ماكرون يلتقي لابيد ويؤكد على ضرورة إيجاد حل لأزمة الغاز بين إسرائيل ولبنان
باريس - (ا ف ب)
حث إيمانويل ماكرون الثلاثاء خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد إلى باريس على "تجنب أي عمل" من شأنه أن يهدد العملية الجارية بين لبنان والدولة العبرية بشأن قضية الغاز الشائكة. وقال الرئيس الفرنسي للصحفيين في ساحة الإليزيه خلال تصريح مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، إن "لكل من إسرائيل ولبنان مصلحة في التوصل إلى اتفاق يسمح باستغلال الطاقة لصالح الشعبين". من جهة أخرى، عبر ماكرون عن أسفه لمواصلة طهران "رفض" إبرام التفاهم المطروح لإعادة إحياء الاتفاق حول برنامجها النووي متعهدا في الوقت نفسه بمواصلة "كافة الجهود" لإقناعها بالتصرف بـ"عقلانية".
عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء عن أسفه لمواصلة طهران "رفض" إبرام التفاهم المطروح لإعادة إحياء الاتفاق حول برنامجها النووي متعهدا في الوقت نفسه بمواصلة "كافة الجهود" لإقناعها بالتصرف بـ"عقلانية". من جهة أخرى، دعا ماكرون خلال تصريح مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد الذي يزور باريس، إلى "تجنب أي عمل" من شأنه أن يهدد العملية الجارية بين لبنان والدولة العبرية بشأن قضية الغاز الشائكة.
واعتبر الرئيس الفرنسي أن المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم سنة 2015 بين القوى العالمية وإيران، والمعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، يجب أن تنجح مع مراعاة مصالح الشركاء في المنطقة مثل إسرائيل.
وأضاف ماكرون مدافعا عن طرحه بالقول: " "علينا الدفاع عن هذا الاتفاق ومراعاة مصالح أصدقائنا في المنطقة، وفي مقدمتهم إسرائيل".
من جهته، أشاد يائير لابيد بدعوة ماكرون سنة 2018 بشأن إبرام "اتفاق نووي جديد" مع إيران وذكر أنها لا تزال سارية حتى اليوم.
وأضاف موضحا: "لقد كنت على حق في ذلك الوقت، وأنت الآن على حق أكثر".
وفي أول زيارة خارجية منذ توليه رئاسة الوزراء في إسرائيل، التقى يائير لابيد الثلاثاء في باريس بالرئيس إيمانويل ماكرون من أجل إنقاذ المحادثات بشأن الغاز بين لبنان والدولة العبرية.
وتولى لابيد الجمعة رئاسة الوزراء في إطار اتفاق أبرمه مع زعيم حزب "يمينا" اليميني المتشدد نفتالي بينيت لتشكيل ائتلاف حكومي يتناوبان بموجبه على رئاسة الحكومة إذا حل البرلمان.
وخسر ائتلافهما غالبيته في الأسابيع الأخيرة، فحتم ذلك حل الكنيست والدعوة إلى انتخابات تشريعية جديدة في تشرين الثاني/نوفمبر، ما سمح بتولي لابيد رئاسة الوزراء إلى حين تشكيل الحكومة المقبلة.
وغداة تولي لابيد مهامه، اعترض الجيش الإسرائيلي ثلاث طائرات مسيرة أطلقها حزب الله اللبناني في اتجاه حقول الغاز في مياه المتوسط.
وأسقطت الطائرات المسيرة الثلاث فيما كانت متجهة إلى حقل كاريش للغاز في "المياه الاقتصادية الإسرائيلية" في شرق المتوسط، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي.
"كبح جماح حزب الله"
وقبل مغادرته مطار تل أبيب متوجها إلى فرنسا في زيارة كانت مقررة في الأصل لسلفه نفتالي بينيت، قال لابيد "سنناقش بالطبع ما جرى مؤخرا بمحاذاة الشواطئ اللبنانية من شن اعتداءات متكررة على منصات غاز إسرائيلية".
وتوعد بأن إسرائيل " لن تسمح بمثل هذه الغارات على سيادتها، وكل من يقوم بذلك عليه معرفة أنه يعرض سلامته لخطر كان من الأفضل له تفاديه".
وطالب الحكومة اللبنانية "العمل على كبح جماح حزب الله أمام هذه الاعتداءات ... وإلا فسنضطر نحن للقيام بذلك".
وبدأ لبنان وإسرائيل، وهما دولتان متجاورتان لا تزالان رسميا في حالة حرب، مفاوضات غير مسبوقة في تشرين الأول/ أكتوبر 2020 برعاية واشنطن، لترسيم الحدود البحرية وإزالة العقبات أمام التنقيب عن النفط والغاز.
وأُوقفت المحادثات في أيار/مايو 2021 بسبب خلافات تتعلق بمساحة المنطقة المتنازع عليها، خصوصا حقل غاز كاريش.
ويعتبر لبنان حقل كاريش جزءا من المياه المتنازع عليها مع إسرائيل، فيما تؤكد الدولة العبرية أنه يقع ضمن منطقتها الاقتصادية الخالصة.
وكان حزب الله المدعوم من إيران العدو اللدود لإسرائيل، أكد في 9 حزيران/يونيو أن "الهدف المباشر يجب أن يكون منع العدو من استخراج النفط والغاز من حقل كاريش".
وصرح مسؤول إسرائيلي كبير لمجموعة صغيرة من الصحافيين يرافقون لابيد الثلاثاء، "نعرف أهمية موقف فرنسا في المسائل المتعلقة بلبنان وسنطلب من فرنسا التدخل للحفاظ على المفاوضات التي نريد إنجازها حتى النهاية حول مسائل الغاز".
الملف النووي الإيراني
من جهة أخرى، قال لابيد "إن فرنسا هي شريكة استراتيجية كبيرة لإسرائيل، في شتى المجالات. بيد أن قسما كبيرا من الزيارة اليوم يعود إلى حقيقة كون فرنسا إحدى الدول الأعضاء في "E3" والتي تتناول قضية الاتفاق النووي مع إيران"، في إشارة إلى الدول الأوروبية الثلاث التي لا تزال أطرافا في الاتفاق النووي مع إيران.
وأكد "من المهم إسماع رأينا في هذه الفترة ضد هذا الاتفاق الخطير، وضد المساعي الإيرانية لامتلاك أسلحة نووية".
وأثار اكتشاف حقول ضخمة للغاز في شرق البحر المتوسط في السنوات الأخيرة شهية دول مشاطئة وأجج الخلافات الحدودية.
كما ستتناول محادثات لابيد في باريس مسألة إيران إذ تسعى إسرائيل لثني القوى الغربية عن إحياء الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.
وتعارض إسرائيل إحياء الاتفاق الدولي المبرم عام 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني والرامي إلى منع الجمهورية الإسلامية من حيازة القنبلة الذرية مقابل رفع العقوبات التي تخنق اقتصادها. وهو اتفاق انسحبت منه الولايات المتحدة لعام 2018 وتجري مفاوضات حاليا لإحيائه.
وعلقت المباحثات رسميا في آذار/مارس، مع تأكيد المعنيين أن التفاهم بات شبه منجز، لكن مع تبقي نقاط تباين بين واشنطن وطهران، أبرزها طلب الأخيرة شطب اسم الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات "الإرهابية" الأجنبية.
وتعتبر إسرائيل إيران تهديدا لأمنها وأن البرنامج النووي الإيراني هدفه حيازة السلاح النووي وهو ما نفته طهران دائما. في المقابل، يعتبر خبراء إسرائيل القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: