جوتيريش: العالم يدفع "الثمن المروع" للطاقة الأحفورية
نيويورك- (أ ف ب):
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن الدول النامية تدفع "الثمن المروع" لاعتماد العالم على الطاقة الأحفورية، وذلك خلال تفقده مناطق في باكستان ضربتها فيضانات عارمة ناجمة بحسب خبراء عن التغير المناخي.
قضى قرابة 1400 شخص في الفيضانات التي غمرت ثلث البلاد وأتت على محاصيل ودمرت منازل ومؤسسات تجارية وطرق وجسور.
ويأمل جوتيريش أن تسهم زيارته في حشد الدعم لباكستان التي تحتاج لعشرة مليارات دولار على الأقل لترميم البنى التحتية المتضررة.
وكتب جوتيريش في تغريدة قبل توجهه لتفقد بعض أكثر المناطق تضررا "باكستان ودول نامية أخرى تدفع الثمن المروع لتعنت من يقف وراء الانبعاثات الكبيرة ويواصلون المراهنة على الوقود الأحفوري".
أضاف "من إسلام أباد أوجه نداء عالميا: أوقفوا الجنون. استثمروا في الطاقة المتجددة الآن. أوقفوا الحرب مع الطبيعة".
ويعتبر موسم الأمطار الذي يستمر عادة من يونيو إلى سبتمبر أساسيا لريّ المزروعات وإعادة تشكل موارد المياه في شبه القارة الهندية. لكن باكستان لم تشهد أمطارا بهذه الغزارة منذ ثلاثة عقود على الأقل.
- جنون وانتحار -
أسف جوتيريش السبت لعدم مبالاة العالم بمشكلة التغير المناخي وخصوصا الدول الصناعية التي يحملها العلماء المسؤولية.
وقال "إنه ضرب من الجنون، إنه انتحار جماعي".
وباكستان مسؤولة عن أقل من واحد بالمئة من الانبعاثات العالمية لغازات الدفيئة لكنها الثامنة على قائمة وضعتها منظمة "جيرمان ووتش" غير الحكومية للدول الأكثر عرضة لخطر الظواهر المناخية القصوى الناجمة عن التغير المناخي.
ويقوم غوتيريش السبت بجولة على أجزاء من المناطق الجنوبية المتضررة بالفيضانات، وسيزور مدينة موهنجو-دارو التاريخية المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي والمهددة بالفيضانات.
طالت تداعيات الفيضانات قرابة 33 مليون شخص ودمرت قرابة مليوني منازل ومؤسسة تجارية، فيما غمرت المياه 7000 كيلومتر من الطرق وجرفت 500 جسر.
وكانت تداعيات الأمطار مضاعفة مع فيضانات عارمة مدمرة للأنهر في الشمال الجبلي، وتجمع بطيء للمياه في السهول الجنوبية.
وأملت روزينة سولانجي الثلاثينية المقيمة في قرية غمرتها الفيضانات قرب سوكور (جنوب) أن تكون لزيارة غوتيريش نتائج إيجابية.
وقالت الجمعة لوكالة فرانس برس "جميع الأطفال والرجال والنساء معرضون لهذا الحر الخانق. ليس لدينا طعام ولا سقف فوق رؤوسنا. يجب القيام بمبادرة من أجل الفقراء".
وسجلت البلاد ككل معدل أمطار موسمية في 2022 يزيد بخمسة أضعاف عن المعتاد، بحسب مصلحة الأرصاد الجوية. وسجلت بلدة باديدان الصغيرة في إقليم السند أكثر من 1,8 متر من الأمطار منذ بداية الموسم في يونيو.
وأقيمت مئات المخيمات فوق المساحات الجافة القليلة المتبقية في جنوب البلاد وغربها. وغالبا ما تكون الطرقات أو السكك الحديد المرتفعة المواقع الأخيرة التي لم تغمرها المياه.
وتبرز مخاوف من ظهور أوبئة مع تكدّس الناس ومواشيهم. وأُبلغ عن حالات ملاريا وجرب.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: