لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

موجة حر غير مسبوقة تضرب الصين ومخاوف من فقدان المحاصيل الزراعية

09:15 م الأربعاء 24 أغسطس 2022

أرشيفية

بكين - (ا ف ب)

انخفض منسوب المياه في نهر يانغتسي في منطقة جنوب غرب الصين بوتيرة سريعة بسبب الجفاف وموجة الحر، إذ احتلت مدينة تشونغتشينغ الواقعة غير بعيد عنه المركز السادس من بين أكثر 10 مواقع شهدت درجات حرارة قياسية في الصين، حيث اقتربت مستويات الحرارة في بعض مناطقها من 39 درجة مئوية، الأمر الذي يرى مراقبون أن من شأنه الإضرار بالمحاصيل الزراعية والتأثير سلبا على الأمن الغذائي في البلاد، خاصة بسبب القيود الصحية المفروضة للحد من انتشار كوفيد-19 الذي يسبب اضطرابا في التجارة والخدمات اللوجستية. بينما تواجه إمدادات الحبوب في العالم مشاكل بسبب الحرب في أوكرانيا.

فرضت عدة مقاطعات في الصين قيودا في الأيام الأخيرة لمواجهة القيظ الذي تعاني منه البلاد، إذ بلغت مستويات الحرارة 45 درجة في بعض المناطق.

وتسببت موجة الحر هذه بانخفاض مستوى الأنهار، وبالتالي تراجع إنتاج الطاقة الكهرومائية. مما وضع شبكة الكهرباء تحت الضغط أثناء تشغيل المكيفات بأقصى طاقة.

ويرى مراقبون، أن موجة الحر التي تعرفها الصين تشكل "تهديدا خطيرا" للمحاصيل الزراعية لفصل الخريف كما حذرت السلطات الصينية التي تخشى على الأمن الغذائي للدولة الآسيوية العملاقة.

ومنذ بداية جمع بيانات الأحوال الجوية في 1961، لم تشهد الصين صيفا حارا إلى هذا الحد مع موجة تاريخية في مدتها ومداها.

فقد جف الخزان الرئيسي لمياه الشرب في البلاد نهر يانغتسي في عدد من الأماكن مما كشف عن تربة راسبة بينما تعيش العديد من المدن الصينية منذ شهرين على إيقاع التحذيرات اليومية من ارتفاع درجات الحرارة الذي اضطر السلطات إلى تقنين الكهرباء.

وتشكل هذه الأحوال الجوية تحديا للزراعة، في بلد يعاني في الأوقات العادية من نقص في الأراضي الصالحة للزراعة.

ويسبب الجفاف مشكلة للمزارعين، خصوصا لزراعات الأرز وفول الصويا التي تستهلك كميات كبيرة من المياه.

وفي هذه الأجواء، قررت الحكومة الأربعاء تخصيص مبلغ 10 ملايين يوان (نحو 1,5 ملايين يورو) لدعم المزارعين في مواجهة موجة الجفاف، وفق ما أورد التلفزيون الحكومي (سي سي تي في).

وسيخصص المبلغ أساسا لضمان محاصيل جيدة من الأرز خلال فصل الخريف، وفقا للتلفزيون.

ودعت أربع وزارات الثلاثاء إلى اتخاذ إجراءات لحماية المحاصيل واستخدام المياه "بالقطارة".

وقالت وزارة الزراعة في بلاغ إن "الامتداد السريع للجفاف إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة وأضرار ناجمة عن الحر، تشكل تهديدا خطيرا للإنتاج الزراعي في الخريف".

"موجة حر غير مسبوقة"

وعبر متخصصون في الأشهر الأخيرة عن قلقهم على المحاصيل غير المضمونة هذا العام في الصين بسبب القيود الصحية المفروضة للحد من انتشار كوفيد-19 الذي يسبب اضطرابا في التجارة والخدمات اللوجستية. وقد أجلوا الزراعة في الربيع.

ويعد موضوع الأمن الغذائي قضية حساسة في الصين لأنها شهدت في تاريخها مجاعات.

ففي نهاية خمسينات وبداية ستينات القرن العشرين خصوصا، تسبب تطبيق النظام الجماعي للأرض الذي فرضه النظام الشيوعي في موت عشرات الملايين في الريف.

وتؤمن الصين أكثر من 95 بالمئة من احتياجاتها من الأرز والقمح والذرة.

لكن يمكن أن يؤدي ضعف المحاصيل إلى زيادة استيراد المواد في أكبر دولة في العالم في عدد السكان، بينما تواجه إمدادات الحبوب في العالم مشاكل بسبب الحرب في أوكرانيا.

وسجلت عدد من المدن الكبرى أعلى معدلات حرارة في تاريخها بلغت في بعضها 45 درجة مئوية في جنوب غرب البلاد.

أكد ليو جونيان مدير المناخ والطاقة في غرينبيس لشرق آسيا التي تتخذ من بكين مقرا لها أن "هذه هي أسوأ موجة حر تم تسجيلها على الإطلاق" في الصين. وأضاف أن "تأثير تغير المناخ يتزايد (...) لذلك ستسجل ارقام قياسية جديدة على الأرجح العام المقبل".

حلول بديلة

في بداية آب/أغسطس اعترفت إدارة الطقس في الصين بأن البلاد شهدت ارتفاعا في درجات الحرارة أسرع مرتين من المتوسط العالمي منذ 1951 وهو مسار يتوقع أن يستمر في المستقبل.

في ظل نقص المياه لمحاصيلها، تحاول الصين التسبب في هطول أمطار بشكل اصطناعي خلال إطلاق مقذوفات محملة بيوديد الفضة في السماء، كما ظهر في صور بثها التلفزيون الحكومي (سي سي تي في).

إضافة إلى ذلك، فإن جفاف الأنهار التي تغذي السدود الهيدروليكية يجبر السلطات على تقنين الكهرباء محليا بينما يلجأ السكان إلى تشغيل مكيفات الهواء بأقصى طاقتها للتبريد.

ويعد نقص المياه أمرا بالغ الأهمية، لا سيما في مقاطعة سيتشوان (جنوب غرب)، التي يبلغ عدد سكانها نحو 84 مليون نسمة وتعتمد بنسبة 80 بالمئة على السدود لتوليد الكهرباء.

وتشكل هذه الصعوبات تحديا للقلب الاقتصادي للصين لأن المناطق الساحلية جيانغسو وتشجيانغ وكذلك آنهوي شرق البلاد يتم إمدادها بالكهرباء من سيتشوان.

وفي إجراء لتوفير التكاليف أوقف عدد كبير من المصانع والشركات نشاطها، بينما في مقاطعة بلدية تشونغتسينغ جنوب غرب البلاد، حيث يعيش 31 مليون شخص لا يمكن فتح مراكز التسوق إلا من الساعة 16:00 إلى الساعة 21:00.

وقالت الطالبة تشو جينكسين البالغة من العمر20 عاما، "أشعر بحر شديد إلى درجة تمنعني من النوم ليلا وكل صباح يوقظني الحر".

في الطرف الآخر من البلاد أطفأت شنغهاي مؤقتا الأضواء التي تزين محيط جادة بوند الشهيرة. والموقع معروف بمنظر ناطحات السحاب التي تنار عادة بألف مصباح في الليل مع عدد لا يحصى من الشاشات الإعلانية العملاقة والحزم الضوئية.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان