بكين تختتم المناورات العسكرية في محيط جزيرة تايوان
بكين - (ا ف ب)
تختتم الصين الأحد مناوراتها العسكرية التي استمرت لمدة أربعة أيام قرب جزيرة تايوان، ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي للجزيرة. وأثارت زيارة بيلوسي الأسبوع الماضي للجزيرة ذات الحكم الديمقراطي غضب بكين التي تعتبرها أرضا صينية، والتي ردت بتجارب إطلاق صواريخ باليستية فوق عاصمة الجزيرة للمرة الأولى وقطع روابط اتصال مع الولايات المتحدة التي وصفت التدريبات بـ"التصعيد الخطير والاستفزاز غير المسؤول".
بعد أربعة أيام من المناورات العسكرية في محيط جزيرة تايوان، تنهي الصين الأحد أوسع تدريبات تنفذها في محيط الجزيرة، وذلك ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إليها، ما زاد من حدة التوتر في العلاقات بين بكين وواشنطن، والتي تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات.
وأثارت بيلوسي التي تشغل ثالث أعلى منصب في الإدارة الأمريكية سخط الصين بزيارتها إلى تايوان. وهي أرفع مسؤول أمريكي يزور الجزيرة منذ 25 عاما.
وردت بكين على هذه الخطوة بتعليق سلسلة من المباحثات والشراكات الثنائية، لا سيما في مجال التغير المناخي والدفاع.
كما أطلق الجيش الصيني أوسع مناورات عسكرية في تاريخه، حاشدا لها طائرات وسفنا حربية وصواريخ بالستية في سياق ما اعتبره محللون محاكاة لحصار تايوان واجتياحها.
ومن المفترض أن تنتهي هذه التمارين عند ظهر الأحد، حتى لو أعلنت بكين أن مناورات جديدة بـ"الذخيرة الحية" ستقام لغاية الخامس عشر من آب/أغسطس في البحر الأصفر الذي يفصل بين الصين وشبه الجزيرة الكورية.
وكشفت القيادة الشرقية للجيش الصيني التي تشرف على هذه العمليات أنها أجرت الأحد "تدريبات مشتركة في البحر وفي المجال الجوي في محيط تايوان، وفق ما كان مقررا".
وأكدت أن الغرض من هذه المناورات هو "اختبار القوة النارية في الميدان والضربات الجوية طويلة المدى".
ورصدت السلطات التايوانية حتى الساعة 17:00 السبت (09:00 ت غ) "عشرين طائرة للنظام الشيوعي و14 سفينة تشارك في مناورات مشتركة بين سلاح الجو والبحر في محيط تايوان"، بحسب ما جاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع.
وتجاوز 14 منها الخط الأوسط، ما دفع تايبيه إلى إطلاق دوريات لصدها، بحسب الوزارة.
تداعيات سلبية
اعتبرت الوزارة في بيانها أن هذه المناورات "هي بمثابة محاكاة لهجوم ضد جزيرة تايوان الرئيسية".
وهذا الخط الأوسط الذي رسمته الولايات المتحدة إبان الحرب الباردة في وسط مضيق تايوان الذي يفصل الجزيرة عن بر الصين الرئيسي لم يحظ يوما باعتراف من بكين.
وكشفت وزارة النقل التايوانية أنه بحلول ظهر الأحد عاد الوضع إلى طبيعته في ست من "مناطق الخطر" السبع التي طلبت الصين من شركات الطيران تفاديها، في مؤشر إلى أن التمارين شارفت نهايتها.
وأوضحت الوزارة في بيانها أن "حركة الملاحة الجوية والبحرية يمكنها أن ترجع تدريجا".
أما المنطقة السابعة الواقعة في شرق تايوان، فيوصى بتفاديها حتى العاشرة من صباح الاثنين، وفق المصدر نفسه.
وفي دليل على مدى اقترابه من السواحل التايوانية، نشر الجيش الصيني السبت صورة التقطتها إحدى سفنه العسكرية، وفق ما يقول، تظهر مبنى للبحرية التايوانية على بعد بضع مئات الأمتار فقط. وقد تكون هذه أقرب صورة اتخذتها قوات الصين القارية من السواحل التايوانية.
وأثارت هذه المناورات الضحمة المصحوبة بقرار بكين الانسحاب من حوارات ثنائية أساسية حول المناخ والدفاع وابلا من ردود الفعل المستنكرة من الولايات المتحدة وحلفائها.
وصرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن السبت من مانيلا أن الولايات المتحدة "عازمة على التصرف بمسؤولية" لتفادي أزمة بعد الرد الصيني "غير المتكافئ بتاتا".
وينبغي للصين ألا تجعل المناقشات بشأن مسائل حيوية مثل التغير المناخي "رهينة" لأنها بذلك "لا تعاقب الولايات المتحدة بل العالم أجمع"، بحسب بلينكن.
من جهته، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أنه "من المستحيل" حل "المشاكل الأكثر إلحاحا" على غرار الاحترار المناخي العالمي من دون حوار "فاعل" بين الصين والولايات المتحدة.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: