حرمت منه أوكرانيا.. ماذا قدمت أمريكا لإسرائيل خلال حرب غزة؟
كتبت- سلمى سمير:
تسارع الولايات المتحدة منذ الـ7 من أكتوبر لدعم الصديق الإسرائيلي بكل الدعم العسكري المطلوب في سبيل القضاء على حركة حماس التي باغتت الجيش الإسرائيلي بهجوم مُفاجئ في عملية "طوفان الأقصى" في الشهر المنصرم، وتوالت بعدها حالة من الدعم الأمريكي الغربي، سواء من خلال الزيارات والتصريحات الداعمة لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد ما وُصفت بالهجمات الإرهابية أو الأسلحة التي سرعان ما تحركت من الولايات إلى منطقة الشرق الأوسط.
انقسمت الأسلحة التي أفرجت عنها واشنطن إلى قسمين بين ذخيرة وُجهت في تصريحات مباشرة لدعم الجيش الإسرائيلي خلال حربه في قطاع غزة، وبين أسلحة قالت الولايات المتحدة عنها إنها لتعزيز الردع الإقليمي وتحذير أي طرف من محاولة التدخل أو تصعيد الوضع القائم في قطاع غزة.
الأسلحة التي وصلت لإسرائيل
منذ التنديد الإسرائيلي الأول بهجوم الـ7 من أكتوبر، سارع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى زيارة إسرائيل بصفته "يهوديًا لا دبلوماسيًا" لإظهار الدعم، وتوالت دفعات الذخيرة اللامشروطة لدعم الجيش الإسرائيلي، مع طلب إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرًا من الكونجرس دعمًا إضافيًا بقيمة 14 مليار دولار لإسرائيل، حيث تضمن الطلب توفير دعم دفاعي جوي صاروخي وتجديد المخزون العسكري الأمريكي المرسل إلى إسرائيل.
جاءت هدية إرسال القنابل الموجهة بدقة بنظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس" على رأس الدعم العسكري الأمريكي القيم الممنوح إلى إسرائيل، مع تخطيط الإدارة الأمريكية إرسال حزمة من مساعدات القنابل الموجهة بدقة بقيمة 320 مليون دولار أمريكي، مع تصريحات واشنطن عن مراجعة وزارة الدفاع الأمريكية لمخزوناتها من الأسلحة لمعرفة ما بإمكانها إرساله حسبما أعلنت صحيفة "وول ستريت جورنال الأمريكية.
وحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية فإن الولايات تعمل على تطوير القنابل من خاصيتها غير الموجهة لتصبح موجهة بدقة في إصابة الأهداف، إلى جانبها تعمل إدارة بايدن على تسريع تسليم 1800 صاروخ من طراز "جي دي إيه إم".
وفي سبيل إظهار دعم أمريكي غير مشروط لإسرائيل، ذكرت موقع "أكسيوس" أن الولايات المتحدة تخطط لإرسال قذائف مدفعية عيار 155 ملم كان مخطط إرسالها إلى أوكرانيا، وذلك حسبما تحدث 3 مسؤولين إسرائيليين إلى الموقع الأمريكي، أفصحوا إليه عن حديث وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى الولايات المتحدة وإعرابهم عن حاجتهم الماسة إلى تلك القذائف في الوقت الحالي لدعم الجيش في التوغل البري في قطاع غزة.
وتأتي حزمات المساعدة العسكرية الأمريكية الجديدة إلى إسرائيل تزامنًا مع صفقات أسلحة متقدمة تم الاتفاق عليها مسبقًا مثل الطائرات المقاتلة من طراز "إف-35 والطائرات الهليكوبتر من طراز "سي إتش-53" الثقيلة، وناقلات التزود بالوقود الجوي من طراز "كي سي-46"، وذلك حسبما أفادت صحيفة "تايم".
أسلحة لتحذير القوى الإقليمية
في اليوم الثالث للحرب على قطاع غزة أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" عن وصول حاملة الطائرات الأمريكية "جيرالد فورد" العاملة بالطاقة النووية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، ترافقها مدمرات صواريخ موجهة، لكن واشنطن كانت حريصة في تصريحاتها عن إرسال حاملة الطائرات، مع حديث مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، أن بلاده لم تحرك حاملة الطائرات بسبب حركة حماس، ولكن لتحذير القوى الأخرى التي قد تسعى لتوسيع نطاق الحرب في قطاع غزة لتضم أطراف أخرى.
وأكد على تصريحات سوليفان، وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الذي قال إن إرسال حاملة الطائرات الأمريكية جاء كقرار اتخذته واشنطن لتعزيز الردع الإقليمي وتجنب تطور الحرب في غزة إلى صراع إقليمي يضم الدول المجاورة. وجاء هذا تزامنًا مع اشتعال الأوضاع على الحدود اللبنانية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني مع قصف مدفعي متبادل بدأ منذ الـ8 من أكتوبر ردًا على الهجوم الإسرائيلي العنيف على المدنيين في قطاع غزة، وتحذير إيران من التدخل في الحراب وسط استهداف الجيش الإسرائيلي للمدنيين والأطفال خلال رده على هجوم كتائب القسام.
وبعد "جيرالد فورد" أعلنت الولايات المتحدة وصول حاملة الطائرات "دوايت دي أيزنهاور" في الـ4 من نوفمبر من الشهر الجاري في إطار سياستها لتعزيز التمركز الإقليمي في الشرق الأوسط، والتي يعتبر تواجدها في المنطقة المرة الأولى التي تعمل فيها حاملة طائرات في منطقة مسؤولية القيادة المركزية منذ نهاية حرب أفغانستان في عام 2021، وحسب بيان القيادة المركزية الأمريكية، جاء وصول حاملة الطائرات للاستفادة من التواجد الأمريكي في مسرح العمليات لتعزيز الأمن الإقليمي والعمل جنبًا إلى جنب مع الحلفاء والشركاء.
لم تطمأن حاملتي الطائرات التي أرسلتهم واشنطن لردع الخصوم في المنطقة بما فيه الكفاية، لذلك سعت إلى إرسال غواصة نووية من طراز "أوهايو" إلى منطقة الشرق الأوسط لذات السبب الذي أرسلت بسببه حاملة الطائرات، جاء ذلك خلال إعلان نشرته القيادة المركزية الأمريكية في الـ5 من نوفمبر عن اتجاه الغواصة النووية نحو إسرائيل لتقديم جهود الردع في المنطقة.
ورغم أن الولايات المتحدة نادرًا ما تفصح عن موقع تواجد غواصاتها النووية إلا أنها أعلنت عن مكان تواجدها، لأنها تعتبر جزءًا مما تطلق عليه واشنطن اسم "الثالوث النووي" الأمريكي للأسلحة الذرية الذي يحتوي أيضًا على صواريخ بالستية وقنابل نووية، وذلك وفق خبراء ومحللون تحدثوا إلى صحيفة "مونت كارلو" الفرنسية، قالوا إن وصول الغواصة رسالة واضحة تحاول الولايات المتحدة توجيهها إلى خصومها الإقليميين في مقدمتهم إيران وعملائها في الشرق الأوسط، عقب هجمات متكررة تعرضت لها المصالح الأمريكية في العراق وسوريا عقب اندلاع الحرب في غزة.
وحسب صحيفة "نافي تايمز" فإن الولايات المتحدة تمتلك 18 غواصة من طراز "أوهايو" المزودة بالصواريخ الباليستية ذات القدرات النووية، في حين البعض الآخر منها مجهز بأكثر من 150 صاروخًا من نوع "توماهوك كروز".
وتعتبر "أوهايو" المعروفة بشبح البحار من الأسلحة الرائدة بالبحرية الأمريكية، صممت في البداية لحمل الصواريخ الباليستية مع تمتعها بقدرات قتالية فائقة وقابلية لحمل صواريخ موجهة تعمل بالطاقة النووية، ثم تطورت بعد ذلك لتصبح قادرة على حمل صواريخ كروز.
تفوق قدرة الصواريخ التي تحملها غواصة "أوهايو" قدرة السفن التي تحمل صواريخ موجهة بنحو 4 أضعاف، مع قدرة كل صاروخ على حمل رأس شديد الانفجار وزنه 1000 باوند، إضافة إلى سرعة تبلغ 23 ميلًا في الساعة مع صوت لا يكاد يُسمع لذلك سميت بشبح البحار.
فيديو قد يعجبك: