"طوفان الأقصى" يغرق إسرائيل.. صحف عبرية: أعاد للأذهان ذكرى حرب أكتوبر
كتب- محمد صفوت:
على وقع أصوات صفارات الإنذار استيقظ الإسرائيليون فجر السبت، بعد ساعات قليلة من ذكرى مريرة لهم، ليجدوا أنفسهم أمام ملحمة جديدة تكتبها الفصائل الفلسطينية، أعادت إلى الأذهان ما حدث قبل 50 عامًا في السادس من أكتوبر عام 1973.
لم تمر ساعات على ذكرى حرب أكتوبر، حتى وجد الإسرائليون أنفسهم أمام عملية عسكرية مباغتة غير مسبوقة شنتها الفصائل الفلسطينية وأطلقت عليها اسم "طوفان الأقصى"، ردًا على اعتداءات المستوطنين في القدس، واستمرار الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.
العملية العسكرية التي أطلق عليها "طوفان الأقصى" أغرقت دولة الاحتلال في الفوضى وأربكت أجهزته الأمنية، وكشفت فشل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في التنبؤ بالهجوم أو صد العملية العسكرية التي دخلت ساعتها الـ 30 حتى اللحظة، مخلفة مئات القتلى وآلاف المصابين فضلاً عن عدد من الأسرى الإسرائيليين لم يعرف عددهم بعد.
الصحف الإسرائيلية، سلطت الضوء على العملية العسكرية النوعية التي نفذتها الفصائل الفلسطينية، وشبهتها بما حدث في حرب 6 أكتوبر عام 1973، حين شنت مصر وسوريا هجومين متزامنين مفاجئين.
كابوس يصعب الهروب منه
ألقت صحيفة "يديعوت أحرونوت" باللائمة على فشل الأجهزة الاستخباراتية والأمنية الإسرائيلية، ووصفت الأحداث التي شهدتها إسرائيل بـ"فشل للحكومة" وقالت، إن الازدراء طويل الأمد للمنظمات الإرهابية الوهمية تحول إلى كابوس يصعب الهروب منه وصدمة ستطارد الإسرائيليين لفترة طويلة".
وقالت الصحيفة الإسرائيلية، اليوم الأحد، إن الهجوم المباغت الذي شنته حماس ترك الشعب الإسرائيلي في حالة صدمة، مضيفة، أن الجميع كان يعلم أن شيئا سيحدث يذكرنا بالفشل الذريع لحرب يوم الغفران (حرب 6 أكتوبر 1973).
وقالت الصحيفة، إن ما حدث في 7 أكتوبر سيسجله التاريخ على أنه فشل في كل النواحي، وأصبح الثمن الذي دفعه المواطنون باهظ نتيجة السلوك المعيب لصناع القرار، محملة القيادة السياسية الإسرائيلية، مسؤولية الفشل الذريع.
هذا هو يوم الغفران عام 1973
بدورها، سردت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تفاصيل ما حدث منذ فجر أمس السبت، حتى صدورها، وعنونت افتتاحيتها بـ "تسلل مفاجئ وقصف كبير يصدمان إسرائيل".
تناولت الصحيفة، في افتتاحيتها تفاصيل عملية "طوفان الأقصى" والهجوم الذي شنه مقاتلو حماس واستهدف مناطق غلاف قطاع غزة، ورأت أن انتصار حماس هو فشل إسرائيلي على نطاق واسع، وأنه لم تكن هناك معلومات استخباراتية عن الهجوم الصادم الذي مثل كابوسًا لإسرائيل.
وفي الصحيفة، قال الدبلوماسي الإسرائيلي ألون بينكاس، في مقال له، بعنوان "7 أكتوبر 2023: تاريخ سيبقى عاراً على إسرائيل"، إن هذا هو يوم الغفران عام 1973، فلا يمكن المبالغة في تقدير حجم وقوة موجات الصدمة المدوية.
11 سبتمبر الإسرائيلية
بدورها، علقت صحيفة "جيروزاليم بوست" على الأحداث قائلة، إن الإسرائيليين لم يروا هجومًا مثله منذ وصول حماس إلى السلطة، موضحة أنه فريد من نوعه ومفاجئ، كونه لم يعتمد على القصف الصاروخي المعتاد لكنه كان توغلاً بريًا وقصفًا في الوقت ذاته.
وقارنت الصحيفة، بين أحداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة وأحداث 7 أكتوبر في إسرائيل، واعتبرت أن عملية "طوفان الأقصى" هي 11 سبتمبر الإسرائيلية.
وقالت إن العملية، تمثل أكبر فشل عسكري واستخباراتي لإسرائيل منذ نصف قرن، إن لم يكن منذ تأسيسها قبل 75 عامًا، مشيرة إلى أن نتائج ما حدث غير معروفة بعد، لكن الواضح أن 7 أكتوبر هو أحد أحلك الأيام في تاريخ البلاد.
هذا وتتواصل الاشتباكات لليوم الثاني على التوالي بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال في عدة مناطق في غلاف غزة فضلاً عن قواعد عسكرية تابعة للاحتلال يسعى مقاتلو الفصائل إلى السيطرة عليها، وأسفرت عن مقتل أكثر من 350 إسرائيليًا، وأسر عدد غير معروف بعد، فيما استشهد نحو 310 فلسطينيًا جراء غارات الاحتلال على قطاع غزة.
فيديو قد يعجبك: