامحة للعب دول أكبر على الساحتين الإقليمية والدولية، شريكا استراتيجيا لواشنطن، لكنها تعمل في الوقت ذاته على توطيد علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع دول كبرى أخرى.

وتأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد لباريس في أعقاب أول جولة شرق أوسطية للرئيس الأمريكي جو بايدن منذ تسلّمه إدارة البيت الأبيض، والتي سعت إلى إعادة تأكيد نفوذ واشنطن في المنطقة لكنّها فشلت في أن تنتج أي اختراق حقيقي، خصوصا في السعودية.

ودعا الرئيس الأمريكي السبت نظيره الإماراتي لزيارة الولايات المتحدة، في لفتة ودية بعد شهور من العلاقات المتوترة على خلفية حرب أوكرانيا وقضايا أخرى.

وواشنطن وباريس حريصتان على دفع السعودية والإمارات للمساعدة في خفض أسعار المحروقات المرتفعة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا من طريق ضخ مزيد من النفط.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان