لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الثعلب اليهودي.. هنري كيسنجر مهندس المصالحات والصفقات السرية

01:40 م الخميس 30 نوفمبر 2023

وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر

كتب- محمد صفوت:

توفى وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، عملاق الدبلوماسية الأمريكية، عن عمر ناهز الـ 100 عام، ولم يحدّد بيان مؤسسته سبب الوفاة.

اشتهر ببنيته الصغيرة وصوته الأجشّ ولهجته الألمانية الطاغية، وعيونه الحادة التي تعكس ذكاءه واهتمامه بالتفاصيل، واختياره لملابسه وتصفيفة شعر تعكس الأسلوب الرسمي والكلاسيكي الذي يتناسب مع موقعه الرفيع ودوره الدبلوماسي المعهود، حيث طبّع لعقود الدبلوماسية الأمريكية، حتى بعدما ترك منصبه كوزير للخارجية.

هاجر وليد 27 مايو 1923، إلى الولايات المتحدة مع عائلته اليهودية الألمانية الأصل عام 1938؛ خوفًا من ملاحقة الجنود النازيين في ألمانيا، وهناك حصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة هارفارد في عام 1950، ثم حاز الدكتوراه في العلوم السياسية من نفس الجامعة في عام 1954.

ثم عمل كأستاذ للعلوم الدولية والعلاقات الدولية في جامعة هارفارد، وله عدة كتب أكاديمية ناجحة، من بينها "A World Restored" و"Diplomacy"، والتي أصبحت فيما بعد مراجع هامة في دراسة العلاقات الدولية.

الثعلب الأمريكي كيسنجر، الحائز على جائزة نوبل للسلام في عام 1973 (لدوره السري في محادثات مع الزعيم الفيتنامي "لو دوك ثو" التي أفضت إلى اتفاقية باريس للسلام وأنهت العملية العسكرية الأمريكية في جنوب شرق آسيا)، والمتخصص في الدبلوماسية السرية، يعد شخصية مميزة في السياسة الأمريكية، لكن منتقديه يتهموه بأنه عديم الضمير ومهووس بالسلطة، ومن أبرز نجاحاته إعادة التقارب بين الولايات المتحدة والصين مطلع سبعينيات القرن الماضي.

وفي عام 1969، عُينَ مستشارًا للأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون، ثم شغل منصب وزير الخارجية الأمريكي من عام 1973، ليصبح أول أمريكي وُلد خارج الولايات المتحدة، يتولى منصب وزير الخارجية، واستمر في المنصب حتى بعد استقالة نيكسون، وقدوم الرئيس الأمريكي الأسبق جيرالد فورد.

ورغم استقالة نيكسون عام 1974 بعد "فضيحة ووترجايت" (حيث قرر الرئيس الأمريكي نيكسون التجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي الذي يتبعه المرشح الرئاسي المنافس هيوبرت همفري)، صمد كيسنجر في منصبه في عهد خلفه جيرالد فورد حتى العام 1977، واحتفظ بمنصبيه كوزير للخارجية ومستشار للأمن القومي، معًا ما بين أعوام 1973 إلى 1975 وهو أمر نادر الحدوث، وطبع لعقود الدبلوماسية الأمريكية، حتى بعدما ترك منصبه كوزير للخارجية.

وفي 1972، سافر كيسنجر إلى الصين في مهمة سرية للتمهيد والإعداد لزيارة الرئيس نيكسون وتطبيع العلاقات مع بكين، حتى عُرف منذ ذلك الوقت بأنه مهندس إعادة التقارب بين أمريكا والصين.

وناقش كيسنجر عديدا من معاهدات نزع السلاح واتفاقيات السلام، وأصبح نجمًا إعلاميًا تقريبًا، بعد أن ترك بصمته في الكثير من الجوانب المثيرة للجدل في السياسة الخارجية الأمريكية.

وبعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار فيتنام في عام 1973، حصل على جائزة نوبل للسلام، مناصفة مع الفيتنامي لي دوك ثو، الذي قاد البعثة الفيتنامية بين 1968 و 1973 لمفاوضة الأمريكيين في محادثات باريس للسلام.

كان لكيسنجر دور هام في محادثات السلام بين مصر وإسرائيل التي أدت إلى اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، وهي اتفاقية سلام تاريخية بين البلدين.

وعن السنوات الثماني التي قضاها في الخدمة الحكومية، والتي امتدت من عام 1969 حتى عام 1977، منحه الرئيس الأمريكي السابق، جيرالد فورد، وسام الحرية الرئاسي.

تأثرت سياساته بالحرب الباردة، إذ كان له دور كبير في وضع سياسيات التهدئة والتحكم في التسلح خلال تلك الفترة، بالإضافة إلى ذلك، قدم كيسنجر العديد من المساهمات في مجال كتابة السّير والأعمال الأكاديمية حول الشؤون الدولية.

من خلال حياته المهنية الطويلة، أصبح هنري كيسنجر شخصية مثيرة للجدل بين المؤيدين والمعارضين، ويظل له تأثير كبير على فهم العلاقات الدولية والسياسة الخارجية الأمريكية.

رغم تلقيه إشادة كبيرة، إلا أن هناك العديد من الآراء المختلفة حول دوره في بعض الأحداث السياسية، خاصة فيما يتعلق بالدعم الأمريكي للأنظمة ذات الأبعاد الديكتاتورية في أمريكا اللاتينية وشرق آسيا.

وما يؤثر على إرثه دوره في القصف السري لكمبوديا والاتهامات المتعلقة بدوره في الانقلاب العسكري في تشيلي 1973.

ورغم حصوله على جائزة نوبل للسلام، بسبب وقف إطلاق النار في فيتنام، إلأ أن هناك تساؤلات بشأن ما إذا كان سعى بالفعل لإنهاء الحرب هناك، أم عمل على إطالتها من أجل زيادة فرص إعادة انتخاب نيكسون.

ورغم إسهاماته الكبيرة في مجال الدبلوماسية والسياسة الدولية، إلا أن هنري كيسنجر استمر في تلقي تقييمات متباينة بسبب سياساته التي أثارت جدلاً، خاصة فيما يتعلق ببعض القضايا الإنسانية والحقوق الإنسانية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان