لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"7 أشهر من التعذيب".. تفاصيل وفاة أكبر الأسيرات في سجون الاحتلال

04:47 م السبت 02 يوليو 2022

كتبت- سارة أبو شادي

غلاف- مايكل عادل

استيقظت الأسيرة الفلسطينية سعدية فرج الله ذات الـ68 ربيعا، من أجل الوضوء لأداء صلاة الفجر داخل سجن الدامون، كانت العجوز تحاول دائما التغلب على ما تتعرض له من انتهاكات داخل سجون الاحتلال بالذكر والصلاة، وقفت متكئة على أحد الحوائط لإتمام وضوئها، لكنّ جسدها الهزيل لم يتحمل الألم الذي تعرض له لأشهر، وسقط هاويًا على الأرض دون حركة.

مصراوي تحدّث مع مؤمن فرج الله شقيق الأسيرة الراحلة سعدية فرج الله، والتي تم الإعلان عن وفاتها اليوم، داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، ليسرد لنا وقائع ما تعرضت له شقيقته منذ اعتقالها حتى استشهادها.

صورة1

المكان- بلدة إذنا بمنطقة الخليل

الزمان- الثامن عشر من ديسمبر 2021

خرجت العجوز الفلسطينية من منزلها بمدينة الخليل، متجهة نحو ابنتها التي تعيش بمنطقة البلدة القديمة لزيارتها، كان الحرم الإبراهيمي المكان المقرب إلى قلبها، لذا كانت تفضل الذهاب إليه دائمًا إمّا للصلاة أو حتى لزيارة ابنتها التي تعيش بالقرب منه.

على أحد حواجز مدينة الخليل وقفت "سعدية" لغرض التفتيش، لكنّها تفاجأت باعتداء جنود الاحتلال عليها بالضرب، بزعم محاولتها تنفيذ عملية طعن، ما أدى حينها لإصابتها بحالة إغماء، بل واقتيادها عنوة إلى مركز الشرطة، بالرغم من أنها لم تحمل أي أداة حادة أثناء مرورها، فلم يكن هدفها سوى الذهاب للاطمئنان على نجلتها وأحفادها والصلاة بالمسجد الإبراهيمي الشريف.

"الاحتلال قتلوا أختي دخلت سجونهم سليمة بدون أمراض وهتخرج ميتة" السيدة التي رزقت بثماني من الأبناء ونحو 25 حفيدًا كانت دائمًا ما تحثهم على النضال والسعي لتحرير الوطن، لم تدرك أنّ اسمها وصورتها سيصبحان رمزًا أيضًا للنضال، فبعد اعتقالها بنحو 7 أشهر وتحديدا في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، كانت محاكمتها وقد حضرت على كرسي متحرك، وبدا عليها المرض الشديد.

صورة2

حينها طلب محاميها من إدارة سجون الاحتلال بضرورة عرضها على طبيب مختص، بعد أن أثبتت الفحوص الطبية بارتفاع السكري والضغط لديها وتراجع وضعها الصحي، لكن طلبه لم ينظر إليه بل صدر حكم بحقها لمدة خمس سنوات.

خلال الأشهر الماضية التي مرّت على "سعدية" داخل سجن الدامون، تعرضت فيهم لظروف قاسية أثناء التحقيق معها، بالرغم من تمتعها بصحة جيدة قبل اعتقالها، لكنها أصيبت بأمراض عديدة نتيجة الإهمال والتعذيب والحبس الانفرادي التي كانت تتعرض له دائمًا.

"تفاجأنا كلنا بأنباء استشهادها على وسائل الإعلام" في الصباح الباكر كان شقيق الراحلة يتابع نشرات الأخبار لمعرفة ما يحدث في بلاده، تفاجأ بنبأ استشهاد أسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال، لم يتوقع أن يكون الخبر عن شقيقته حتى ذكر اسمها، لكنّهم رفضوا تصديق الأمر وتواصلوا مع نادي الأسير الفلسطيني والذي أكد لهم الخبر.

صورة 3

تُطالب العائلة الجهات المعنية بالتحقيق في ملابسات استشهاد الأسيرة الراحلة، بل وطالبوا بتشريح الجثمان خاصة وأنّهم يشككون في رواية الاحتلال، والتي تقول أنها توفيت نتيجة إصابتها بجلطة قلبية دون الإعلان عن أي تفاصيل أخرى.

تمنت العجوز الستينية أن تقضي ما تبقى من عمرها في رحاب الأقصى رفقة أبنائها وأحفادها، تُصلي وتدعوا بتحرير أرضها، لكنّها قضت أيامها الأخيرة بعيدة عن المدينة التي لطالما أحبتها، لكنّ اسمها حُفر على أسوارها بأيدي من أحبها.

وأدانت الفصائل الفلسطينية، مساء اليوم، جريمة استشهاد الأسيرة سعدية فرج الله في سجن الدامون، محملة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الجريمة.

اقرأ ايضا:

المسافة صفر.. اغتيال الفلسطينيين على حواجز العبور

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان