محلل سياسي: روسيا تمارس المزيد من الضغوط على أوروبا لرفع العقوبات
لندن- (أ ش أ)
قال محرر الشأن الروسي في صحيفة "الجارديان" البريطانية بيجوتر ساوير، إن روسيا تمارس المزيد من الضغوط على الدول الأوروبية لرفع العقوبات المفروضة على موسكو بسبب العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا مستخدمة في ذلك واردات الطاقة الروسية لأوروبا كورقة ضغط.
وأضاف الكاتب في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" أن الكرملين ألقى باللوم مؤخرا على الدول الأوروبية بشأن قطع الإمدادات الروسية من الطاقة عن قارة أوروبا بسبب العقوبات المفروضة على موسكو.
وفي الوقت نفسه، كما يقول الكاتب، أعلنت روسيا أنها لن تستأنف إمدادات الغاز للدول الأوروبية حتى ترفع الدول الغربية العقوبات المفروضة على موسكو في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف الأوروبية من أن يؤدي استمرار قطع الغاز الروسي عن الدول الأوروبية إلى مزيد من معاناة الشعوب الأوروبية بسبب ارتفاع أسعار الوقود.
ويشير الكاتب إلى تصريحات ديمتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم الكرملين والتي يقول فيها إن عدم قدرة روسيا على استئناف واردات الغاز للدول الأوروبية عبر خط أنابيب "نوردستريم-1" هو نتيجة طبيعية للعقوبات الغربية المفروضة على بلاده.
وأشار الكاتب إلى أن المتحدث الرسمي باسم الكرملين أعلنها صراحة أن استئناف ضخ الغاز لأوروبا عبر خط الأنابيب يتوقف على رفع العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، موضحا أن تلك التصريحات من جانب المتحدث الرسمي تعد مؤشرا واضحا على نية موسكو ممارسة المزيد من الضغوط على الاتحاد الأوروبي من أجل رفع العقوبات الاقتصادية في مقابل استئناف واردات الطاقة الروسية لأوروبا.
وفي الوقت نفسه، كما يشير الكاتب، تتهم الدول الغربية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام واردات الطاقة الروسية لأوروبا كسلاح حرب من أجل توقف دعمها لأوكرانيا في مواجهة القوات الروسية.
وأضاف الكاتب أن خط أنابيب "نوردستريم-1" هو الشريان الرئيسي الوحيد الذي من خلاله تصل واردات الغاز الروسية إلى الدول الأوروبية بطاقة إجمالية تصل إلى 55 مليار متر مكعب سنويا، موضحا أن استمرار ضخ الغاز الروسي للقارة الأوروبية، يعد أمرا حيويا للقارة بأسرها لتجنب أزمة طاقة تزداد حدة يوما بعد يوم.
ورأى أن أزمة الطاقة الحالية التي تعاني منها أوروبا بسبب قطع الواردات الروسية من الغاز للدول الأوروبية تعد اختبارا حقيقيا لمدى صلابة الاتحاد الأوروبي، وتمسكه بموقفه الداعم لأوكرانيا في مواجهة الآلة العسكرية الروسية.
واختتم مقاله مشيراُ إلى رأي المحللين السياسيين الذين يعبرون عن اعتقادهم أنه مع استمرار الحرب في أوكرانيا وفشل روسيا في تحقيق انتصار سريع وحاسم، فإن الكرملين يحدوه الأمل أن تدفع أزمات الغذاء والطاقة، والتي تثير استياء شعوب أوروبا، قادة الدول الأوروبية إلى إقناع أوكرانيا بقبول تسوية والتوصل لهدنة على أساس الشروط الروسية.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: