إعلان

البريطانيون يعلقون آمالا على الملك تشارلز ويأملون أن يحتذي خطى والدته

08:19 م السبت 10 سبتمبر 2022

الملك تشارلز

لندن - (ا ف ب)

العاشرة صباح السبت 10 سبتمبر، كان موعد تنصيب الملك تشارلز الثالث ملكا جديدا لبريطانيا خلفا لوالدته الراحلة إليزابيث الثانية. الموعد كذلك كان تاريخيا؛ فقد حرص الآلاف البريطانيين على ألا يفوتهم، خصوصا أن انتظار مرور التاج الملكي قد يستغرق سنوات طويلة، أو على الأقل هذا ما علمهم التاريخ حتى الآن. آراء متفائلة في أغلبها بملك قد يحتذي بوالدته ويوحد صفوف البريطانيين، رغم شكوك البعض من أنه لن يكون سوى نسخة دون روح لملكة تربعت طويلا على عرش قلوب البريطانيين.

التقينا السبت عددا من البريطانيين الذين رابطوا في شارع "مول" قرب قصر سانت جيمس وقصر باكنغهام في العاصمة لندن، في انتظار ما سيحدث عند تنصيب الملك تشارلز ملكا جديدا لهم.

سألناهم عما ينتظرونه من الملك الجديد، وما ستؤول إليه الأمور حسب تقديرهم بعد رحيل الملكة التي لم يعرف الكثيرون منهم سواها .

الملك تشارلز سيكون ملكا عصريا رغم سنواته الثلاث والسبعين

روب بلاين في أواخر العقد الثامن من العمر، يقيم في لندن منذ أكثر من ثلاثين عاما، من أصول اسكتلندية، كان من بين جموع الحاضرين رفقة زوجته وقدما بباقات زهور جميلة. روب كان جنديا في البحرية الملكية البريطانية لثلاثين عاما. يقول: "لقد خدمت الملكة طيلة حياتي، أعتبر نفسي ملكيًّا تماما"، خنقته العبرات وأنهالت دموعه التي تداركها سريعا ليقول " تشارلز لن يكون مماثلا أبدا لوالدته، على الأقل على مستوى وظيفته الدينية مثل.

لدى أمل كبير في الملك تشارلز الذي أعتبره شابا رغم سنواته الثلاث والسبعين، إلا أنه سيكون ملكا عصريا وأعتقد أنه تغير في السنوات الأخيرة إيجابيا طبعا، وأفضل كثيرا هذه الصورة الحديثة لتشارلز، وكلنا فطنا لهذه الشخصية الجديدة يوم أمس خلال خطابه للأمة، لقد أحببت ذلك كثيرا. وأعتقد بأنه سيقوم بأشياء جميلة لبريطانيا بمساعدة رئيسة الوزراء الجديدة أيضا... هي حقبة جديدة مليئة بالتحديات أعتقد أننا سنكسبها".

يوم حزين ومصيري حتى للملك الجديد، وتشارلز سيحتذي بوالدته

كارولين، في أوائل الأربعين من العمر أتت رفقة زوجها وإبنيها، تعتقد أن "اليوم هو امتداد لأيام حزينة تلت وفاة الملكة إليزابيث، حتى بالنسبة للملك تشارلز نفسه، إلا أنها تعتقد أنه تدارك سريعا هذا الحزن خاصة أنه استعد كما يجب، وطيلة حياته تقريبا لاستلام العرش الملكي، أنا متيقنة من أنه في حالة استعداد تام لمواصلة مسيرة والدته، سيكون مماثلا تماما للمملكة، سيكون عظيما، لا أشك في ذلك".

الملك لديه وعي بالتحديات الجديدة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تنتظرنا لكنني أعتقد أنه لن يحيد عن منوال والدته التي كانت ناجحة، والوقت قد يثبت صحة هذه التوقعات أو ينفيها".

الملك تشارلز الوحيد القادر على تمكيننا من الاستقرار المنشود

كريس، أتي بدوره رفقة ولده الوحيد، يقول إنه يتوقع ويأمل أن يؤمِّن الملك تشارلز المزيد من الاستقرار الذي ننشده جميعا، الاستقرار الذي تمتعنا به تقريبا خلال حكم الملكة إليزابيث... أعتقد أنه سينسج على منوالها.

سيظهر احتراما لهذا البلد ونحن نحتاج لهذه الثقة اليوم، في ظل التقلبات الضخمة التي نمر بها. هذا رأيي الشخصي عموما، رغم أننا في حقيقة الأمر لم نتوقع يوما أن نتساءل عن كيفية حكم تشارلز، ورغم غرابة هذا السؤال إلا أنه يبدو اليوم مشروعا. من المتوقع أن يكون أسلوب حكم الملك تشارلز مختلفا إلا أنني لدي تفاؤل كبير، نعم أنا متفائل للغاية".

الملك تشارلز بلغ نضجا طبيعيا قد يمكنه من الاقتراب من طريقة حكم الملكة

دينيس، في أواخر العقد السادس من العمر، تقول: "الملك تشارلز انتظر طويلا هذه اللحظة باعتباره رجلا متقدما في العمر، الآن بلغ درجة عالية من النضج، أمه كانت دائما إلى جانبه طيلة هذه السنوات ومن المؤكد أنه تعلم منها الكثير لكنني أعتقد أنه سيضيف "نكهته الخاصة" على طريقة حكمه ولا أستطيع التكهن بنتيجة ذلك".

"أنا متفائلة لأن الملك تشارلز لن يعيد اليوم تكرار أقواله وأفعاله السابقة التي لم ترض الجميع، خطابه يوم أمس أراده موحدا لجميع البريطانيين، أراد من خلاله طمأنة الجميع، ووأد جميع الخلافات، حتى إنه قال شيئا لطيفا بخصوص هاري وميغان، أراد فتح صفحة جديدة مع كل الأطراف وخطابه أصبح يتسم بالدبلوماسية المطلوبة، مع الحزم المطلوب في منصبه الجديد".

نسخة باهتة من الملكة ؟ دون صلاحيات فعلية وأنهكته الفضائح؟

آراء في أغلبها إيجابية غير أن البعض ممن تحدثنا إليهم من البريطانيين يعتقدون أن الملك الجديد لن يكون سوى "نسخة باهتة من والدته التي تركت مسافة بينه وبينها، وتركته أحيانا يتخبط في مشاكل شخصية وفضائح أثرت حتى على صورة العائلة المالكة". البعض يعتقد أيضا أن النظام السياسي في بريطانيا لا يدع مجالا واسعا للملك للتحرك، ويقتصر دوره على بعض الأعمال الخيرية التي توجه للتسويق الداخلي لا غير .

تريسي تعتقد أن الملك تشارلز شجاع لأنه انتظر تقريبا طيلة حياته ليصبح ملكا. شجاعة قد يحتاجها الملك الجديد الذي يؤكد سبر آراء أجري في يوليو/تموز الماضي من قبل مؤسسة " يو غوف" أن شعبية الملك الجديد لا تتجاوز 42 بالمئة وأنه في المرتبة السابعة في قائمة الأشخاص الأكثر شعبية في العائلة المالكة. مرتبة غير مريحة قد يكون لمسألة خيانته للأميرة ديانا يد في ذلك، وأيضًا طلاقه الذي تناقلته كل وسائل الإعلام العالمية، وتصريحاته المثيرة للجدل في بعض الأحيان وحتى فرضية تورطه في فضيحة "برايدايز بايبر" كل هذه العوامل قد تهز بعض الشيء من صورته لدى البريطانيين، الذي فطنوا اليوم إلى أنهم يجهلون الكثير عنه حتى إن البعض قال "إنه لم يكن يعرف صوت الملك تشارلز قبل اليوم، وأنه ففطن البارحة فقط إلى "أن صوته دافئ وقادر على بعث الثقة في النفوس".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان