لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد معلومات أمريكية.. هل ستزود إيران روسيا بطائرات مسيرة في حربها على أوكرانيا؟

07:38 م الأربعاء 20 يوليه 2022

روسيا وأمريكا

طهران - (ا ف ب)

قالت الولايات المتحدة إن روسيا تسعى للحصول على المئات من الطائرات بدون طيار من إيران، بينها مسيّرات قتالية وأخرى انتحارية لإرسالها إلى أوكرانيا وهو ما نفته الجمهورية الإسلامية، التي كشفت النقاب قبل أيام عن "حاملة الطائرات المسيّرة" مؤكدة أنها تنوي تزويد "الدول الصديقة" بها، فيما رفض الكرملين التعليق على ذلك.

وحسب مراقبين فإن المواجهة بين موسكو والغرب اتخذت طابعا جديدا مع تزويد كييف بطائرات مسيّرة أمريكية وتركية، فيما قال آخرون إن إيران تستعد لتسليم تلك المسيّرات وتدريب القوات الروسية على استخدامها بشكل "عاجل" بسبب حدة المعارك في أوكرانيا.

أعلنت الولايات المتحدة نهاية الأسبوع الماضي بأن لديها معلومات تفيد بأن إيران تستعد لتزويد روسيا بمئات الطائرات المسيّرة، منها القادرة على حمل أسلحة، وبأن طهران تستعد لتدريب القوات الروسية على استخدامها، وهو أمر سرعان ما نفاه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان جملة وتفصيلا.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان السبت إن الولايات المتحدة تعتقد أن مسؤولين من روسيا زاروا مطارا في إيران في الآونة الأخيرة لتفقد طائرات مسيّرة ذات قدرات هجومية. وأوضح سوليفان في بيان: "نجري تقييما لمعلومات بشأن تلقي وفد روسي رسمي عرضا حول طائرات مسيّرة إيرانية ذات قدرات هجومية.. على حد علمنا هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها وفد روسي هذا المطار لحضور مثل هذا العرض".

وتضمن بيان سوليفان صورا التقطتها أقمار اصطناعية في 8 يونيو أظهرت طائرات بدون طيار إيرانية "شاهدها وفد الحكومة الروسية في ذلك اليوم". وأضاف أنه تم عرض طائرات مماثلة في زيارة روسية ثانية للمطار في 5 يوليو.

"حاملات الطائرات المسيّرة" الإيرانية

وكشفت إيران الجمعة عن وحدة بحرية للطائرات المسيّرة تتيح إطلاقها من سفن وغواصات، في أحدث إعلان مرتبط ببرنامجها العسكري الذي يثير قلق أعدائها خصوصا إسرائيل والولايات المتحدة.

ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني نبأ بأنه تم "الكشف عن الوحدة البحرية الأولى من حاملات الطائرات المسيّرة التابعة لبحرية الجيش الإيراني، وتضم سفنا وغواصات قادرة على نقل كل طرازات الطائرات المسيّرة، من القتالية إلى المخصصة للرصد والتدمير". وأوضح التلفزيون الذي عرض لقطات لإقلاع طائرات مسيّرة من على متن سفينة حربية أن "كل أنواع الطائرات المسيّرة التي يتم إنتاجها من قبل الجيش ووزارة الدفاع حلقت فوق مياه المحيط الهندي لإظهار قدراتها".

فهل فعلا تريد روسيا، الدولة الكبرى، إرسال طائرات بدون طيار إيرانية إلى جبهات القتال في أوكرانيا ولماذا؟ وما خصوصية هذه المسيرّات وما الدور الذي يمكن أن تلعبه في هذا النزاع؟ وهل تسعى موسكو للزج بالجمهورية الإسلامية في محور عسكري ضد الغرب؟ أسئلة يجيبنا عليها كل من المحلل السياسي والباحث في جامعة الصداقة بين الشعوب في موسكو ديميتري بريجع، الصحافي والمحلل السياسي سعيد شاوردي، الخبير العسكري والاستراتيجي لواء أركان الحرب السابق د. محمد صالح الحربي، والخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي عمر الرداد.

هل فعلا تقدمت روسيا بطلبية لشراء طائرات مسيرّة إيرانية لإرسالها إلى أوكرانيا؟

قال المحلل السياسي والباحث في جامعة الصداقة بين الشعوب في موسكو ديميتري بريجع إن روسيا تشهد "نقصا متفاقما في الطائرات بدون طيار يقابله ارتفاع في أسعار هذا النوع من الأسلحة. أما إيران، فهي مسلحة بعدد كاف من الطائرات المسيّرة بما في ذلك طائرات الاستطلاع بدون طيار أبابيل-3 ومهاجر- -4-بي وطائرات مهاجر-6 وكرار الهجومية بالإضافة إلى طائرات أراش كاميكازي".

وأضاف محدثنا: "في الآونة الأخيرة، ارتفعت أسعار الطائرات بدون طيار في روسيا أو السوق العالمية؟ بشكل كبير، في حين تراوح التغيير في التكلفة من 30 إلى 200 بالمئة. كان سبب هذه الديناميكية هو النقص الذي طرأ بعد أن توقفت شركة DJI الصينية، التي تحتل 90 بالمئة من سوق الطائرات بدون طيار، عن عمليات التسليم إلى روسيا. تكثف النقص على خلفية أن جزءا كبيرا من الطائرات بدون طيار يتم شراؤها من قبل أفراد عاديين لمساعدة قوات جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبية (الانفصالية المعلنة من طرف واحد). وما كان يكلف مليون روبل يباع الآن بأكثر من ثلاثة ملايين روبل. يمكنك الشراء من الخارج بسعر أرخص، على سبيل المثال: من الإمارات. لكن بعد ذلك يجب تسليم البضائع إلى روسيا. هناك أيضا مشكلة البطاريات حيث يُمنع نقلها بالطائرة، كما تواجه الخدمات اللوجستية البحرية والبرية مشاكل" عدة.

من جانبه، أوضح الصحافي والمحلل السياسي سعيد شاوردي في هذا الصدد: "نفت الخارجية الإيرانية ومسؤولون آخرون في إيران الأنباء التي تحدثت عنها الولايات المتحدة الأمريكية عن أن هناك نية لإيران لبيع مئات الطائرات المسيّرة لروسيا. وبالرغم من أن إيران تنتقد الغرب والناتو وتقول إن سبب الحرب هي التدخلات أو الأطماع الأمريكية وحلف الناتو وتهديداتهم، إلا أنها لا تؤيد القتل والدمار وسفك الدماء وتدمير البنى التحتية. وقد استمعنا لهذا الكلام بالأمس من قبل قائد الثورة الإسلامية علي خامنئي خلال لقائه الرئيس الروسي بوتين في طهران، مع دعوته إلى حل سياسي لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا. هناك تعاون عسكري منذ فترة طويلة بين البلدين فقد اشترت إيران منظومة إس-300 من روسيا وتنوي الحصول على مقاتلات سوخوي وعلى منظومات دفاعية أخرى مثل إس-400 لكن العقوبات الأمريكية" عطلت الصفقة.

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي لواء أركان الحرب السابق د. محمد صالح الحربي إنه ورغم نفي جميع الأطراف للتقارير الأمريكية، "يمكن أن تستفيد روسيا من الخبرة الإيرانية في هذه الحرب خصوصا طائرة مهاجر-171 المسيّرة. كما أعلن قائد الجيش الإيراني عن النية في تزويد الدول الصديقة بطائرات بدون طيار. كما أن الولايات المتحدة شكلت القوة 159 في الخليج لمجابهة المسيّرات تحت القيادة المركزية الوسطى".

من جانبه، يرى الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي عمر الرداد بأنه "يجب أن نتذكر أن الإعلان جاء عبر مصادر أمريكية بهدف كشف حجم الاختراقات الاستخباراتية للأجهزة الأمريكية الأمنية لدوائر القرار الروسية والإيرانية، إذ يفترض أن مباحثات من هذا النوع كانت سرية جدا. وثانيا، يهدف الإعلان إلى إظهار عوامل الضعف والقوة. الملفت للنظر أن تستورد روسيا الدولة الكبرى طائرات مسيرّة من دولة مثل إيران، هذا مدعى لكثير من التساؤلات حول القوة الحقيقية للجيش الروسي وهو ينسجم مع مقاربات تم الإعلان عنها منذ بداية الحرب حول فشل وتعثر الصناعات العسكرية الروسية وتعثر دخول الجيش الروسي حيث كان من المفترض أن تكون الحرب حاسمة خلال أيام وهو ما لم يتم".

ما خصوصية هذه المسيرّات وما أهميتها في هذا النزاع؟

أوضح المحلل السياسي ديميتري بريجع بأن "المعلومات تشير إلى أن الحكومة الإيرانية تستعد لتزويد روسيا بما يصل إلى عدة مئات من الطائرات بدون طيار بما في تلك الجاهزة للقتال على أساس عاجل بسبب حدة المعارك في أوكرانيا. وتشير المعلومات أيضا إلى أن إيران تستعد لتدريب القوات الروسية على استخدام هذه الطائرات وكان من المقرر إجراء تدريب أولي في وقت مبكر من شهر يوليو/تموز. وليس من الواضح بعد ما إذا كانت إيران قد زودت روسيا بالفعل بأي من هذه الطائرات المسيّرة".

من جهته، أوضح سعيد شاوردي: "إيران لديها خبرة كبيرة جدا في صناعة هذه الطائرات وهي تنتج العديد منها بمسميات عديدة، فكل مسيّرة هي مصممة لغرض عسكري بعضها هجومي والآخر استطلاعي أو انتحاري. أثبتت جدارتها في ميادين المعارك والصراعات سواء في سوريا أو في مناطق أخرى وقيل إنها غيرت المعادلات في إثيوبيا وأثبتت جدارتها في الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية". في ظل العقوبات الغربية، فكرت إيران في صنع سلاح رخيص وله دور في حسم المعارك، وفي 1980 ركزت على صناعة المسيّرات ونجحت في بناء مسيّرة مهاجر التي طورتها إلى مهاجر-6". وأضاف محدثنا: "قبل حوالي 11 عاما استطاعت إيران أن تنزل طائرة آر-كيو 170 الأمريكية في جنوب شرق البلاد عندما اجتازت الحدود، وهي مسيّرة متطورة واستطاعت من خلال الهندسة العكسية أن تطور نماذج لمثل هذه الطائرات بالمئات. إذا ما تمكنت روسيا من الحصول على الطائرات المسيّرة من إيران لتستخدم في الحرب فهذا سيقلل التكاليف بالنسبة لروسيا مقارنة بصواريخ كروز أو الصواريخ البالستية".

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي د. محمد صالح الحربي: "روسيا محتاجة إلى أسلحة نوعية بعد استنفاد الكثير من أسلحتها خلال ستة أشهر من الحرب خاصة الطائرات المسيّرة أو الموجهة يو-إي-في المهمة في الحروب. الولايات المتحدة أرسلت أيضا إلى أوكرانيا طائرة "سويتش بليد" الانتحارية. هذه الطائرات مهمة في تغيير موازين الحرب لكن كل يجابه الآخر بأنظمة دفاعية وأنظمة مضادة".

بدوره، قال عمر الرداد: "على الصعيد العملياتي، أعتقد أن روسيا بالفعل ربما تكون في حاجة لمثل هذه الطائرات لنقص سلاح الدرونز عندها. نعلم في المقابل بأن أوكرانيا استوردت طائرات بيرقادار التركية ويتردد أنها أثبتت فعالية في المعارك ضد الروس بما في ذلك حتى ضرب القطع البحرية في البحر الأسود وبحر آزوف. لكن الطائرات الإيرانية مجربة في مناطق مختلفة بالعراق وسوريا وهناك أنواع مختلفة منها إضافة إلى استخدامها من قبل الحوثي ضد السعودية والإمارات. الأهم من ذلك أن الطائرات الإيرانية المسيرّة من الناحية الفنية تستطيع أن تواصل الطيران لمدة 20 ساعة وبعضها يستطيع أن يحمل لغاية 150 كلغ من المتفجرات وهي تعتبر من الطائرات ذات المستوى الجيد".

هل تسعى موسكو للزج بالجمهورية الإسلامية في محور عسكري ضد الغرب؟

وقال بريجع: "بعد تصريحات سيرغي لافروف بأن روسيا غيّرت المهام الجغرافية (للعملية العسكرية في أوكرانيا)، وبأن الأمر لم يعد يقتصر على جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك (الانفصالية) فحسب بل على عدد من المناطق الأخرى، وإذا قام الغرب بتزويد كييف بأسلحة بعيدة المدى، فإن المهام الجغرافية للعملية الخاصة ستتحرك أبعد من ذلك. من الواضح بأن هذا المسيّرات قد تكون مهمة جدا للقوات الروسية في الحرب القادمة ضد القوات الأوكرانية ويجب ألا ننسى بأن تركيا تزود أوكرانيا بالمسيّرات التي لعبت دورا مهما لصالح القوات الأوكرانية".

في المقابل، أكد سعيد شاوردي أن "إيران لا تريد أن تكون محورا أو جهة في هذه الحرب وهي محايدة وتدعو إلى حل سياسي وسلمي. إيران لا تريد أن تكون شريكا في الحرب، بالرغم من أنه وبعد 2019 انتهت العقوبات التي فرضت على إيران من قبل مجلس الأمن فيما يخص تصدير وشراء الأسلحة. إذا كانت هذه التقارير صحيحة فإن هذا الطلب حصل بشكل مفاجئ وبدون تخطيط مسبق فإيران لم تكن في السابق قد حصلت على هذا الطلب من روسيا ولو افترضنا أنها وافقت على الطلب الروسي فهذا يشكل خطرا على الأمن القومي الإيراني لوجود أعداء كثر في المنطقة ولا يمكن إخلاء مخازن البلاد من الطائرات المسيّرة وتزويد روسيا بها. ثم إن تزويد روسيا بهذه الطائرات يحتاج إلى فترة زمنية طويلة".

هذا، وقال محمد صالح الحربي إن "روسيا تعتبر من أهم الشركاء والحلفاء للنظام الإيراني وهي تستخدم إيران أكيد كورقة ضغط ضد حلف الناتو والولايات المتحدة لكي تغير مسار الحرب، لكنها ستجابه بعقوبات قصوى وبمواقف أمريكية قوية" ردا على هذه الخطوة.

كما لفت عمر الرداد إلى أن "هذا الإعلان يؤكد على الارتباط المباشر بين إيران وروسيا رغم أن الأخيرة لم تعلن بشكل صريح عن أنها أرادت أو بصدد مباحثات مع إيران لاستقدام مثل هذه الطائرات لكن وردت إشارات إيرانية قبل يومين بعد الإعلان مباشرة عن نية إيران تصدير هذا السلاح إلى روسيا".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان