ضغط أمريكي.. لماذا أصدرت إسرائيل نتائج تحقيقها في اغتيال أبو عاقلة اليوم؟
كتبت - سلمى سمير:
بعد مرور 4 أشهر على اغتيال شيرين أبو عاقلة، كشف الجيش الإسرائيلي نتائج تحقيقات اغتيال الصحفية الفلسطينية، مرجحا أن الرصاصة التي أصابت رأس أبو عاقلة، أطلقها -ربما - جندي إسرائيلي.
ويبدو أن نتائج التحقيق الإسرائيلي لم تلق استحسانا من الرئاسة الفلسطينية، التي اعتبرتها - نتائج التحقيقات- محاولة إسرائيلية جديدة "للتهرب" من مسؤولية قتلها.
وبرر الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم، أن الجندي الذي أطلق الرصاص، لم يتنبه لكون شيرين أبو عاقلة صحفية، بل ظنها من العناصر المسلحة.
وظهر في الفيديو الذي انتشر موسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، شيرين أبو عاقلة، ترتدي سترة واقية ضد الرصاص، كُتب عليها "صحافة" باللغة الإنجليزية.
وقال البيان الصادر عن الجيش الإسرائيلي، إن الجندي كان يستخدم منظاراً تلسكوبياً وأخطأ بتعريف أبو عاقلة على أنها مسلحة.
ورغم إقرار الجيش الإسرائيلي باحتمالية مسؤولية أحد جنوده عن مقتل أبو عاقلة، إلا أن مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع، أكد أنه لا يمكن تحديد من أطلق النار بشكل قاطع.
وقال في تصريحات نقلتها صحيفة "هآرتس"، اليوم الاثنين إنه "يجب القول إنه كان هناك جنود إسرائيليين ومسلحين فلسطينيين في الموقع"، مرجحاً بأن من أطلق النار هو جندي إسرائيلي.
لماذا أصدرت إسرائيل النتائج الآن؟
يبدو أن الإدارة الأمريكية مارست ضغوطها على تل أبيب للكشف عن نتائج التحقيق كاملة، وذلك في أعقاب زيارة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، إلى إسرائيل، وفقا ما ذكرته تقارير إسرائيلية.
وزارت ليف إلى إسرائيل الخميس الماضي، لمدة 3 أيام، توجهت خلالها إلى الضفة الغربية، والتقت بمسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن ليف ذهبت للمنطقة لمناقشة مجموعة من الأولويات التي تشمل "اهتمام الولايات المتحدة في تحسين جودة حياة الشعب الفلسطيني".
ولم تظهر تفاصيل كثيرة عن زيارتها، لكنها أبلغت المسؤولين الإسرائيليين أن واشطن قلقة من تصاعد العنف في الضفة الغربية، حسبما أفادت "ذا تايمز أوف إسرائيل".
وخلال زيارة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إيال حولاتا إلى واشنطن في يوليو الماضي، ضغطت نائبة وزيرة الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان على حولاتا خلال اجتماعها به في واشنطن حول قضية شيرين.
ووفقا للبيان الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، فإن شيرمان "شددت على ضرورة المساءلة في القتل المأساوي للصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة".
هل سيُحاكم الجاني؟
رغم اعتراف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، أفيف كوخافي، في تصريحات سابقة، بأن موت شيرين أبو عاقلة "حادث مؤسف وقع خلال نشاط عملياتي"، إلا أن مكتب المحامي العام العسكري الإسرائيلي أكد أنه لن يفتح تحقيقاً مع أي جندي في الحادث لأنه لا يوجد شك في ارتكاب جريمة جنائية.
وبحسب نتائج تحقيق الرواية الإسرائيلية، فإن مسلحين فلسطينيون أطلقوا النار باتجاه عربة مدرعة إسرائيلية على الجنود الإسرائيليين وكانوا يقفوا بالقرب من أبو عاقلة، وظن أحد الجنود أن أبو عاقلة كان من بين المسلحين الذين أطلقوا النار عليهم، فأطلق النار عليها من خلال منظار تلسكوبي.
وأكد البيان أن الجندي أطلق النار بينما كان يتم إطلاق النار عليه أثناء تواجده في عربة مصفحة مطلقاً النار في عدة أهداف "من المحتمل أن تكون شيرين قد أُصيبت أثناء ذلك بطريق الخطأ".
ردود فعل
لم يتقبل كثيرون نتائج التحقيق الإسرائيلي، في ظل تنديد من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالنتائج التي وصفها بأنها "محاولة إسرائيلية أخرى للتهرب من المسؤولية عن مقتل أبو عاقلة".
وقال إن "جميع النتائج تشير إلى أن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة ويجب أن تتحمل العواقب".
وذكرت لينا أبو عاقلة، ابنة أخ شيرين على حسابها الشخصي على تويتر، "إنه لا يمكن توقع أي نوع من المساءلة أو التحقيق المشروع من نفس الكيان المسؤول عن إطلاق النار على صحفي غير مسلح ويمكن التعرف عليه بوضوح".
وانتقدت عائلة أبو عاقلة في بيان التحقيق قائلة: "عائلتنا لم تتفاجأ بهذه النتيجة لأنه واضح لأي شخص أن مجرمي الحرب الإسرائيليين لا يستطيعون التحقيق في جرائمهم".
وتابع البيان الذي نشرته عائلة أبو عاقلة، "نواصل دعوة العديد من أعضاء الكونجرس ومنظمات المجتمع المدني والصحفيين والجمهور لمواصلة الضغط على الرئيس بايدن والوزير بلينكن للمتابعة من خلال إجراءات هادفة" واصفة إسرائيل أنها "غير قادرة على محاسبة نفسها".
Abu Akleh Family Response to Israel’s Statement on Shireen’s Killing
— Lina Abu Akleh (@LinaAbuAkleh) September 5, 2022
We could never expect any type of accountability or legitimate investigation from the very entity responsible for gunning down an unarmed and clearly identifiable journalist. pic.twitter.com/bTfUqj5KV3
يُذكر أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ترفض فتح تحقيق أمريكي مستقل حتى الآن، رغم مطالبات من بعض النواب الديموقراطيين في الكونجرس بفتح تحقيق مستقل، وفي أوائل يوليو الماضي، أعلنت الخارجية الأمريكية أن تحليل الرصاصة التي قتلت شيرين لا يمكن أن يصل إلى نتيجة نهائية لتضرر الرصاصة للغاية، لكنها رجحت مقتلها على يد الجنود الإسرائيليين.
فيديو قد يعجبك: