بن غفير يستحضر شبح "شارون" باقتحامه للأقصى وتحذيرات فلسطينية من "انتفاضة ثالثة"
فلسطين - (أ ش أ)
أعاد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، المُنتمي لتيار اليمين المتطرف، اليوم الثلاثاء، لأذهان الفلسطينيين ذكريات اقتحام ارئيل شارون، لباحات المسجد الأقصى قبل 22 عامًا، وهو الأمر الذي أسفر عن الانتفاضة "الثانية"، المعروفة بـ"انتفاضة الأقصى".
وكان "بن غفير"، اقتحم صباح اليوم، بحماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية، باحات المسجد الأقصى، رغم تحذيرات فلسطينية وإقليمية ودولية من تداعيات استفزازته، وخطورة إشعال انتفاضة "ثالثة"، وحرب دينية في المنطقة، إن هو سعى إلى تغيير الوضع القانوني القائم بالمسجد الأقصى، كما هو متوقع.
وفي الثامن والعشرين من سبتمبر الماضي، حلت الذكرى الـ22 للانتفاضة الثانية، التي أسفرت عن استشهاد نحو 4500 فلسطيني وإصابة أكثر من 50 ألفًا، والتي كان شرارتها اقتحام زعيم المعارضة في حكومة الاحتلال آنذاك، "آرائيل شارون" لباحات المسجد الأقصى المبارك.
وبنفس التفاصيل، وفرت الشرطة الإسرائيلية الحماية لشارون، إذ رافقه حينها نحو ثلاثة آلاف من شرطة الاحتلال والمخابرات وحرس الحدود، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة مع مئات المقدسيين الذين هبوا لطرد شارون وقواته.
وفي غضون ساعات قليلة، انتشرت المواجهات من القدس إلى كامل فلسطين.
ومن أبرز أحداث الانتفاضة - التي استمرت خمسة أعوام تقريبًا حتى فبراير 2005 - عملية "السور الواقي" التي اجتاح فيها جيش الاحتلال عام 2002، مدينة "رام الله"، ومحاصرة مقر الشهيد الراحل ياسر عرفات، وكنيسة المهد، وإبعاد المقاتلين الذين تحصنوا داخلها إلى غزة والأردن ودول أوروبية. وأعادت إسرائيل خلال العملية اجتياح جميع مدن الضفة الغربية.
وكان من أسوأ نتائج الانتفاضة الثانية، بناء جدار الفصل العنصري، الذي يبلغ طوله 728 كم، والذي التهم 23% من أراضي الضفة الغربية، خاصة في مناطق جنين وقلقيلية وسلفيت والقدس، الذي فصل 36 قرية "72000" مواطن عن أراضيهم الزراعية، وقسم الضفة الغربية إلى كنتونات مُنفصلة، وضم 11 قرية فلسطينية "26 ألف نسمة" إلى أراضي الـ48.
وقال واصل أبو يوسف، أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير- في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط- إن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، يزعزع الاستقرار في المنطقة كلها، مشيرا إلى أنه لم يمر اليوم الثالث من السنة الجديدة، وقد استهلها الاحتلال بإعدام ثلاثة فلسطينيين، وهدم البيوت، وهذا يعكس اعتقاد حكومة الاحتلال بأنها يمكنها كسر إرادة الشعب الفلسطيني، الذي يتمسك بثوابته الوطنية وبحقه في المقاومة.
ومن جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد التميمي- في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط- إن الحكومة الإسرائيلية الجديدة، حكومة "مُتطرفة" لا تقيم وزنًا للعالم، وتتعمد إثارة الفلسطينيين للذهاب إلى انتفاضة "ثالثة" جديدة ليست كالانتفاضتين السابقتين.
وشدد التميمي على أن انفجار الفلسطينيين مسألة وقت، والانتفاضة "قادمة" لا ريب فيها، إذ واصل الإسرائيليون تصعيدهم، وهو أمر متوقع خلال الفترة القادمة.
بدوره، قال الدكتور مُصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، إن بن غفير تسلل إلى باحات المسجد الأقصى المبارك ولم يمكث بها سوى 13 دقيقة، بعد نوع من التضليل مارسته أجهزة الشرطة الإسرائيلية حتى لا يعرف الفلسطينيون بموعد وصوله.
وتوقع البرغوثي أن يقود سعي اليمين المتطرف الإسرائيلي لتغيير الوضع القانوني للمسجد الأقصى، إلى "انتفاضة جديدة" قد تشعل المنطقة كلها نتيجة لردود الفعل الجارفة المتوقعة، مُشددًا على أنه من الواضح للغاية أن هؤلاء الفاشيين في الحكومة الإسرائيلية الجديدة يريدون تفجير الوضع.
وقرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تكليف بعثة فلسطين في نيويورك بالتحرك الفوري في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لوقف هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، مشيرا إلى أن هذا التحرك يتم بالتنسيق مع الأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية والعمل مع المجموعات الشقيقة والصديقة في الأمم المتحدة.
وكان عطا أبو رميلة أمين سر حركة "فتح" في جنين، قال في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط في ديسمبر المنصرم، إن حكومة نتنياهو ستسعى إلى تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى ليصبح مثل الحرم الإبراهيمي (تقسيمه زمانيا ومكانيا).. محذرا من أنه إذا حدث ذلك فسوف تتفجر الأوضاع ولن يتمكن مخلوق في فلسطين أو خارجها من احتواء انتفاضة الشعب الفلسطيني.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: