إعلان

غواصة "بيلجورود" الروسية.. هل يؤثر "عملاق البحار" في مجرى الحرب بأوكرانيا؟

08:23 م الأربعاء 27 يوليه 2022

غواصة بيلجورود الروسية

موسكو - (ا ف ب)

تسلمت البحرية الروسية مؤخرا غواصة "بيلجورود" الضخمة والملقبة بـ"عملاق البحار". ويرجع بدء تصميم هذه الغواصة الأطول في العالم إلى الحقبة السوفيتية وتم إرجاء إدخالها للخدمة عدة مرات قبل أن تغادر مصنعا عسكريا بحريا أوائل شهر يوليو. فما هي قدرات هذا "الوحش" الذي لم يكشف الروس عنها سوى القليل؟.

تسلمت البحرية الروسية أوائل شهر يوليو 2022 غواصة كاي-329 بيلجورود التي توصف بأنها من أضخم الغواصات في العالم، حيث يناهز طولها 184 مترا وقادرة على حمل طوربيدات نووية.

هذه الغواصة ذات الإمكانيات الخارقة قد تشكل ورقة تؤثر على مجرى الحرب في أوكرانيا والنزاع بين روسيا والغرب بحسب خبراء.

غواصة بيلجورود "وحش نووي" لا يقهر؟

أشارت صحيفة "دي ويليت" الألمانية أن غواصة بيلجورود تحمل اسم مدينة روسية تقع على بعد 35 كيلومترا من الحدود مع أوكرانيا، ووضعت على ذمة البحرية الروسية في الثامن من تموز/ يوليو 2022.

رسميا، تكلف هذه الغواصة العملاقة التي يبلغ عرضها 18 مترا وارتفاعها 9 أمتار ويدفعها محركان نوويان، بمهام استكشافية علمية للمشاركة في تطوير شبكة من أجهزة الاستشعار تحت الماء في القطب الشمالي وتنفيذ عمليات إنقاذ.

غير أن العديد من المراقبين يرون أن هذه الغواصة التي تعد اليوم من أضخم الغواصات وأعتاها في العالم قد تستخدم لأغراض تجسسية وعسكرية وحتى تخريبية كالنيل من منشآت ربط الإنترنت في عمق المحيطات.

وكالة أنباء تاس الحكومية الروسية ذكرت أنه تم تجهيز غواصة بيلجورود منذ عام 2019 وكان من المفروض أن تسلم إلى البحرية الروسية في عام 2020 بعد سلسلة من التجارب والاختبارات، إلا أن جائحة فيروس كورونا تسببت في تأجيل ذلك.

شبكة "سي إن إن" الأمريكية أكدت أنها أكبر حتى من أوهايو، غواصة البحرية الأمريكية، والتي يناهز طولها 171 مترا.

غواصة بيلجورود هو مشروع عاد إلى النور بعد أكثر من ثلاثين عاما من الأبحاث والتطوير التي تعود إلى الحقبة السوفياتية، فخرج مؤخرا من مصنع سافماش البحري إلى مياه البحر الأبيض المجمدة في سيفارودفينسك.

الصحيفة الألمانية "دي ويليت" تؤكد أن هذه الغواصة قادرة على إطلاق ستة صواريخ نووية "بوسايدون" الخارقة والتي قد يصل طولها إلى 24 مترا وتزن مئة طن، وهي صواريخ قادرة على حمل طوربيدات ذات رؤوس نووية وبلوغ أهداف على بعد 10 آلاف كيلومتر. وبالتالي فإنها تستطيع نظريا بلوغ مناطق ساحلية والتسبب بحسب بعض المحللين في حدوث تسوناميات مدمرة.

الخبير الأمريكي في الغواصات البحرية أتش سوتون، ذكر على موقع نافال نيوز المتخصص أن هذه الطوربيدات النووية الضخمة "فريدة من نوعها في تاريخ البشرية" ولديها قدرات تدميرية رهيبة ولا يجب الاستهانة بها.

غواصة بيلجورود: أداة بروباغاندا روسية جديدة؟

غير أن آراء أخرى تفيد بأن الإعلان عن دخول هذه الغواصة الضخمة للخدمة قد يكون أداة من أدوات البروباغاندا الروسية لتأكيد تفوق موسكو العسكري، لا سيما أن فلاديمير بوتين وصف طوربيداتها بـ"سلاح القيامة".

فعلى حد تعبير الجنرال الفرنسي دومينيك ترانكان، وهو القائد السابق للبعثة العسكرية الفرنسية لدى الأمم المتحدة، هي فقط أداة ردع إضافية تعزز تأثير العتاد العسكري البحري الروسي، ويؤكد ترانكان أن غواصة بيلجورود لها وظيفة إعلامية أساسا "لا نعلم قدراتها النووية ولا نعرف إذا كانت نموذجا تجريبيا وليس لدينا معلومات مؤكدة إذا كانت تعمل أصلا".

فينسونغروزيلو وهو رئيس تحرير مجلة "مار أي مارين" المتخصصة في الأخبار البحرية يقول من جهته "إذا كانت وظيفة غواصة بيلجورود الردع، فلا ينبغي الاستهانة بقدراتها الأخرى، ومن بينها "إمكانية إطلاق طوربيدات موجهة ذات شحنة نووية (…) طوربيدات بوسيدون الشهيرة". إضافة إلى قدرة الروس على وضع هذه الغواصة وطائراتها بدون طيار قبالة السواحل الأمريكية مثلا، بعيدا عن مجال الكشف، ومراقبة هذه السواحل عن بعد".

لكن هذا السيناريو يشوبه الشك بحسب متخصصين في المجال العسكري، حيث أن هذه الغواصة الخارقة إذا أرسلت مثلا صوب سواحل معادية كالسواحل الأمريكية مثلا فإنها قد تستخدم السرعة الفائقة للوصول إليها وبالتي تثير ضجة كبرى خلال تنقلها، مما قد يجعلها عرضة للكشف من قبل رادارات الصوت القوية ويمكن حينها أن يتم تدميرها قبل وصولها إلى هدفها.

وإذا استخدمت بشكل سري لتتحرك ببطء في المياه العميقة فإنها قد تستغرق أياما طويلة لتصل إلى وجهتها النهائية، مما قد يحد من فاعلية استخدامها كسلاح هجومي على حد تعبير المحلل البحري إيغور ديلانوي في تصريح لصحيفة لوفيغارو الفرنسية.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان