في آسيا وأوروبا.. 4 نقاط صراع حالية تهدد بإشعال العالم؟
مصراوي
مع بداية عام 2022، ظهرت على الساحة العالمية عدة نقاط اشتعلت بها صراعات جديدة وصل الأمر في بعضها إلى الدخول في حرب عنيفة أثرت على العالم بأكمله، البداية كانت مع الحرب التي اشتعلت بين روسيا وأوكرانيا وتسببت في خسائر كبيرة للجانبين إضافة إلى التأثير الاقتصادي الكبير الذي ألّم بدول العالم بأكمله، الصراع الثاني بين الصين وتايوان والذي ظهر لم يكن حديث عهد تلك الأيام لكنّه تجدد حديثًا خاصة مع زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان رغم رفض الصين لتلك الزيارة وتهديدها، لم ينتهي الأمر بعد فهناك صراع ثالث تجدد بين كلا من صربيا وكوسوفو وخلال الأيام الماضية اشتد النزاع القائم بين الدولتين، بينما جاء الصراع الثالث بين كلا من أرمينيا وأذربيجان وفي الساعات الماضية توترت الأجواء بين البلدين على الحدود المشتركة لتتجدد الأحداث بينهما.
أوكرانيا وروسيا
في الرابع من فبراير 2022، بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا والاعتراف الروسي بجمهورية دونيتسك الشعبية المعلَنة من جانب واحد وجمهورية لوجانسك الشعبية، أعقبها دخول القوات المسلحة الروسية إلى منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، تطورت الأحداث في الشهور التي تلت الحرب وأثرت بدورها على العالم بأكمله، خاصة مع وجود تحالفات تدعم كلا الجانبان، وفي تقرير نشر بمجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية تناول تطورات أحداث الحرب الروسية الأوكرانية والمسارات التي قد تفضي إذا سلكتها الحرب إلى استخدام السلاح النووي.
المجلة في تقريرها قالت إنّ احتمالية استخدام السلاح النووي في حرب أوكرانيا منخفض، لكنه ليس معدوما، ولذلك فإن المحللين الذين يجزمون سريعا باستبعاد احتمال حدوث تصعيد نووي، ومعظم أولئك الذين يعربون عن خشيتهم من تطور الصراع إلى حرب نووية، يبالغون في تبسيط المسارات العديدة للحرب التي يمكن أن تؤدي إلى استخدام السلاح النووي عن قصد أو غير قصد.
المقال تطرّق إلى خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي خرج إبان الحرب مبا\رة و حذر خلاله من أن أي معارضة للجهود الروسية ستؤدي إلى عواقب "لم تروها في تاريخكم بأكمله". وبعد مضي أيام من الحرب، وضع بوتين القوة النووية الروسية في حالة تأهب قصوى، وتكررت التهديدات النووية من قبل روسيا منذ بداية الصراع وحتى الآن، حيث حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف القادة الغربيين مؤخرًا من أن مخاطر الحرب النووية أصبحت الآن "كبيرة".
الصين وتايوان
نقطة الصراع الثانية كانت في قلب القارة الأسيوية، والتي تجددت بين الصين وتايوان، فمع نهاية الحرب الأهلية الصينية عام 1949، وقع الانفصال بين الصين وجزيرة تايوان، ليصبح المضيق الذي يفصل بينهما بمثابة نقطة توتر جيوسياسية، وهذا المضيق الذي لا يتعدى عرضه 130 كلم في أضيق نقاطه، يعد بمثابة قناة شحن دولية رئيسية، كانت الأمور تشتعل بين الحين وتهدأ في أحيان أخرى، حتى جاءت زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي إلى تايوان الثلاثاء الماضي، الزيارة التي زادت من غضب الصين وخرجت بكين لتوجه تهديدات متصاعدة، وأعلنت عن سلسلة من المناورات العسكرية في المياه المحيطة بالجزيرة، مما يهدد بنشوب أزمة حادة بين الطرفين الصيني والتايواني قد تصل إلى الحرب باعتبار أنّ الصين تتعامل مع تايوان أنّها مقاطعة منشقة سيعاد ضمها إليها.
أرمينيا وأذربيجان
رغم الهدنة القائمة بين كلا من أرمينيا وأذربيجان تجدد الاشتباكات خلال الساعات الماضية من جديد، بل تتصاعد التخوفات من اشتعال الحرب مجددا بين الدولتين المتجاورتين حول إقليم ناغورني قره باغ الذي يعود النزاع عليه إلى عشرينيات القرن الماضي، خاصة بعد تحرك عسكري من باكو سيطرت خلاله على مرتفعات استراتيجية عدة في إقليم ناغورني كاراباخ المتنازع عليه مع يريفان.
الصراع في الإقليم يعود إلى عشرينيات القرن الماضي حين قام جوزيف ستالين في عام 1923 ضم الأقلية الأرمينية (سكان قره باغ) داخل حدود أذربيجان، وبحدود إدارية تُرسم لتجعل كل ما يحيط بها أذربيجانياً رغم رغبة السكان في التبعية الأرمنية، وفي المقابل تظل الأقلية الأذربيجانية في إقليم "ناختشيفان" معزولة داخل جمهورية أرمينيا، بالإضافة إلى أن السلطة السوفيتية منحت "قره باغ" صلاحية الحكم الذاتي داخل جمهورية أذربيجان، وهو ما كان أشبه بقنبلة موقوتة.
ولكن بعد أن تفتت العقد السوفيتي وبعد أن استقلت جمهورية أذربيجان، اندلعت الحروب بين كل من أذربيجان وجمهورية أرمينيا، كل منهما يريد ضم تلك البقعة إلى أراضيه، وكان السبب في ذلك الصراع هو ادعاء أرمينيا بأن تلك المنطقة ملكاً لها، معللة ذلك بأغلبية سكانها الأرمن، وأدى ذلك الصراع إلى نزوح مئات الآلاف من الأرمن من أذربيجان إلى أرمينيا ونزوح مئات الآلاف من الأذريين من أرمينيا إلى أذربيجان، لكن وبعد شهور من الهدوء عاد الصراع بين الجانبين وسط مخاوف شديد من اشتعال فتيل الحرب.
صربيا وكوسوفو
قبل عدة أيام، وقع إطلاق نار قرب الحدود بين كوسوفو وصربيا، إطلاق النار جاء ردًا على قرار حكومة بريشتينا باستبدال لوحات الترقيم الصربية بأخرى كوسوفية وأيضًا تعديل الوثائق المدنية الصربية واستبدالها بهويات كوسوفية، القرار رفضته الأقلية الصربية في مدينة ميروفيتشا شمال البلاد، وكان سببا كبيرا في تصاعد حدة التوترات بين كوسوفو وصربيا.
قبل نحو 14 عاماً ومنذ إعلان كوسوفو استقلالها والتي يمثل الألبان أغلب سكانها عن صربيا، ما زال نحو 50 ألف صربي يعيشون في شمال البلاد، يستخدمون اللوحات المعدنية والوثائق الصربية، رافضين الاعتراف بالمؤسسات التابعة لعاصمة كوسوفو برشتينا، بل إن صربيا نفسها لا تعترف بإقليمها السابق كوسوفو كدولة منفصلة ولا تعتبر الحدود المشتركة سوى حدودا "إدارية" ومؤقتة، وتعترف أكثر من 100 دولة عضو في الأمم المتحدة و22 من دول الاتحاد الأوروبي الـ27 بكوسوفو منذ إعلانها استقلالها العام 2008. لكن صربيا ترفض الاعتراف باستقلال كوسوفو التي كانت إقليما تابعا لها، بعد الحرب الدامية التي شهدتها المنطقة في تسعينات القرن الماضي.
لكن وفي أبريل 2013، وقّعت صربيا وكوسوفو "اتفاقية تطبيع العلاقات بين البلدين"، التي وصفها الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بـ"التاريخية"، لكن قرار كوسوفو الخاص باللوحات المعدنية والوثائق المدنية أعاد الصراع من جديد بين الدولتين.
فيديو قد يعجبك: