واشنطن بوست: إعادة العمل في محطة "زاباروجيا" يمهد الطريق لزيارة بعثة وكالة الطاقة الذرية
واشنطن- (أ ش أ)
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن إعادة العمل في محطة "زاباروجيا" للطاقة النووية في أوكرانيا وتوصيلها بشبكة الكهرباء أمس الجمعة، تعد خطوة إيجابية تمهد الطريق لزيارة مرتقبة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكييف في الأسبوع المقبل.
وأضافت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني اليوم السبت، إن الإصلاحات لاستعادة نقل الطاقة في محطة "زابوروجيا" أدت إلى تخفيف المخاوف، ولو بشكل مؤقت، من حدوث انهيار كارثي محتمل، قد ينتج عنه، في حال حدوثه، اضطرابات طويلة الأمد، بينما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن عمل مولدات الطوارئ ضروري للحفاظ على تشغيل الوظائف الحيوية للمحطة أثناء انقطاع الكهرباء مؤقتًا عن الشبكة.
وقالت الصحيفة" أن المحطة النووية العملاقة، وهي الأكبر في أوروبا على الإطلاق وتقع في الأراضي التي تحتلها القوات الروسية حاليا، أصبحت مصدر قلق شديد من إمكانية وقوع كارثة نووية محتملة في خضم صراع عسكري اندلع منذ ستة أشهر وتسعى روسيا من خلاله للاستيلاء على الأراضي الأوكرانية، ولذلك، حذر زيلينسكي من خطر وقوع حادث نووي عاجل، مجددا الدعوة لضرورة انسحاب القوات الروسية من إنيرهودار، وهي المدينة التي يقع فيها المصنع ومحطة زابوروجيا".
وتابعت" أن روسيا، التي تمهد الطريق لاستفتاء مرحلي وضم مخطط للمنطقة، تسعى أن يراقب المفتشون الدوليون على منشأة نووية يزعم الكرملين أنها تعمل بأمان بسبب وجود القوات الروسية، فيما أكد نائب وزير الخارجية الروسي أن قوات بلاده في أوكرانيا تضمن عدم تكرار "سيناريو تشيرنوبيل، وعلى العكس من ذلك، ترتقب أوكرانيا زيارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتسليط الضوء على مخاطر استمرار احتلال روسيا للمنشأة، التي فقدت الطاقة مؤقتًا يوم أمس الأول بعد أن دمر تبادل إطلاق النار آخر خط نقل يعمل بها" وذلك وفقا لتقريرالصحيفة.
وقال زيلينسكي، في خطاب للأمة يوم أمس الأول" يجب أن تعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمنظمات الدولية الأخرى بشكل أسرع بكثير مما تتصرف الآن، لأن كل دقيقة تبقى فيها القوات الروسية في محطة الطاقة النووية تشكل خطر حدوث كارثة إشعاعية عالمية".
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن المفاوضات المحيطة بالزيارة أوشكت على الانتهاء بعد تصاعد التحذيرات الدولية حول الفوضى شبه اليومية التي تعم المنطقة التي تقع فيها المحطة، والتي تضمنت قصفا متقطعا وانفجارات وحرائق حول المحطة أدت إلى وفاة عاملين وانقطاع مؤقت للكهرباء من وإلى المحطة وانقطاع شامل للتيار الكهربائي في المنطقة المحيطة.
وكان مستشار وزير الطاقة الأوكراني قد صرح لوسائل إعلام محلية قبل ساعات بأن زيارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية من المقرر أن تتم الأسبوع المقبل، لكن ما يزال يتعين وضع تفاصيل مهمة قبل اتمامها بما في ذلك خطط لضمان سلامة المفتشين أثناء عملهم في منطقة حرب نشطة.
وفي الأيام الأخيرة، قاد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا مناقشات حول الزيارة مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو جروسي والحكومة الروسية، وقال كوليبا في مقابلة بوزارة الخارجية الأوكرانية، إن روسيا وافقت على السماح لوفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول أولاً إلى العاصمة الأوكرانية قبل زيارة المحطة..مؤكدًا أنه يتعين على روسيا وأوكرانيا، قبل انتهاء الزيارة، حل "قضيتين عالقتين"، الأولى تتعلق بكيفية ضمان سلامة الزوار الذين يدخلون منطقة حرب نشطة، أما الثانية، فتدور حول تحديد وسائل الإعلام التي يمكنها تغطية الزيارة.
في الوقت نفسه، أعرب مسؤولون أوكرانيون عن خوفهم من أن زيارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الممكن أن تضفي الشرعية على الوجود الروسي هناك، حيث قال كوليبا، حول هذا الشأن" هذا هو السيناريو الأسوأ، وهذا ما يجب ألا نسمح به لأنه سيعني أن الروس سيبقون وهذا يعني أن الروس سيواصلون محاولات فصل محطة الطاقة عن الشبكة الأوكرانية، مع ذلك، قال خبراء في الأمن النووي - في تصريحات خاصة لـ"واشنطن بوست"- إن الهدف الرئيسي من زيارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو توثيق وشرح المخاطر الأساسية في المحطة وتقديم حلول لكيفية معالجة المجتمع الدولي لها.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: