فرضية تخريب "نورد ستريم".. واشنطن ترد على الاتهامات الروسية
(دويتشه فيله)
أدارت روسيا أصابع الاتهام الموجهة إليها بسبب التخريب المفترض لخطي أنابيب الغاز، مطالبة الرئيس الأمريكي بـ"إجابات" بشأن تورّط بلاده. وفيما حذر البديل الألماني من التسرع وإدانة روسيا، تأكد لدى ستوكهولم فرضية التخريب.
ردّ البيت الأبيض على اتهامات روسية موجهة إلى الولايات المتحدة الأربعاء بتورط محتمل في التخريب المفترض لخطي أنابيب نورد ستريم 1 و2، قائلاً إنه "من السخف" التلميح إلى أنّ الولايات المتحدة من الممكن أن تكون قد ارتكبت هذه الأعمال التخريبية. وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض أدريان واتسون "نعلم جميعاً أنّ روسيا تنشر معلومات مضلّلة منذ وقت طويل وهي تقوم بذلك مجدّداً هنا".
وكانت أوكرانيا قد دانت أمس "هجوماً إرهابياً جرى التخطيط له" من قبل موسكو ضد أوروبا. وقدّمت موسكو ردّها الأربعاء. فعبر تطبيق "تلغرام"، ألقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا اللوم ضمنياً على الولايات المتحدة، مطالبة الرئيس الأمريكي جو بايدن بـ"إجابات" بشأن تورّط بلاده.
وقالت زاخاروفا عبر التطبيق: "الرئيس الأمريكي ملزم بالإجابة على سؤال ما إذا كانت الولايات المتحدة قد نفّذت تهديدها"، في إشارة إلى تصريح أدلى به بايدن في السابع من فبراير، أي قبل الحرب الروسية على أوكرانيا، قال فيه "إذا غزت روسيا (أوكرانيا)، لن يكون هناك نورد ستريم 2". وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية "يجب أن تعرف أوروبا الحقيقة"، بينما لا تزال أسباب التسرّب الذي رُصد في نورد ستريم 1 و2 غير معروفة. ولاحقا، أعلنت النيابة الروسية انها فتحت تحقيقا في "عمل ارهابي دولي".
مجلس الأمن الدولي يبحث التسرب
وأعلنت السويد الأربعاء أن مجلس الأمن الدولي سيجتمع الجمعة بناء على طلب روسيا لبحث موضوع تسرّب الغاز. وقالت وزيرة خارجية السويد في مؤتمر صحافي إن "فرنسا، بوصفها رئيسة لمجلس الأمن، أبلغتنا أن روسيا طلبت اجتماعا لبحث موضوع التسرب من نورد ستريم، وأن هذا الاجتماع مقرر الجمعة"، موضحة أن السويد والدنمارك كلّفتا بتزويد أعضاء مجلس الأمن معلومات عن التسرب الذي حصل في منطقتيهما الاقتصاديتين.
فرضية التخريب تتأكد في السويد
في غضون ذلك، أعلنت السلطات الدنماركية أنّ أكثر من نصف الغاز الموجود في خطّي أنابيب الغاز قد تسرّب بالفعل. وقال مدير هيئة الطاقة الدنماركية كريستوفر بوتزو في مؤتمر صحافي "خرجت بالفعل غالبية واضحة من الغاز من الأنابيب". وأضاف "نتوقّع أن تتسرّب الكمية المتبقّية بحلول الأحد".
وبدا أنّ فرضية التخريب المتعمّد قد تأكدت في ستوكهولم، مع إسناد التحقيق إلى الاستخبارات السويدية. وقالت الاستخبارات في بيان إنها تسلّمت التحقيق الأولي من الشرطة لأنّ الأمر قد يكون ناتجاً من "جريمة خطيرة يمكن أن تكون موجّهة، جزئياً على الأقل، ضدّ المصالح السويدية"، مشيرة إلى أنه "ليس من المستبعد أن تكون هناك قوة أجنبية متورّطة".
بدوره، أشار وزير الدفاع الدنماركي مورتن بودسكوف على هامش اجتماع مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في بروكسل، إلى أنّ التحقّق من خطّي أنابيب الغاز اللذين تضرّرا من جراء الانفجارات تحت الماء قبالة جزيرة دنماركية في بحر البلطيق، لا يمكن أن يتمّ قبل أسبوع إلى أسبوعين بسبب التيارات المائية.
واكتفى الاتحاد الأوروبي في هذه المرحلة بالتحذير من أيّ هجوم يستهدف البنى التحتية للطاقة.
وأكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل أنّ "أي عبث متعمّد بمنشآت الطاقة الأوروبية غير مقبول بتاتاً وسيُقابل برد قوي وموحّد".
أمّا ألمانيا، فقد أشارت على لسان وزيرة داخليتها نانسي فيزر إلى أنها ستعزّز حماية البنى التحتية الحيوية.
"البديل" الألماني يحذر
هذا، فميا حذر رئيس حزب البديل من أجل ألمانيا، تينو كروبالا، من التسرع وإدانة روسيا في واقعة التسرب بخطي الغاز. وقال كروبالا في البرلمان اليوم الأربعاء إنه لا توجد أدلة قاطعة على قيام روسيا بتخريب خطيها، وطالب بإصلاح الخطين بأقرب ما يمكن، وانتقد برلين لاستخدامها خط نورد ستريم2 وسيلة لمعاقبة روسيا.
وكان حزب البديل من أجل ألمانيا قد طالب في البرلمان بمناقشة إمدادات الطاقة الألمانية في الشتاء المقبل، وقال كروبالا إن الحكومة الألمانية لم تعط إجابة شافية على سؤال عن احتمال انقطاع التيار الكهربائيجراء أزمة الطاقة.
فيديو قد يعجبك: