غارات جوية إسرائيلية على غزة واستشهاد فلسطيني في الضفة
قطاع غزة- (أ ف ب):
شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي ليل الأحد الاثنين غارات جوّية عدّة استهدفت موقعًا لحركة حماس في غزّة فيما استشهد فلسطيني في توغل جديد في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
وقال الجيش إنّ طائرات حربيّة "أغارت على موقع لإنتاج المواد الخام الصاروخيّة تحت الأرض تابع لحماس في وسط قطاع غزّة"، بينما أكّدت المصادر الأمنيّة أنّ الغارات أسفرت عن "أضرار جسيمة في الموقع ومحيطه" من دون إصابات.
وذكر الجيش الإسرائيلي أنّ الغارات جاءت ردًّا على "صاروخ أطلِق من غزّة مساء السبت" باتّجاه المناطق الإسرائيليّة واعترضته منظومة القبّة الحديد المضادّة للصواريخ، محمّلًا حماس المسؤوليّة.
تأتي هذه الاشتباكات الجديدة على خلفية مخاوف من اندلاع أعمال عنف لا يمكن السيطرة عليها، حيث شهد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تصعيدًا ملحوظًا منذ بداية العام.
وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس في غزة عدة انفجارات خلال الليل.
وقال الناطق باسم حماس حازم قاسم في بيان إن القصف الجوي الإسرائيلي على قطاع غزة "يتزامن مع عدوان على مدينة نابلس والقدس" و"يؤكد أننا أمام عدوان على كل شعبنا الفلسطيني".
وتابع "سينكسر هذا العدوان أمام ثورة شعبنا وصموده والفعل المقاوم الباسل".
وقال مصدر أمني في غزّة لفرانس برس إنّ المقاتلات الإسرائيليّة "نفّذت 8 غارات على موقع للمقاومة (تابع لكتائب القسّام الجناح العسكري لحماس) قرب شاطئ البحر في منطقة الشيخ عجلين جنوب غرب مدينة غزّة، ما أسفر عن دمار كبير وأضرار في منشآت في محيطه".
وأوضح أن "أضرارا كبيرة لحقت بصالة لحفلات الزفاف، ومحطة للوقود وأربعة منازل" قرب الموقع المستهدف.
وأشار إلى أنّ "مدفعيّة الاحتلال استهدفت أيضًا بالقذائف نقطتَين للرصد قرب السياج الفاصل (الحدودي) شرق بيت حانون (شمال قطاع غزّة) وخان يونس (جنوب) ما أدّى لأضرار تدميريّة في النقطتَين".
وأطلقت كتائب القسّام النار باتّجاه الطيران الإسرائيلي، بحسب الناطق باسم حماس حازم قاسم.
وأعلنت كتائب "المقاومة الوطنيّة"، الجناح العسكري للجبهة الديموقراطيّة، أنّها أطلقت "عددًا من الصواريخ باتّجاه مستوطنات غلاف غزة".
وقال مصدر في الفصائل الفلسطينيّة إنّ "مسؤولًا في المخابرات المصريّة أجرى اتّصالات مع فصائل المقاومة ومع الجانب الإسرائيلي لوقف التصعيد وتهدئة الأوضاع". وتابع "المقاومة ستردّ على أيّ عدوان، وتلتزم التهدئة بقدر التزام الاحتلال بها".
يخضع قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه 2,3 مليون نسمة، وهو منطقة ساحلية ضيّقة لحصار إسرائيلي منذ سيطرت حركة حماس عليه عام 2007.
لم يتم تسجيل أي ضحية على أي من الجانبين بعد الغارات الليلية الأخيرة.
- اشتباكات في نابلس -
وفي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة حيث تفيد السلطات الإسرائيلية بأنها تلاحق "مطلوبين" منذ نحو عام، قال الجيش الاسرائيلي في بيان إنه "نفذ خلال الليل عملية استباقية جديدة هناك".
وقالت وزارة الصحة والهلال الاحمر "ان أمير بسطامي (22 عاما) استشهد متاثرا باصابته برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عملية اقتحام نابلس".
وقال مراسل فرانس برس ان قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي دخلت مدينة نابلس وحاصرت مبنى واشتبكت مع مسلحين. كما جرت ومواجهات بالحجارة استمرت من الواحدة حتى الخامسة من صباح الاثنين.
وأفاد شهود عيان بأن الشرطة اعتقلت خمسة فلسطينيين بينهم جريحان.
واكدت جمعية الهلال الاحمر سقوط سبعة جرحى.
وقال الجيش الاسرائيلي ان تبادلا لاطلاق النار وقع في مدينة نابلس بين قواته ومطلوبين، مؤكدا إصابة اثنين تم اعتقالهما وهما عبد الكامل جوري وأسامة طويل اللذين اتهمهما بإطلاق النار على جنود من الجيش الاسرائيلي بالقرب من مستوطنة شافي شومرون (غرب مدينة نابلس) في أكتوبر.
وقتل الرقيب إيدو باروخ نتيجة إطلاق النار حينذاك، بحسب الجيش.
وتابع الجيش "كما ألقت القوات القبض على ثلاثة آخرين من المشتبه بهم كانوا مع المهاجمين" في مدينة نابلس.
ونفّذت قوات الجيش حملة اعتقالات واسعة في انحاء مختلفة في الضفة الغربية المحتلة، بحسب البيان.
-تشريع مستوطنات -
والأحد، أعلن مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر أنه سيضفي شرعية على تسع مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، في أعقاب سلسلة هجمات في القدس الشرقية أسفر أحدها عن مقتل ثلاثة أشخاص الجمعة.
وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "هذه المستوطنات موجودة منذ سنوات عدة وبعضها موجود منذ عقود". وهذه المستوطنات "العشوائية" أقيمت بلا ترخيص من الحكومة الإسرائيلية.
ويقيم نحو 475 ألف مستوطن إسرائيلي في بؤر لا يعترف بها القانون الدولي بالضفة الغربية وسط أكثر من 2,8 مليون فلسطيني.
ومن جهته أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في كلمته بمستهل جلسة الحكومة الاثنين في رام الله "يقع هذا القرار ضمن إجراءات الضم التي تمارسها هذه الحكومة" في الضفة الغربية.
وأضاف "نقول إن جميع المستعمرات غير شرعية وغير قانونية، وحان الوقت للعالم أن يعاقب إسرائيل لتحديها قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، مطالبا "بمعاقبة اسرائيل ومقاطعتها واعتبارها دولة خارجة عن القانون".
وأضاف أن القرار يمثّل تدحيا "لكل المسؤولين الأمريكيين الذين زاروا المنطقة مؤخرا".
بدورها دانت الخارجية الاردنية الخطوة في بيان محذّرة من أن "هذه الإجراءات ستدفع نحو المزيد من العنف".
كما أعلن نتانياهو أن حكومته تريد أن تقدم إلى الكنيست هذا الأسبوع مشروع قانون "لسحب بطاقات الهويّة (الإسرائيليّة) من الإرهابيّين وطردهم".
وهذه الإجراءات ستُطبّق في حال إقرارها على الفلسطينيّين الذين يحملون الجنسيّة الإسرائيليّة (عرب إسرائيل حسب التسمية الإسرائيليّة) والفلسطينيّين الذين لديهم وضع مُقيم في القدس الشرقيّة.
ويأتي هذا الإعلان في سياق تصاعد للعنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
منذ طلع العام، أودت أعمال العنف والمواجهات بـ47 فلسطينيا بينهم مقاتلون ومدنيّون بعضهم قصّر، وبتسعة مدنيّين إسرائيليّين بينهم ثلاثة قاصرين، فضلا عن امرأة أوكرانية، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: