هجوم روسي واسع على أوكرانيا وصواريخ تحلق فوق رومانيا مولدافيا حسب كييف
كييف- (أ ف ب):
شنت روسيا هجوما واسعا الجمعة بعشرات الصواريخ والطائرات المسيرة المتفجرة التي استهدفت عددا من مواقع الطاقة في أوكرانيا بعد جولة فولوديمير زيلينسكي في أوروبا للمطالبة بمزيد من الأسلحة.
من جهة أخرى، أعلن قائد الجيش الأوكراني الجمعة أن صاروخين روسيين أطلقا باتجاه أوكرانيا، عبرا المجال الجوي لمولدافيا ورومانيا العضو في حلف شمال الأطلسي. وأكدت مولدافيا أن صاروخا عبر مجالها الجوي واعلنت أنها ستستدعي سفير روسيا لديها.
لكن رومانيا نفت أن تكون صواريخ روسية عبرت فوق أراضيها.
في الجانب الروسي أعلن الكرملين الجمعة أن الرئيس فلاديمير بوتين سيوجّه خطابا إلى الأمة في 21 شباط/فبراير، قبل أيام قليلة على الذكرى السنوية الأولى للهجوم الذي تشنه موسكو في أوكرانيا.
وزار الرئيس الأوكراني الأربعاء والخميس لندن وباريس وبروكسل لحث حلفائه الأوروبيين على تزويده بصواريخ بعيدة المدى وطائرات مقاتلة، وهو أمر ضروري بحسب كييف ليتمكن من شن هجمات مضادة تستهدف روسيا.
وقال سلاح الجو الأوكراني إن روسيا أطلقت الجمعة "ستة صواريخ كروز كاليبر" وعددا "يصل إلى 35 صاروخًا موجهًا مضادًا للطائرات إس-300 على منطقتي خاركيف (شمال شرق) وزابوريجيا (جنوب)"، واستخدمت "سبع مسيرات من نوع شاهد" من تصميم إيراني.
واضاف المصدر نفسه أنه تمكن من "تدمير خمسة صواريخ كروز كاليبر" و"خمس طائرات مسيرة" بوسائل الدفاع الجوي.
وأوضح أن "العدو ضرب المدن والبنى التحتية الأساسية لأوكرانيا" قبل أيام قليلة من الذكرى الأولى للغزو الروسي الذي بدأ في 24 فبراير 2022.
ولم تعلن السلطات الأوكرانية عن سقوط ضحايا في هذه الضربات.
وسُمع دوي انفجارات خصوصا في كييف، حسب صحافيي وكالة فرانس برس الذين رأوا خطوطًا بيضاء في السماء قد تكون ناجمة عن صواريخ دفاعية أوكرانية مضادة للطائرات.
وأطلقت صفارات الإنذار بهجمات جوية في الصباح ونزل سكان العاصمة إلى قطارات الأنفاق بحثًا عن ملجأ وهم يدققون في هواتفهم المحمولة بحثًا عن مزيد من المعلومات.
منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي وبعد انتكاسات عدة على الأرض استهدفت موسكو مرارًا ما يسمى بالمواقع الأوكرانية "الأساسية" مما أدى إلى إغراق ملايين السكان في البرد والظلام في منتصف الشتاء.
"قطع وقائي للتيار"
أكدت شركة الكهرباء الأوكرانية (أوكرينيرغو) الجمعة أن "عددا كبيرا من البنى التحتية للجهد العالي تأثر في المناطق الشرقية والغربية والجنوبية ، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق".
وقالت الشركة في بيان إن الروس "استهدفوا محطات للطاقة الكهربائية ومنشآت لنظام البث". وأضافت أنه "يتم قطع التيار في إطار إجراءات وقائية طارئة" طبقتها الشركة مرات عدة في الأشهر الأخيرة لتجنب حمولة زائدة على نظام الكهرباء الوطني.
في زابوريجيا (جنوب) حرم "جزء من المدينة من الكهرباء"، كما كتب على تلغرام أمين المجلس البلدي أناتولي كورتيف الذي قال إنه "في ساعة واحدة سجلت 17 ضربة في المدينة وهو أكبر عدد منذ بداية الغزو الروسي". ودعا السكان إلى "الصمود".
وفي خاركيف (شمال شرق)، قال حاكم المنطقة القريبة من روسيا أوليغ سينيجوبوف "اندلعت حرائق" بعد "ضربات صاروخية". وكتب على تلغرام "بعض مناطق المدينة (التي تحمل الاسم نفسه) ما زالت بدون كهرباء".
- وضع ملح -
تعود الضربات الروسية الكبرى الأخيرة إلى نهاية يناير غداة قرار الغربيين تسليم الجيش الأوكراني دبابات ثقيلة هي الأولى في النزاع بين كييف وموسكو.
وتأتي هذه الموجة الجديدة بعد يوم من جولة أوروبية قام بها فولوديمير زيلينسكي للمطالبة بصواريخ بعيدة المدى وطائرات مقاتلة. لكن الأوروبيين والأميركيين لم يوافقوا خوفًا من تصعيد مع موسكو.
وحدهم البريطانيون فتحوا الباب لتسليم أسلحة ربما لكن "على الأمد البعيد".
وأكد زيلينسكي الخميس "نريد الحصول على هذه الطائرات التي نحتاجها وهناك اتفاقات (...) غير علنية" من دون أن يذكر أي تفاصيل.
لكن الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون قلل على الفور من أهمية هذه الرسالة مؤكدا للصحفيين أنه من المستحيل تسليم طائرات مقاتلة "في الأسابيع المقبلة".
وأضاف رئيس الدولة الفرنسي "لا أستبعد أي شيء على الإطلاق" لكن "ذلك لا يتوافق اليوم مع احتياجات" كييف.
ومع ذلك، أصبح الوضع أكثر إلحاحا على الأرض حيث يشن الجيش الروسي هجومًا منذ بداية العام.
وبدعم من مجموعة فاغنر شبه العسكرية ، تواصل قصف باخموت - مدينة مدمرة بالكامل الآن أهميتها الاستراتيجية محدودة - في منطقة دونباس التي تحاول الاستيلاء عليها منذ الصيف الماضي.
وفي الشرق أيضا، أعلنت القوات الروسية في الأيام الماضية "نجاح" هجماتها الأخيرة خصوصا حول فوغليدار بينما يشن الروس هجوما على كريمينا في الشمال أيضا.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: