جورج بيل: وفاة الكاردينال الكاثوليكي المثير للجدل عن 81 عاما
(بي بي سي):
توفي الكاردينال جورج بيل، الذي صدم الكنيسة الكاثوليكية بعد إدانته بتهم اعتداء جنسي على أطفال قبل إلغاء الاتهامات، عن 81 عاما.
وكان بيل، وزير الخزانة السابق في الفاتيكان، أعلى رجال الدين الكاثوليك منصبا في أستراليا، وأبرز شخصية كنسية سُجنت عن مثل هذه الجرائم.
ويقول مسؤولون بالكنيسة إنه توفي متأثرا بمضاعفات في القلب بعد جراحة في الفخذ.
وشغل بيل منصب رئيس أساقفة كل من ملبورن وسيدني قبل أن يصبح أحد كبار مساعدي البابا.
وتم استدعاؤه إلى روما في عام 2014 لتطهير الشؤون المالية للفاتيكان، وغالبا ما كان يوصف بأنه ثالث أكبر مسؤول في الكنيسة.
لكن رجل الدين ترك منصبه في عام 2017، وعاد إلى أستراليا ليواجه المحاكمة بتهمة الاعتداء الجنسي على أطفال.
وكانت هيئة محلفين قد وجدت في عام 2018 أنه اعتدى على صبيين اثنين عندما كان رئيس أساقفة ملبورن في التسعينيات.
وأمضى الكاردينال بيل، الذي طالما أصر على أنه بريء، 13 شهرا في السجن قبل أن تلغي المحكمة العليا الأسترالية الحكم الصادر ضده في عام 2020.
ومع ذلك، لا تزال دعوى قضائية مدنية جارية ضده، رفعها والد أحد أعضاء الجوقة (الكورال) في الكنيسة. ويزعم المدعي أن الكاردينال اعتدى على ابنه.
في غضون هذا، كشف تحقيق تاريخي أن الكاردينال بيل كان على علم بالاعتداء الجنسي على الأطفال من قبل القساوسة في أستراليا في وقت مبكر من سبعينيات القرن الماضي، لكنه فشل في اتخاذ أي إجراء.
ودام عمل لجنة التحقيق لعدة سنوات، أجرت خلالها مقابلات مع آلاف الأشخاص، وصدرت نتائجها في عام 2020. ونفى الكاردينال بيل الادعاءات الموجهة ضده، وأصر على أنها "غير مدعومة بأدلة".
وبعد إعلان الوفاة، أشاد رئيس أساقفة ملبورن، بيتر كومينسولي، بالكاردينال الراحل بيل ووصفه بأنه "زعيم كنيسة مهم ومؤثر للغاية"، بينما قال رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، إن وفاته ستكون "صدمة للكثيرين".
وأثنى رئيس الوزراء السابق، توني أبوت، وهو كاثوليكي، على الكاردينال بيل ووصفه بأنه "قديس لعصرنا" و"مصدر إلهام لعصور"، ووصف التهم التي واجهها بأنها "شكل حديث من الصلب".
لكن ستيف ديموبولوس، الوزير في ولاية فيكتوريا مسقط رأس الكاردينال بيل، كان من بين أولئك الذين عبروا عن مشاعر مختلطة.
وقال: "سيكون اليوم يوما صعبا للغاية بالنسبة لعائلة الكاردينال وأحبائه، ولكنه أيضا صعب للغاية بالنسبة للناجين وضحايا الاعتداء الجنسي من الأطفال وأسرهم".
كان الكاردينال شخصية مثيرة للاستقطاب، سواء في أستراليا أو في الخارج، وهو أمر اعترف به هو نفسه.
وكان قد ارتقى إلى مكانة بارزة في الكنيسة كمؤيد قوي للقيم الكاثوليكية التقليدية، وغالبا ما كان يتبنى وجهات نظر محافظة ويدافع عن العزوبة الكهنوتية.
وفي حديث مع بي بي سي في عام 2020، اعترف الكاردينال بيل بأن أسلوبه "المباشر" ونهجه التقليدي في التعامل مع قضايا مثل الإجهاض "قد أثار بعض الجمهور ضده".
وقال "حقيقة أني أدافع عن التعاليم المسيحية تُزعج الكثير من الناس".
فيديو قد يعجبك: