بعد اجتماع استمر 3 أيام.. رجال الدين الأفغان يعلنون الولاء لطالبان
كابول - (أ ف ب)
أعلن آلاف من رجال الدين الأفغان السبت الولاء لحركة طالبان، لكنهم اختتموا اجتماعًا استمر ثلاثة أيام بدون الخروج بتوصيات حول الكيفية التي ينبغي على الحركة الاسلامية المتشددة من خلالها ممارسة الحكم في الدولة التي تعاني أزمة اقتصادية.
وكان الهدف من الاجتماع الذي انحصر بالرجال، التأكيد على حكم طالبان. وقبل انعقاده أكد المسؤولون التهاون مع الانتقادات وأنهم سيناقشون مسائل شائكة مثل التعليم الثانوي للبنات.
ومُنعت وسائل الإعلام من تغطية الفعالية علما بأن الخطابات بُثت على الإذاعة الرسمية، من بينها مشاركة قلما تحدث من المرشد الأعلى لطالبان هبة الله أخوندزادة.
وقدم مسؤولو طالبان الاجتماع على أنه فرصة لرجال الدين لتقييم أداء الحكومة. غير أن الإعلان النهائي للاجتماع كان بشكل كبير تكرارا لعقيدتهم.
ودعا الاجتماع لمبايعة أخوندزادة وتقديم الولاء لطالبان، وإلى تطبيق الشريعة بشكل تام، مبدأ أساسيا للحكم.
وجاء في الإعلان "بحمد الله جاء النظام الإسلامي ليحكم في أفغانستان".
أضاف "نحن لا نؤيده بقوة فحسب، إنما سندافع عنه أيضا. سنعتبر ذلك واجبا وطنيا ودينيا على الأمة كافة".
ومنذ عودة طالبان إلى الحكم في أغسطس الماضي، فرضت الحركة الإسلامية قيودا قاسية على الأفغان، وخصوصا على النساء، وفق تفسيرها الصارم للشريعة.
قيود صارمة
حُرمت الفتيات من ارتياد المدارس الثانوية ومُنعت النساء عن مزاولة الوظائف الحكومية ومن السفر بدون محرم، وأُمرن بارتداء ملابس تغطيهن بالكامل باستثناء وجوههن.
كما حظرت طالبان عزف الموسيقى غير الدينية ومنعت ظهور أشخاص في الإعلانات، وأمرت القنوات التلفزيونية بوقف عرض أفلام ومسلسلات تظهر نساء غير محجبات، وطلبت من الرجال ارتداء اللباس التقليدي وإطلاق لحاهم.
ولم يات الإعلان النهائي على ذكر تعليم البنات، لكنه دعا الحكومة إلى أن تولي "انتباها بشكل خاص" للتعليم العصري وللعدالة وحق الأقليات "في ضوء القانون الإسلامي".
وقال إن الحكومة الجديدة وفرت الأمن للبلاد، رغم تعرض الاجتماع لهجوم الخميس نفذه مسلحان وتبناه تنظيم داعش الذي كثيرا ما ينفذ تفجيرات وكمائن منذ عودة طالبان للحكم.
وورد في الإعلان "ندعو دول المنطقة والعالم. للاعتراف بالإمارة الإسلامية نظامًا شرعيًا".
ودعا تلك الدول إلى "التفاعل بإيجابية، ورفع كافة العقوبات عن أفغانستان وإلغاء تجميد أصول الشعب الأفغاني ودعم أمتنا".
وأفغانستان التي طالما اعتمدت على تمويل دولي لسد احتياجاتها، غارقة في أزمة اقتصادية منذ أن جمدت الولايات المتحدة نحو سبعة مليارات دولار من اصولها في الخارج، رصدت نصفها لعائلات هجمات 9 سبتمبر.
ويعقد مسؤولون أمريكيون، يخشون من أن يؤول فك تجميد الأصول إلى استخدامها من طالبان بشكل مباشر، محادثات في قطر لمعرفة احتمالات إلغاء تجميد بعض الأموال من أجل تقديم المساعدات لعشرات آلاف المنكوبين من جراء زلزال دام وقع الأسبوع الماضي في شرق البلاد.
مشاركة أخوند زادة
وكانت أبرز أحداث الاجتماع الجمعة مشاركة أخوند زادة الذي لم تُلتقط له أي صورة علنًا منذ تولي طالبان مقاليد الحكم.
ونادرًا ما يغادر أخوند زادة، الملقب "أمير المؤمنين"، قندهار مكان نشأة الحركة ومقرها الروحي. وباستثناء صورة واحدة غير مؤرخة والعديد من التسجيلات الصوتية لخطاباته، تكاد لا توجد له بصمة رقمية.
الجمعة في جنيف، دعت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان حركة طالبان إلى التمثل بدول إسلامية أخرى لتحسين حقوق النساء في سياق ديني.
وخلال مناقشة عاجلة في مجلس الأمن حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن وضع الفتيات والنساء في أفغانستان، قالت ميشيل باشليه إنهن "يواجهن أكبر وأسرع تراجع في حقوقهن منذ عقود".
وحثت باشليه طالبان على "التواصل مع البلدان ذات الاغلبية المسلمة والتي تملك خبرة في تعزيز حقوق النساء والفتيات - كما هي مضمونة في القانون الدولي، في ذلك السياق الديني".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: