لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

جورجيا ميلوني في طريقها لتصير أول امرأة ترأس حكومة إيطاليا

01:15 م الإثنين 26 سبتمبر 2022

جورجيا ميلوني في طريقها لتصير أول امرأة ترأس حكومة

روما- (بي بي سي):

أعلنت الزعيمة اليمينية المتطرفة، جورجيا ميلوني، فوزها بالانتخابات العامة في إيطاليا، مستبقة إعلان النتائج الرسمية.

وفي حال تأكد النتائج، بشكل نهائي، ستصبح أول امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء في تاريخ البلاد.

وستبدأ ميلوني، بتشكيل حكومة ائتلافية، تقود البلاد، ويغلب عليها الساسة اليمينيون، بحيث تكون أكثر حكومة متطرفة في تاريخ البلاد، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

ويشكل فوز اليمين بالانتخابات الإيطالية، وهي ثالث أكبر اقتصاد في القارة، رسالة تحذير لأوروبا، في الوقت الذي تتصاعد فيه تبعات الحرب الروسية الأوكرانية.

بيد أن ميلوني قالت بعد التصويت إن حزبها "إخوان إيطاليا" سيحكم باسم الجميع ولن يخون ثقة الشعب به.

أضافت متحدثة للصحفيين في روما "لقد أرسل الإيطاليون رسالة واضحة لصالح تشكيل حكومة يمينية بقيادة ’إخوان إيطاليا".

وحسب استطلاعات الرأي، التي أجرتها تلفزة راي الإيطالية، فإن ميلوني ستحصل على ما يتراوح بين 22- 26 بالمئة، من أصوات الناخبين، يليها أقرب منافسيها، إنريكو ليتا، من يسار الوسط.

هذه السيطرة التي أشار إليها استطلاع رأي قناة راي، ستعطي ميلوني أكثر من ربع أصوات الناخبينفي الغرفة العليا في البرلمان، وقد اعتمد الاستطلاع على نتائج ملموسة إلى حد كبير من الناخبين بعد إدلائهم بأصواتهم، كما صوت الناخبون لاختيار أعضاء الغرفة الدنيا في البرلمان.

ويتطلع تحالف ميلوني الذي يضم حزب رئيس الوزراء السابق سيلفيو بيرلسكوني، "فورزا إيطاليا"، وحزب الرابطة اليميني المتطرف بزعامة ماتيو سالفيني، إلى السيطرة على غرفتي البرلمان مع توقعات الاستطلاعات الأولية عن حصوله على نسبة 42.2 في المئة من التصويت على مجلس الشيوخ.

ويأتي يسار الوسط في المركز الثاني بما يقرب من 29.5 في المائة من الأصوات، بعدما فشل زعماؤه في ضم مزيد من الأحزاب لجبهتهم، خلال 18 شهراً تلت انهيار الحكومة الائتلافية السابقة.

ويبدو تحالف النجوم الخمسة بقيادة غوسيبي كونتي في طريقة للحصول على المركز الثالث في نتائج الانتخابات.

وكان حجم الإقبال على التصويت ضعيفاً بشكل نسبي، بما يقترب من 65 بالمئة من الناخبين المسجلين، وهو ما يقل بعشر نقاط عن انتخابات عام 2018. وكان الجنوب أقل المناطق التي شهدت مشاركة الناخبين.

يضم تحالف ميلوني حزب رئيس الوزراء السابق سيلفيو بيرلسكوني "فورزا إيطاليا"، وحزب الرابطة اليميني المتطرف بزعامة ماتيو سالفيني

ويعود قرار اختيار رئيس الحكومة، لرئيس البلاد، وهي عملية تستغرق وقتاً.

ورغم أن ميلوني، عملت بجهد لتحسين صورتها السياسية، وإعلان مساندتها لأوكرانيا، في مواجهة الغزو الروسي، علاوة على تمييع موقفها المناهض للاتحاد الأوروبي، إلا أن السياسية الصاعدة تتزعم حزباً متغلغلاً في الحركة الفاشية التي أسسها بنيتو موسوليني، الزعيم الإيطالي السابق، خلال فترة الحرب العالمية الثانية.

وتعدّ إيطاليا أحد الأعضاء المؤسسين للاتحاد الأوروبي، وعضواً في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لكن آراء ميلوني، المناهضة للاتحاد الأوروبي، تضعها في منطقة قريبة من الزعيم القومي المتطرف للمجر فيكتور أوربان.

وتتحالف ميلوني مع رئيس الوزراء السابق، سيلفيو بيرلسكوني، زعيم حزب "فورزا إيطاليا"، وماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة، اليميني المتطرف اللذين كانا يمتلكان علاقات وثيقة مع روسيا.

بيرلسكوني البالغ من العمر 85 عاماً، قال الأسبوع الماضي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "دفع دفعاً" لغزو أوكرانيا، بينما شكك سالفيني في العقوبات الغربية على موسكو.

وترغب ميلوني، في إعادة دراسة الإصلاحات الإيطالية التي تم الاتفاق عليها مع الاتحاد الأوروبي، مقابل حزمة دعم اقتصادية تبلغ نحو 200 مليون يورو، في أعقاب وباء فيروس كورونا، إذ ترى ميلوني أن ارتفاع أسعار الطاقة غير الوضع بشكل كبير.

وسارع بالاز أوربان، مستشار رئيس الوزراء المجري، إلى تهنئة أحزاب اليمين الإيطالية بالفوز بالانتخابات، قائلاً "نحن بحاجة لمزيد من الأصدقاء المقربين، الذين يشاركونا الرؤية، والمنهج، لحل الأزمات التي تواجه أوروبا".

وأشادت زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا، مارين لوبان، بميلوني وزعيم الرابطة ماتيو سالفيني لمقاومتهما "تهديدات اتحاد أوروبي متعجرف ومناهض للديمقراطية".

وغردت على موقع تويتر قائلة: "قرر الشعب الإيطالي أن يأخذ مصيره في يده من خلال انتخاب حكومة وطنية وذات سيادة".

وأضافت: "تهانينا لجورجيا ميلوني وماتيو سالفيني لمقاومتهما تهديدات اتحاد أوروبي متعجرف ومناهض للديمقراطية من خلال الفوز بهذا النصر العظيم".

وفي إسبانيا، قال سانتياغو أباسكال، زعيم حزب فوكس اليميني المتطرف، إن "ملايين الأوروبيين يعلقون آمالهم على إيطاليا".

وعلى تويتر، قال أباسكال إن ميلوني "أوضحت الطريق لأوروبا فخورة وحرة تتألف من دول ذات سيادة وقادرة على التعاون من أجل تأمين الأمن والازدهار للجميع".

وفي ألمانيا، هنأ عضو حزب البديل من أجل ألمانيا في البرلمان الاتحادي، بياتريكس فون ستورش "تحالف يمين الوسط بأكمله"، مضيفاً أنه "مع أصدقائنا حول سالفيني، يمكن لجورجيا ميلوني بناء حكومة يمينية قوية".

وقال البروفيسور، جيانلوكا باساريلي، لبي بي سي، إنه كان يظن أن ميلوني ستتجنب الصدام مع أوروبا، وتركز على سياسات أخرى، مضيفاً: "أعتقد أننا سنرى المزيد من القيود على الحقوق المدنية، ومجتمع المثليين، والمهاجرين".

وقال بيرلسكوني، تعقيباً على نتائج استطلاعات الرأي، إن اليمين كان يمتلك تفوقاً واضحاً، في انتخابات غرفتي البرلمان.

ويتطلع سالفيني للعود إلى منصبه السابق كوزير للداخلية، ليعوق وصول قوارب المهاجرين القادمة من ليبيا.

وتشهد الانتخابات الحالية تخفيض نحو ثلث مقاعد البرلمان، في مجلسي النواب والشيوخ، وهو الأمر الذي ساهم في دعم فوز التحالف اليميني.

وأوضح استطلاع رأي قناة راى، أن 3 أحزاب ستستحوذ على 227- 257 مقعداً من إجمالي 400 مقعد في الغرفة العليا للبرلمان، وما بين 11- 131 مقعداً من بين 200 مقعد، في الغرفة الدنيا.

حان وقت ميلوني

كاتيا آدلر

كانت الساعة الثالثة صباحاً بعد انتهاء التصويت، عندما ظهرت جورجيا ميلوني على خشبة المسرح مع لافتة "شكراً للإيطاليين".

لقد انتظرت هذه اللحظة كل حياتها السياسية. منذ سنوات مراهقتها كناشطة سياسية متحمسة في حي للطبقة العاملة في روما، كانت تستعد لتصبح رئيسة وزراء إيطاليا المقبلة.

كانت النغمة التي اختارتها الليلة الماضية هادئة وشاملة، مقارنةً بالخطاب الهجومي الذي اشتهرت به.

ووعدت بأنها ستساعد إيطاليا بالوقوف على قدميها مرة أخرى، باسم جميع الإيطاليين، وليس فقط أولئك الذين صوتوا لها.

كان الإقبال على التصويت منخفضاً جداً أمس بالمعايير الإيطالية. يقول العديد من الناخبين إنهم مرهقون بسبب سنوات من الوعود الفارغة من مختلف الأطياف السياسية، بينما يشعرون هم وعائلاتهم بأنه تم التخلي عنهم في مواجهة تكاليف الطاقة المتصاعدة وأزمة تكلفة المعيشة.

جيسيكا باركر

مراسلة بي بي سي نيوز من فيرونا

في مقاطعة فيرونا، إحدى أكثر المناطق ثراءً في إيطاليا، أفادت وسائل الإعلام المحلية أن نسبة المشاركة في التصويت كانت 70 بالمئة، وهي نسبة أعلى من تلك في الجنوب.

لكن لا يعود ذلك إلى وجود حماسة انتخابية. إذ كان المزاج السائد هنا هو اللامبالاة والسخرية والإحباط.

كان السياح الصاخبون حول مدينة فيرونا الشهيرة، في الأيام القليلة الماضية، أكثر وضوحاً بكثير من الانتخابات التي تلوح في الأفق.

إلا أن ما يبدو أنه أثار الاهتمام هو جورجيا ميلوني. إذ كان يتحدث الناس عن مثابرتها وعزمها.

وبدا من المؤكد أن الجذور الفاشية لحزبها تقلق البعض، لكن آخرين يقولون إنهم يعتقدون أن ذلك كان من الماضي.

وقد سارت سياساتها المتعلقة بخفض الضرائب، بشكل جيد في منطقة عادةً ما تختار اليمين. لكنها لم تذهب إلى هذا الحد من قبل.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان