بريطانيا تخطط لنقل التدريبات لأوكرانيا.. هل يبدأ التصعيد المباشر بين الناتو وروسيا؟
كتب- محمد صفوت:
يبدو أن الحرب التي تشعل شرق القارة الأوروبية على وشك أخذ منعطفًا جديدًا بعد معارك اقتربت من إتمام شهرها العشرين، منذ اليوم الأول للحرب عكفت دول الناتو على مساعدة أوكرانيا في وجه روسيا، بتدريب قواتها واستضافتهم في دوله، ومد كييف بالأسلحة المتطورة والذخائر التي أطالت أمد الحرب.
رغم المساعدات الهائلة التي تلقتها كييف من دول الناتو، إلا أن دول الحلف تجنبت منذ البداية إرسال قوات إلى منطقة الصراع شرقي أوكرانيا، خوفًا من الدخول في قتال مباشر مع القوات الروسية.
وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس، كشف عن خطة بلاده بشأن أوكرانيا خلال الفترة المقبلة، في تصريحات نقلتها صحيفة "تليجراف" البريطانية، ويراها مراقبون للأوضاع أنها ربما تمثل بداية الصدام المباشر بين روسيا والغرب.
في حوار لـ"تليجراف" قال شابس، الذي زار كييف مؤخرًا والتقى بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وبحث معه المساعدات العسكرية لكييف، إن لندن تخطط حاليًا لنقل برامج التدريب للقوات الأوكرانية إلى داخل أوكرانيا بدلاً من كونه يتم داخل قاعدة تابعة للناتو.
خلال الزيارة الأخيرة لشابس، أبلغ زيليسنكي، بإمكانية اضطلاع القوات البحرية البريطانية بدور في الدفاع عن الحاويات البحرية التجارية وحمايتها من الهجمات الروسية في البحر الأسود، وذلك بعد وقف اتفاق الحبوب.
للعب دورًا أكثر نشاطًا في مساعدة أوكرانيا
وقال الوزير البريطاني، إن بلاده ستكثف برنامجها التدريبي للجنود الأوكرانيين بموجب خطط تجري مناقشتها مع القادة العسكريين، مشيرًا إلى أنه يجري محادثات مع قادة الجيش حول نقل التدريب وإنتاج المعدات العسكرية إلى أوكرانيا، داعيًا الشركات الدفاعية البريطانية إلى إنشاء مصانع لها في أوكرانيا.
تجنبت دول الناتو، تنفيذ برامج تدريبية رسمية في أوكرانيا، خوفًا من الانجرار لحرب مباشرة مع روسيا، لكنها استضافت قوات أوكرانية على أراضيها وتقوم بتدريبهم بشكل مستمر.
وتقود بريطانيا عملية "انترفليكس" التي تلقى خلالها أكثر من 20 ألف جنديًا أوكرانيًا، تدريبات في المملكة المتحدة منذ بداية العام الماضي، وتدربوا على القتال في قواعد عسكرية مثل قاعدة ساليسبري التي زارها وزير الدفاع البريطاني مؤخرًا.
ورأى شابس، أن الوقت حان لزيادة دعم أوكرانيا ليس فقط بنقل التدريب إلى أراضيها، ولكن لإنشاء مصانع خاصة لشركات الدفاع البريطانية هناك، داعيًا شركة "BAE" لنقل التصنيع إلى هناك.
وأشار وزير الدفاع البريطاني، إلى أن بلاده تستعد للعب دورًا أكثر نشاطًا في مساعدة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها ضد الهجمات في البحر الأسود، حيث تستهدف البحرية الروسية سفن الشحن الأوكرانية.
وتزداد حدة النزاع في البحر الأسود بعدما انسحبت روسيا في شهر يوليو الماضي من اتفاق للحبوب، الذي أبرم برعاية الأمم المتحدة ووساطة تركيا بهدف ضمان سلامة الملاحة للسفن المدنية.
وقال: "لقد شهدنا في الشهر الماضي تطورات هي الأولى من نوعها في البحر الأسود منذ عام 2014، وبريطانيا دولة بحرية لذا يمكننا المساعدة وننصح، خاصة وأن المياه هي مياه دولية".
وأعلنت بريطانيا، في سبتمبر الماضي، نقلاً عن معلومات استخباراتية أن الجيش الروسي استهدف سفينة شحن مدنية في البحر الأسود "بعدة صواريخ" الشهر الماضي لكن القوات الأوكرانية اعترضتها بنجاح.
خطوات تمثل تصعيدًا
ويرى إدوارد مالنيك، الكاتب في صحيفة "تليجراف" أنه من شأن كلتا الخطوتين أن تمثل تصعيدًا كبيرًا في مشاركة المملكة المتحدة في الدفاع عن أوكرانيا ضد الهجوم الروسي الذي بدأ في 24 فبراير 2022.
وقال مالنيك، إن تقديم الدعم البحري في البحر الأسود من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد مشاركة المملكة المتحدة في الصراع.
واعتبر أن تصريحات وزير الدفاع البريطاني، تشير إلى تحول في نهج الحكومة في المناقشة العلنية لتكثيف التدخل العسكري في أوكرانيا، وهي الخطوة التي عكستها باريس أمس عندما كشف الجيش الفرنسي أن طائراته كانت تقوم بعمليات مراقبة فوق البحر الأسود.
وفي وقت سابق هذا العام، ترددت أنباء عن وجود نحو 50 عنصرًا بريطانيًا بين القوات الخاصة الغربية الموجودة في أوكرانيا، ولم تؤكد الحكومة البريطانية أو تنفي تلك التقارير.
روسيا: يدفعوننا نحو حرب عالمية ثالثة
بدوره، حذر الرئيس الروسي السابق، ديمتري ميدفيديف، الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي حاليًا، من تصريحات شابس، واعتبر أن الجنود البريطانيين الذين يدربون قوات في أوكرانيا سيكونون أهدافًا مشروعة للقوات الروسية.
وقال ميدفيديف، إن القوات الروسية ستسهدف الجنود البريطانيين في حال إقدام لندن على تلك الخطوة، مضيفًا: "سنستهدفهم ليسوا كمرتزقة بل بصفتهم خبراء بريطانيين في الناتو".
نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، لم يرد فقط على تصريحات شابس، لكنه تطرق إلى دعوة رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان الألماني ماري أغنيس ستراك زيمرمان، بتزويد أوكرانيا بصواريخ "توروز" الألمانية على وجه السرعة، معتبرة أن استهداف أراضي روسيا بهذه الصواريخ سيكون مبررًا.
ورد ميدفيديف، قائلاً: "يقولون إن هذا يتوافق مع القانون الدولي. حسنا، في هذه الحالة، فإن الضربات على المصانع الألمانية التي تصنع فيها هذه الصواريخ ستكون أيضًا متوافقة تمامًا مع القانون الدولي".
وأضاف: "حمقاء أخرى رئيسة لجنة الدفاع الألمانية التي تحمل اسمًا يصعب نطقه تطالب بتزويد النازيين الأوكرانيين بصواريخ توروس على الفور". واختتم تصريحاته بالقول: "ومع ذلك، فإن هؤلاء البلهاء يدفعوننا بقوة نحو حرب عالمية ثالثة".
فيديو قد يعجبك: