"روحوني في سيارة شرطة".. السباح المصري عبد الرحمن سامح يكشف كواليس تهديده بسبب دعمه لغزة

كتب- محمود الطوخي:

كان السباح المصري عبد الرحمن سامح "هريدي" يتجهز لمشاركته التي ستبدأ بعد دقائق قليلة في فعاليات بطولة العالم للسباحة، التي أقيمت في اليونان خلال أكتوبر الماضي، لكن الصور الواردة من غزة وجدت مستقرها في عقله، ما جعله يفكر في كيفية استخدام الحدث العالمي للتنديد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي في حق الفلسطينيين.

وفي مقابلة مع الدكتور مهاب مجاهد في برنامج في الصالة، تحدّث السباح المصري عن الدافع الذي جعله يُقدم على هذا الفعل الذي كان حديث الجميع، فذكر عبد الرحمن، "أثناء تواجدي في غرفة الإعداد كنت محضر الكلام اللى أنا هقوله لمّا الميكروفون يجي عليا وبعدين في لحظة استخرت ربنا، قولت يارب لو اللي هقوله فيه خير ليّا ولأمتي ولأي حد بأي طريقة نوعًا ما كانت، كسبني، عشان أقوله".


وبالفعل انتهت المنافسة به في الصدارة، وحان موعد الوفاء بوعد قطعه لربه، يتزاحم عليه الإعلاميون لإجراء المقابلات المعتادة، وما أن بدأ حديثه حتى فاضت الكلمات تباعا متغاضيا عن مستقبل مسيرته الرياضية: " كنت بفكر هل من حقي احتفل بالإنجاز دا بعد كل اللي مريت به والمعاناة، بس في نفس الوقت كان لازم أقف مع مبادئي والحاجات التي اصدق فيها، خاصًة أن الغرب بيحاول يشيل صوتنا، والفوز بالنسبة لي كان إلزام نفسي للكلام".

لم يكن هريدي يدرك جدية الموقف الذي بات فيه بسبب تصريحاته حتى رأى مدربه وقد وضع كفيه على رأسه من المفاجأة، وما قد يترتب عليها من تأثيرات على سلامة اللاعب الشخصية والمهنية: "في اليوم ده الفريق أجبرني إني أروح البيت في سيارة شرطة".

"سأرسلك إلى الجنة قريبا"، هي ترجمة لإحدى رسائل التهديد التي تلقاها هريدي من شخص مجهول، إلى جانب المراجعات القانونية التي قام بها فريق من الجامعة التابع لها هريدي لمنشوراته التي شاركها على مواقع التواصل المختلفة: "كنت دايما مشغول بأهلي لو أنا ماردتش على اتصالاتهم إنهم يفكروني حصل لى حاجة".

لكن وسط رسائل التهديد التي توالت عليه، وقيام الاتحاد الدولي للسباحة بحذف صوره من منصاته المختلفة، وجد هريدي الدعم من والدته في رسالة نصية "اضرب وماتسميش"، في إشارة منها تحثه على متابعة دعمه لغزة، ليشاركها اللاعب على صفحاته الخاصة معلقا بـ" لكنني لا زلت أقول بسم الله".