لأول مرة منذ 41 عاماً.. ماذا يعني تفعيل المادة 99 بالأمم المتحدة في العدوان على غزة؟
كتبت- مصراوي
استند الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الأربعاء، إلى المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، وهي خطوة نادرة تقوم بها الأمم المتحدة للمرة الأولى منذ نحو 41 عامًا، وذلك لتسريع إجراءات مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب في غزة.
حديث الأمين العام للأمم المتحدة، بشأن تفعيل المادة 99 بالرغم من عدم استخدامها لسنوات جاء بسبب الإخفاقات المتكررة في مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 عضوا في تمرير قرار يدعو إلى هدنة فورية، في العدوان القائم حاليا على غزة بين حماس والاحتلال الفلسطيني.
نص المادة 99
وتنص المادة 99 ببساطة على أنه يجوز للأمين العام، أن يوجه انتباه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد صون السلم والأمن الدوليين، وبسبب تهديد السلم والأمن الدوليين، لذا تأخذ الأمم المتحدة خطر حدوث أزمة إقليمية كبرى على محمل الجد، حيث تبدو الحرب الأهلية أو الصراع بين البلدين وكأنها قد تنتشر، كما هو الحال مع الحرب بين إسرائيل وغزة، والتي يخشى الخبراء أنها يمكن أن تمتد إلى بلدان أخرى.
الخطر الذي يداهم العديد من البلدان ليس فقط فلسطين نتيجة أعمال العنف الذي يقوم به الاحتلال الإسرائيلي، هو من دفع الأمين العام للأمم المتحدة للذهاب إلى تفعيل المادة 99، خاصة وأنّه في نهاية الرسالة، تقول إن الحرب لها تداعيات لا رجعة فيها على الفلسطينيين ككل وعلى السلام والأمن في المنطقة.
تجنب الحرب بأي ثمن
تصف وثائق الأمم المتحدة الرسمية المادة 99 بأنها ذات وظيفة وقائية - زيادة الوعي على المستوى الدولي بأن أزمة حادة بالفعل يمكن أن تزداد سوءًا.
وفي الرسالة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى رئيس مجلس الأمن، خوسيه خافيير، أدان فيها أكثر من ثمانية أسابيع من الأعمال العدائية في غزة، إضافة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي خلق معاناة إنسانية مروعة ودمارًا جسديًا وصدمة جماعية في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.
استخدام المادة 99
يحث احتجاج الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بالمادة 99، الدول على إعادة التركيز على وقف دائم للأعمال العدائية، لكن استخدام تلك المادة كان نادرًا، وهو أمر أثار انتقادات من منتقدي الأمم المتحدة.
يشير البعض إلى الفشل في الاحتجاج بالمادة 99، مع انهيار الوضع الأمني في رواندا قبل الإبادة الجماعية التي وقعت هناك عام 1994، والتي حدثت على الرغم من تحذير الخبراء من احتمال حدوث ذلك.
لكن تلك المادة التي يُنظر إليها على أنه مفتاح في حشد عمل الأمم المتحدة، وصفها الأمين العام السابق كوفي عنان بأنه يجعل "الأمين العام واضحًا أنه مسؤول سياسي وليس إداريًا بحتًا"، من خلال مطالبته "بالتصرف سياسيًا".
المادة 99 وحرب لبنان
الأمين العام للأمم المتحدة السابق داغ همرشولد، استخدم المادة لأول مرة في عام 1960 ردًا على تصاعد العنف في الكونغو، وساعد الاحتجاج بها في تمهيد الطريق لقوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة قوامها 20 ألف فرد، التي كافحت للحفاظ على النظام مع انجرار البلاد إلى الحرب الباردة. كما غاب تدخل الأمم المتحدة عن أسوأ فترة عنف في تاريخ الكونغو، خلال سلسلة من الحروب في التسعينيات يعتقد أنها قتلت حوالي خمسة ملايين شخص.
وفي الآونة الأخيرة، استند الأمين العام خافيير بيريز إلى المادة 99 في ختام الحرب الأهلية اللبنانية في 1989، وهو صراع شديد التعقيد أودى بحياة حوالي 150 ألف شخصًا، تضمن غزوًا إسرائيليًا واحتلالًا لجنوب لبنان، بالإضافة إلى القتال بين الاحتلال الإسرائيلي والجيش السوري.
كما كادت الأزمة أن تستمر في فرنسا والولايات المتحدة، عندما قتلت جماعة حزب الله ما يقرب من 300 جندي أمريكي وفرنسي بتفجيرات انتحارية في عام 1983.
وشاركت حينها الأمم المتحدة في عمليات في لبنان منذ عام 1978، لكن مهمة حفظ السلام شديدة الخطورة أعاقها عدم تعاون إسرائيل تحديدا.
حينها قال الأمين للأمم المتحدة السابق، بيريز دي كويلار إنه استند إلى المادة 99 ، من أجل المساهمة في حل سلمي للأزمة اللبنانية"، ومن شبه المؤكد أن بعثة تقصي الحقائق الناتجة إلى لبنان ساعدت في دعم اتفاقية السلام اللاحقة.
وجاء في وثيقة عن الأزمة في محفوظات الأمم المتحدة، أن مجلس الأمن اجتمع في اليوم نفسه، وأعرب عن قلقه العميق إزاء زيادة تدهور الوضع في لبنان، وأصدر بيانا ناشد فيه جميع الأطراف التقيد بوقف إطلاق النار التام والفوري.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، لتفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، والتي دعت لعقد جلسة لمجلس الأمن الدولي، من أجل الوفاء بالتزاماته للعمل على وقف لإطلاق النار في غزة.
فيديو قد يعجبك: