البرلمان الأرجنتيني يبدي وحدة هشة بعد الهجوم على كيرشنر
بوينس آيرس- (أ ف ب):
دان مجلس النواب الأرجنتيني السبت الهجوم على نائبة الرئيس كريستينا كيرشنر ودعا إلى "السلم الاجتماعي" في جلسة عبر فيها عن وحدة هشة تعكس التوتر السياسي في البلاد وشهدت انسحاب أكبر أحزاب المعارضة اليمينية بعد التصويت مباشرة.
ودعي النواب إلى جلسة استثنائية بعد يومين على الهجوم على الرئيسة السابقة (2007-2015)، الذي أدى إلى خروج تظاهرات الجمعة في عدد من المدن في بلد في حالة صدمة ووسط موجة من الإدانات الدولية.
وتبنى المجلس الذي لا يتمتع فيها الائتلاف الحكومي (يسار الوسط) بالأغلبية المطلقة وإن كان أهم كتلة فيه، اقتراحا يؤكد "ادانته الشديدة" لمحاولة الاغتيال و"تضامنه المطلق" مع كيرشنر.
وطالب النواب في مذكرتهم "بتوضيح وإدانة سريعين وكاملين للمسؤولين عن هذا الحدث المؤسف الذي يقوض الحياة في ظل الديموقراطية".
وتابع النص الذي أقر في تصويت برفع الأيدي "نحث جميع القادة والشعب على البحث عن كل السبل التي تؤدي إلى السلم الاجتماعي".
وتم تبني النص بشبه إجماع إذ إن حزبا يساريا راديكاليا صغيرا امتنع عن التصويت بسبب اعتراضه على صيغة المذكرة.
لكن نواب حزب "الاقتراح الجمهوري" (بروكويستا ريبوبليكانا أ برو) الذي يقوده الرئيس الليبرالي السابق ماوريسيو ماكري ويعد أكبر تشكيل في كتلة المعارضة "معا من أجل التغيير" (يمين الوسط)، غادر القاعة بعد التصويت مباشرة ولم يشارك في المناقشات.
وقال زعيم هذه الكتلة كريستيان ريتوندو "نعتقد أن الشارع، أو هذه القاعة، ليسا المكان المناسب لتحديد المذنبين في جريمة"، مؤكدا أن "السلطة القضائية هي وحدها التي تملك واجب التحقيق والحكم والإدانة".
وأضاف قبل أن ينسحب "لا نريد أن يتم استخدام هذه الواقعة الخطيرة جدا بهدف إثارة مزيد من الانقسام وتحديد مذنبين والتحول إلى منبر لمهاجمة المعارضة السياسية والقضاء والإعلام كما سمعنا للأسف في الساعات الأخيرة".
"العنيف هو الطرف الآخر"
كان ماوريسيو ماكري أشد منافس لكيرشنر من أوائل قادة المعارضة الذين دانوا الهجوم الخميس.
ودان المعسكر الحكومي موقف جزء من المعارضة. وقال النائب لياندرو سانتورو أن نواب حزب الاقتراح الجمهوري "صوتوا وغادروا (المجلس) وامتنعت جبهة اليسارعن التصويت. إنها لحظة تؤلمنا في البلد".
وبين المعارضين الذين بقوا للمشاركة في النقاش ماريو نيغري من الحزب الراديكالي (اشتراكي ديموقراطي)، الذي عبر عن أسفه "للخطاب الذي يؤكد أن العنيف هو الطرف الآخر"، معتبرا ذلك "أمرا مثيرا للسخرية ويعني أن الشر يكمن في الطرف الآخر".
واضاف أن "الأمر يحتاج إلى اعتراف كبير بالمسؤولية لنكون جديرين بالدعوة إلى اتفاق للدفاع عن الديموقراطية ".
وتظاهر عشرات الآلاف من الأرجنتينيين في مدن عدة ولا سيما في بوينوس آيرس التي شهدت حشدا غير مسبوق منذ أشهر بدعوة من قطاعات مؤيدة للحكومة.
وعبرت غالبية كبيرة من المتظاهرين عن دعمها لكيرشنر لكن كثيرين منهم طالبوا أيضا "بالتخلص من الكراهية" في إشارة إلى سياسة استقطاب شديد جدا.
ويعتقد دييغو رينوسو أستاذ العلوم السياسية من جامعة سان أندريس أنه "من الضروري خفض اللهجة قليلاً" بعد الهجوم على كيرشنر. لكنه رأى أنه "من الصعب معرفة ما إذا كان ذلك ممكنا بسبب درجة نشاط الأطراف".
وبعد سبع سنوات على مغادرتها الرئاسة، ما زالت كيرشنر (69 عاما) التي ترئس مجلس الشيوخ حاليا، شخصية أساسية وإن كانت مثيرة للانقسام، في السياسة الأرجنتينية.
وهي تحاكم حاليًا بتهمة الاحتيال والفساد وطلبت النيابة حكما بالسجن عليها لمدة 12 عاما وحرمانها من حق المشاركة في الانتخابات مدى الحياة. وهي تؤكد أنها ضحية "محاكمة سياسية" مطلقة بذلك بحكم الأمر الواقع إشارة لإعادة تعبئة تيارها اليساري البيروني، وعدد من تظاهرات الدعم لها.
وليل الخميس وبينما كانت تحيي أنصارها خارج منزلها، صوب رجل مسدسًا على رأسها على بعد أمتار قليلة. وأكد الرئيس ألبرتو فرنانديز بعد فترة وجيزة أنه لسبب غير معروف لم تُطلق أي رصاصة مع أن السلاح كان ملقما.
والمهاجم الذي اعتقل على الفور، برازيلي يبلغ من العمر 35 عامًا ويعيش في الأرجنتين منذ طفولته. وما زالت دوافعه غير معروفة.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: