للمرة الـ14 منذ عام 1789.. النواب الأمريكي يفشل في انتخاب رئيسًا من الاقتراع الأول
كتب- محمد صفوت:
بدأ مجلس النواب الأمريكي جولته السادسة من التصويت لاختيار رئيس له بعد فشله في 5 اقتراعات أجريت على مدار يومين متتاليين لم ينجح مرشح الأغلبية الجمهورية كيفن مكارثي في الحصول على 218 صوتًا وهي عدد الأصوات التي يحتاجها للفوز بالمنصب.
ويواجه الجمهوريون في مجلس النواب مأزقًا مثيرًا للجدل بشأن من سيكون رئيس المجلس خلفًا للديمقراطية نانسي بيلوسي، وسط ما يبدو أنه معارضة شديدة لمكارثي من مجموعة من 20 من المحافظين الذين صوتوا للنائب بايرون دونالدز في آخر تصويتين أجريا يوم الأربعاء.
ويقول حلفاء مكارثي وهم الأغلبية من الجمهوريين في المجلس، إن مرشحهم على استعداد لمواصلة المناقشات مع المعارضين له من الحزب لحسم الأمر بدلاً من الاستمرار في عملية تصويت مرهقة دون نتائج.
ما يشهده المجلس حاليًا هو حدثًا يحدث مرة واحدة في القرن بالمعني الحرفي للكلمة، فلم يواجه مرشحًا على رئاسة المجلس معضلة التصويت لمرتين خلال الـ100 عام الماضية، وكان المجلس يحسم التصويت من المرة الأولى بأغلبية الأصوات سواء كان المسيطر على المجلس النواب الديمقراطيين أو نظرائهم الجمهوريين.
منذ أكثر من 200 عامًا خلال الاجتماع الأول للمجلس في عام 1789 لم تحدث تلك المشكلة إلا 14 مرة فقط وفقًا لما نقلته شبكة "سي إن إن" عن مؤرخ مجلس النواب. إذ جرت جميع انتخابات رؤساء الانتخابات متعددة الأصوات باستثناء واحدة قبل الحرب الأهلية حيث كان نظام الحزبين يتطور في ذلك الوقت .
منذ الحرب الأهلية الأمريكية فشل المجلس في انتخاب رئيس له خلال الجولة الأولى واحتاج إلى جولات متعددة قبل 100 عام تحديدًا عام 1923، حينما تطلب الأمر 9 اقتراعات متواصلة لانتخاب فريدريك جيليت رئيسًا للمجلس. بينما كانت عملية انتخابات رؤساء مجلس النواب ذات الاقتراع المتعدد أكثر شيوعًا قبل الحرب الأهلية.
وسيواصل النواب بالمجلس التصويت الى حين انتخاب رئيس لمجلس النواب. هذا يمكن أن يستغرق ساعات أو أسابيع، ففي العام 1859 لم يتفق الأعضاء على رئيس إلا بعد شهرين و133 دورة.
مع تغيير في القواعد البرلمانية وارتفاع عدد النواب الذين ينتمون إلى التيار المحافظ المتشدد في الحزب الجمهوري بالمجلس، يستغل هؤلاء النواب الغالبية الجمهورية الضئيلة التي حققوها في الانتخابات النصفية التي جرت في نوفمبر الماضي، لكي يفرضوا شروطهم. ومن دون دعمهم لن يتمكن مكارثي من الوصول الى المنصب.
وبدلاً من الاحتفال بسيطرته الجديدة على المجلس، يواجه الحزب معركة لانتخاب رئيس للمجلس يمكن أن تعمق الانقسامات الداخلية، وتضع مستقبل مكارثي السياسي على المحك.
الأزمة التي يواجهها المجلس، دفعت الرئيس الأمريكي جو بايدن (ديمقراطي) للتعليق عليها، معتبرًا أنها تسبب حرجًا للولايات المتحدة، قائلاً إن الجميع يتابع ما يحدث وعارًا علينا عدم حسم الأمر، ودعا النواب الجمهوريين إلى حسم الأمر وانتخاب رئيس للمجلس.
فيما خرج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عن صمته ودعا على شبكته للتواصل الاجتماعي، حزبه إلى بذل كل الجهود لتجنب "هزيمة". وقال: "لقد آن الأوان حاليًا لنوابنا الجمهوريين في مجلس النواب أن يصوتوا لصالح مكارثي".
هذا ويراقب الديمقراطيون الوضع متكتلين خلف مرشحهم حكيم جيفريز لكنه لا يحظى بالدعم الكاف لحسم رئاسة المجلس التي تحتاج إلى 218 صوتًا.
ويحتاج انتخاب رئيس مجلس النواب، الذي يعد ثالث أهم شخصية في المشهد السياسي الأمريكي بعد الرئيس ونائبه، أغلبية من 218 صوتا. وهي عتبة لم يتمكن كيفن مكارثي من بلوغها بعد 3 جولات تصويت، وبعد أن قرر نحو عشرين نائبا من مؤيدي ترامب عرقلة انتخابه.
وكان مجلس النواب الأمريكي أرجأ مساء الثلاثاء جلسة انتخاب رئيس جديد له إلى صباح الأربعاء بعد ثلاث جولات اقتراع فشلت خلالها الأغلبية الجمهورية في حشد الأصوات اللازمة لانتخاب مرشّحها كيفن مكارثي رئيساً للمجلس، في سابقة لم تحدث منذ مئة عام.
فيديو قد يعجبك: