إعلان

الصين وتايوان: مناورات عسكرية صينية جديدة قبالة تايوان بالتزامن مع زيارة وفد من الكونجرس

03:13 م الإثنين 15 أغسطس 2022

بكين\ تايبيه- (بي بي سي):

بدأت الصين مناورات عسكرية جديدة قبالة تايوان ردا على زيارة مجموعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي للجزيرة. وحلقت الطائرات الحربية الصينية على بعد 50 كيلومترا من الجزيرة الرئيسية.ويأتي ذلك بعد أيام فقط من انتهاء بكين من مناورة عسكرية ضخمة حول تايوان، عقب الزيارة التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، لتايوان التي تعدها الصين جزءا منها.وقالت بكين، بعد هذه الزيارة الأخيرة، إنها ستدافع عن سيادتها. لكن الحكومة التايوانية قالت إن الصين لا تستطيع أن تملي عليها من هم أصدقاء الجزيرة.

وكان وفد الكونغرس، المكون من خمسة أعضاء، بقيادة السناتور إد ماركي، قد وصل إلى تايبيه، عاصمة تايوان، في زيارة غير معلنة في وقت متأخر الأحد، وهي ثاني مجموعة رفيعة المستوى تزورها بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي في أوائل أغسطس، التي أدت إلى إطلاق مناورات حربية صينية استمرت عدة أيام.

جاءت المناورات الصينية ردا على زيارة مجموعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي للجزيرة

وقالت السفارة الأمريكية في تايبيه إن "الوفد أتيحت له فرصة لتبادل وجهات النظر مع نظرائه في تايوان حول مجموعة واسعة من القضايا ذات الأهمية لكل من الولايات المتحدة وتايوان". ماذا قالت تايوان؟

وقالت الرئيسة التايوانية، تساي إنغ وين، لوفد المشرعين إنها تريد "الحفاظ على الوضع الراهن المستقر عبر مضيق تايوان"، و"الحفاظ بشكل مشترك على الرخاء والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، بحسب ما ذكره مكتبها. وأضافت أن الغزو الروسي لأوكرانيا أظهر "التهديد الذي تشكله الدول الاستبدادية على النظام العالمي"، كما شكرت واشنطن على دعمها في مواجهة التهديدات العسكرية الصينية. وقال رئيس الوزراء التايواني، سو تسينغ تشانغ، إن رد فعل الصين على مثل هذه الزيارات التي يقوم بها الأصدقاء الأجانب لن يثنيهم. وأضاف في مؤتمر صحفي "لا يمكننا أن نظل واقفين لا نفعل شيئا لأن هناك جارا شريرا بالجوار، لا نجرؤ حتى على السماح للزوار أو الأصدقاء بزيارتنا".

وتعهدت وزارة الدفاع التايوانية بمواجهة التدريبات الأخيرة "بهدوء وجدية والدفاع عن الأمن القومي". وقالت الوزارة "بصرف النظر عن التنديد بالتدريبات الصينية، فإن وزارة الدفاع الوطني تدرك بشكل شامل التحركات في البحر والمجال الجوي حول مضيق تايوان". وأضافت أن قواتها رصدت 30 طائرة وخمس سفن صينية تعمل حول المضيق الاثنين، وأن 15 طائرة من بينها عبرت خط الوسط - وهو ترسيم غير رسمي لا تعترف به بكين.

ماذا قالت الصين؟

قال وو تشيان، المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، إن "جيش التحرير الشعبي الصيني يواصل التدريب والاستعداد للحرب، ويدافع بحزم عن السيادة الوطنية وسلامة الأراضي، وسيسحق بحزم أي شكل من أشكال" استقلال تايوان "الانفصالية ومحاولات التدخل الأجنبي". وأضاف "نحذر الولايات المتحدة وسلطات الحزب الديمقراطي التقدمي من أن استخدام تايوان لاحتواء الصين محكوم عليه بالفشل"، في إشارة إلى الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم في تايوان.

وقالت الوحدة العسكرية الصينية المسؤولة عن المنطقة المتاخمة لتايوان، المعروفة باسم قيادة المسرح الشرقي بجيش التحرير الشعبي الصيني، إنها نظمت تدريبات قتالية شاركت فيها أفرع عسكرية متعددة، ودوريات على الاستعداد والتجهيز وتدريبات قتالية في البحر والجو حول تايوان. وأضافت أن التدريبات "رادع صارم لاستمرار الولايات المتحدة وتايوان في ممارسة الحيل السياسية المستمرة، وتقويض السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان".

وقالت وزارة الدفاع الصينية، في بيان منفصل، إن رحلة المشرعين الأمريكيين انتهكت سيادة الصين وسلامة أراضيها، و"تكشف بشكل كامل الوجه الحقيقي للولايات المتحدة بوصفها مفسدة للسلام والاستقرار في مضيق تايوان". وأضاف البيان: "يواصل جيش التحرير الشعبي الصيني التدريب والاستعداد للحرب، ويدافع بحزم عن السيادة الوطنية وسلامة الأراضي، وسيسحق بحزم أي شكل من أشكال استقلال تايوان والانفصال والتدخل الأجنبي". وجاءت تدريبات يوم الاثنين بعد أيام من التدريبات الضخمة في أنحاء تايوان في أعقاب زيارة بيلوسي، التي شهدت إرسال بكين سفنا حربية وصواريخ وطائرات في المياه والسماء بالقرب من الجزيرة. وأدانت تايبيه تلك التدريبات واختبارات الصواريخ باعتبارها استعدادا لغزو.

الصين وتايوان: كيف يستعد التايوانيون لغارات جوية محتملة؟

تايوان "لن ترضخ لضغوط الصين"

ماذا وراء الصراع بين الصين وتايوان؟

وكانت زيارة بيلوسي قد أثارت غضب الصين، التي ردت بإطلاق تجارب صواريخ باليستية فوق تايبيه للمرة الأولى، وتخلت عن بعض خطوط الحوار مع واشنطن، بما في ذلك المحادثات العسكرية وتغير المناخ.

وتعد رحلة أعضاء الكونجرس أقل أهمية من رحلة بيلوسي، إذ لم يبث لقاء تساي معهم مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها، كما هو أمر معتاد عندما يأتي ضيوف أجانب رفيعو المستوى. وغادرت المجموعة تايوان بعد ظهر الاثنين. ولم تتضح وجهتهم التالية حتى الآن.

وقالت سفارة الولايات المتحدة في تايبيه إن المجموعة التقت أيضا بوزير الخارجية التايواني وأعضاء لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان التايواني. وأضافت السفارة: "أتيحت لأعضاء الوفد، في كل هذه الاجتماعات، فرصة لتبادل وجهات النظر مع نظرائهم في تايوان بشأن مجموعة واسعة من المجالات".

وقال المعهد الأمريكي في تايوان إن الجانبين بحثا "قضايا ذات أهمية لكل من الولايات المتحدة وتايوان". وكانت الولايات المتحدة قد حولت العلاقات الدبلوماسية من تايبيه إلى بكين في عام 1979. لكنها لا تزال حليفا رئيسيا لتايوان التي تعترف بها دول قليلة. . وتعارض السياسة الرسمية لواشنطن إعلان تايوان استقلالها أو تغيير الصين قسرا لوضع الجزيرة. ولا يزال هناك غموض متعمد بشأن موقفها من مساعدة تايوان عسكريا إذا غزتها الصين. وكانت زيارات لكبار المسؤولين الأمريكيين قد تمت من قبل إلى تايوان، وحتى رحلة بيلوسي لم تكن بدون سابقة - إذ زارها رئيس مجلس النواب آنذاك نيوت غينغريتش في عام 1997.

ولا توجد علاقات دبلوماسية رسمية بين الولايات المتحدة وتايوان ولكن واشنطن ملزمة بموجب قانون أمريكي محلي بتزويد الجزيرة، التي تتمتع بحكم ديمقراطي بوسائل الدفاع عن نفسها. ولم يحكم الحزب الشيوعي الصيني تايوان أبدا، لكنه يقول إنه سيستخدم القوة إذا لزم الأمر للسيطرة على الجزيرة وتجاهل أي معاملة تصورها باعتبارها دولة قومية ذات سيادة.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: