بعد بدء الهدنة.. لماذا سارع الفلسطينيون النازحون جنوبًا العودة إلى شمال قطاع غزة؟
بي بي سي
مع دخول الساعات الأولى لسريان الهدنة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس،أمس الجمعة، صمتت المدافع والطائرات الحربية في خان يونس في جنوب القطاع المحاصر، وبدلاً من أصوات القتال، حلّت ازدحامات السير وأبواق الآليات وصافرات سيارات إسعاف تحاول شق طريقها وسط جموع النازحين الذين خرجوا من المستشفيات التي لجأوا إليها هرباً من الضربات، إذ غادر عدد كبير من النازحين الفلسطينيين المناطق التي نزحوا إليها، محاولين العودة إلى منازلهم في مختلف مناطق القطاع.
وفور سريان الهدنة، توقف صوت الطائرات في سماء غزة، وكذلك أصوات إطلاق النار، وتحرك النازحون في القطاع وغادروا المدارس والمستشفيات التي نزحوا إليها، محاولين العودة إلى بيوتهم، لاسيما إلى مدينة غزة و المناطق الشمالية من القطاع، بعد أن نزحوا منها باتجاه الجنوب.
إسرائيل تهاجم النازحين
في الساعة التاسعة والنصف صباحًا، وصل ياسر طافش إلى منطقة تبعد نحو 5 كيلومترات من مدينة غزة التي كان يعيش فيها قبل الحرب، قادمًا من جنوب القطاع الذي نزح إليه، لكن وبينما كان يسير مع جموع العائدين هاجمتهم دبابات اسرائيلية وأطلقوا النار باتجاههم بشكل مباشر، كما يقول لوكالة فرانس برس، وأصيب برصاصة في بطنه إلى جانب ستة آخرين.
يقول ياسر إنه كان يريد العودة لإحضار بعض الطحين والممتلكات من منزله، " نريد أن نحضر ملابس لي ولزوجتي لأننا نقيم في المدارس" يقول من داخل المستشفى حيث كان يُعالج.
وكان الجيش الإسرائيلي قد حذر الفلسطينيين من التوجه إلى المناطق الشمالية ومدينة غزة خلال الهدنة المؤقتة. وألقت الطائرات الإسرائيلية منشورات تحذر الناس من مغبة العودة شمالاً. وكتب على هذه المنشورات "الحرب لم تنته بعد" و"العودة إلى الشمال ممنوعة وخطرة جداً".
وأفادت التقارير الواردة بأن 15 فلسطينياً أصيبوا برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم العبور إلى شمال القطاع غزة، خلال أول أيام الهدنة، ونقلوا إلى مستشفى دير البلح وسط قطاع غزة، إذ يعتبر الجيش الإسرائيلي شمال قطاع غزة منطقة قتال وأمر كل المدنيين بمغادرتها.
رغم تحذير إسرائيل.. مدنيين يحاولون العودة لمنازلهم
وعلى الرغم من ذلك شهدت شوارع عدة مدن في غزة حركة نشطة للسيارات والعربات التي تجرها الأحصنة محمّلة بالنازحين وأمتعتهم إذ يصرون على العودة إلى ديارهم.
يقول الشاب الفلسطيني أحمد الذي نزح من حي الزيتون في الشمال إلى جنوب القطاع، إنّ الهدنة وقرار وقف إطلاق النار يفترض أن يشمل جميع مناطق قطاع غزة، دون استثناء للأحياء الشمالية "لا يجوز أن يطلقوا النار علينا، هناك وقف لإطلاق النار" يقول لوكالة الأسوشيتد برس.
ويضيف أحمد أنه وعائلته يريدون العودة إلى بيتهم لتفقد أغراضهم ومنزلهم" نريد أن نعرف ماذا حصل لمنزلنا، لا نعرف عنه شيئًا حتى الآن، نحن موجودون هنا بلا فائدة".
وفي الوقت الذي توجهت فيه بعض العائلات النازحة بأكملها إلى منازلها، فضّل كثيرٌ من الفلسطينيين أن يبقى أفراد الأسرة في مكان النزوح، ويعود فردٌ واحد منهم للمنزل لتفقد الأوضاع.
يقول صالح الشواف وهو في طريقه لمنزله شماليّ القطاع "أنا عائد وحدي، تركت عائلتي وعدت لأعرف ماذا حصل لممتلكاتنا، 48 يومًا من الحرب لم نعرف خلالها شيئَاً عن منزلنا".
مواطنون آخرون نازحون من الشمال للجنوب، قالوا إنهم لم يستفيدوا من الهدنة لعدم قدرتهم العودة إلى بيوتهم، يقول أحدهم دون ذكر اسمه لبي بي سي "نحن خرجنا من بيت لاهيا في الشمال، لم نحضر معنا أي شيء، فقط جئنا بملابسنا إلى رفح، ونبحث عن أبسط الأشياء كي نعيش، أنا غير مستفيد من الهدنة، أتمنى أن أتمكن من العودة إلى منزلي وإلى حياتي".
ووفق بنود الاتفاق الذي نشرته حركة حماس، عبر حسابها بموقع تليجرام، فإنّ الهدنة تشمل وقف إطلاق النار من الطرفين في جميع أنحاء قطاع غزة، وضمان حرية حركة السكان من الشمال إلى الجنوب، كما أنّ هناك 6 ساعات تلتزم الطائرات الإسرائيلية فيها بوقف تام لاختراق أجواء غزة عن طريق المسيرات لأغراض التجسس، ويسمح بإدخال مئات شاحنات المساعدات الإغاثية والوقود لكل مناطق قطاع غزة.
عدد النازحين منذ الـ7 من أكتوبر
ويتجاوز عدد النازحين في قطاع غزة منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر، مليون و700 ألف شخص، من مختلف مناطق القطاع، بحسب تقرير صادر عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا يوم الخميس، ويقيم نحو مليون منهم في منشآت الوكالة، ويشكل النازحون من شمال القطاع إلى جنوبه النسبة الكبرى.
تجاوز عدد النازحين المقيمين في المنشآت التابعة لوكالة الأونروا حاجز المليون شخص في مختلف مناطق قطاع غزة، بدأ الآلاف منهم العودة لمنازلهم مع بدء الهدنة بين إسرائيل وحماس
فيديو قد يعجبك: