فاينانشال تايمز: العالم بدأ يدرس سبل التغلب على الأضرار المتعلقة بموجات الحر الشديدة
بي بي سي
ركزت فاينانشال تايمز، على دراسة الدول والحكومات والخبراء لأفضل السبل التي يمكن أن تساعد المراكز الحضرية على تفادي الأضرار الشديدة للموجات الحارة.
كانت الموجة الحارة غير المسبوقة التي تعرضت لها أوروبا وأجزاء أخرى من العالم في الأيام القليلة الماضية هي التي أعادت إلى الذاكرة كيف كان القدماء منذ آلاف السنين يجتازون مثل هذه الموجات من الطقس المتطرف، خاصة في العاصمة اليونانية أثينا، الأعلى من حيث درجة الحرارة.
هذا ما ركزت عليه الصحيفة في محاولة للتعرف على أفضل الأساليب الممكنة للتكيف مع الموجات الحارة التي تضرب أوروبا للسنة الثانية على التوالي وتفادي الكثير من أضرارها.
وقالت الصحيفة إن الإغريق كانوا يتبعون أساليب للتغلب على درجة الحرارة، أبرزها زراعة الأشجار للاستفادة من الظل الطبيعي، وتصميم المنازل والمباني بصفة عامة بحيث يتخللها الهواء ولا تتركز أشعة الشمس فيها في مساحات صغيرة.
لكن تلك الحلول أصبحت، وفق الصحيفة، تواجه تحديات في الحياة الحديثة التي نعيشها الآن، فأين يمكن أن نوفر أماكن لانتظار السيارات إذا خصصنا في مدن العصر الحالي أراضي لصالح مساحات خضراء أكبر، وكيف يمكن التغلب على تركز السكان في المناطق الحضرية إلى جوار أعمالهم وغيرها من المنشآت.
التصدي للموجات الحارة
وتقول فاينانشال تايمز إنه لذلك، ظهر اتجاه جديد يستهدف التعرف على كيفية التصدي لتبعات الموجات الحارة. وبالفعل شهدت سبع مدن في أربع قارات تعيين"مسؤولين كبار للتعامل مع ارتفاع درجات الحرارة". كما تأسست شبكة "درجة الحرارة 40" المكونة من مائة عمدة لمدن في جميع أنحاء العالم.
وأشارت إلى أنه بدأ أيضا تبادل المعلومات عن درجات الحرارة المرتفعة والمشاركة في البيانات الهامة والأساليب المثلى لحماية المراكز الحضرية من الآثار السلبية للارتفاعات الحادة في حرارة الطقس.
ورأى خبراء ومسؤولون أن هناك ثلاثة مسارات ينبغي اتباعها في الوقت نفسه حتى يتمكنوا من مساعدة المراكز الحضرية على الصمود في وجه الآثار المدمرة للموجات الحارة؛ وهي الارتقاء بوعي الجماهير بالموجات الحارة وما يؤدي إليها وما يمكن أن ينتج عنها، والاستعداد لمواجهة تلك الظواهر الجوية المتطرفة من خلال تدابير احترازية وغيرها من الإجراءات، وإعادة تصميم المدن بحيث تكون أكثر صمودا بما فيها من البُنى التحتية أمام الحر الشديد.
ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إنه من الضروري تحديث البُنى التحتية والمنازل وغيرها من المباني بحيث تكون مؤهلة لتحمل درجات الحرارة بالغة الارتفاع التي بدأت تتسلل إلى أوروبا بعد أن كانت لقرون طويلة لا تعرف الحر الشديد إلا فيما ندر. لكن أغلب الحكومات، من بينها البريطانية، ترى أن تكلفة تحديث البُنى التحتية مرتفعة للغاية وقد تستغرق عملية التحديث عشرات السنوات، وهو أيضا ما يراه خبراء في المناخ.
في الوقت نفسه، ركزت لجنة التغير المناخي البريطانية على ضرورة وضع خطة تشترك فيها الحكومة المركزية مع السلطات المحلية لوضع خطة لتحديث المنازل في المملكة المتحدة، والتي يرجع الكثير منها إلى القرن التاسع عشر، إذ تعاني من سوء العزل الذي يجعلها غير قادرة على تحمل درجات الحرارة ولا ترطيب الطقس بداخلها بعض الشيء.
كما لا تزال أجهزة تكييف الهواء مطروحة بين الحلول المقترحة لمواجهة الحر. لكن هذا الخيار يُعد غير صديق للبيئة علاوة على استهلاكه الكثير من الطاقة وارتفاع تكلفة استخدامه إلى حدٍ كبير بحيث لا يستطيع الكثيرون تحمل نفقات تشغيله.
وهناك أيضا بعض الطرق، التي رغم بساطتها، يمكن أن يؤدي الجمع بينها إلى إحداث فارق في تحمل درجات الحرارة بالغة الارتفاع. وتتضمن تلك الطرق التصميمات الذكية للمنازل، والتي قد تتضمن تغطية زجاج النوافذ، واستخدام الستائر، وزراعة الأشجار للحصول على ظل طبيعي، ووجود مساحات خضراء ومياه في الشوارع للتخفيف من حدة الحرارة.
وضربت موجة حارة شديدة دول عدة في أوروبا علاوة على أنحاء متفرقة من العالم، وكانت سببا في ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة تجاوز أحيانا 40 درجة مئوية في بعض المناطق.
وكانت تلك الارتفاعات سببا في حرائق غابات في عدة دول داخل وخارج أوروبا، علاوة على ما نتج عنها من فوضى في شبكات المواصلات مثل خطوط السكك الحديد وشبكات الخدمات مثل الكهرباء ومياه الشرب.
فيديو قد يعجبك: