زلزال تركيا وسوريا.. هل تشارك "فئران الإنقاذ" بمهمة البحث عن عالقين تحت الأنقاض؟
دمشق - (ا ف ب)
تلجأ فرق الإنقاذ عادة إلى الكلاب المدربة لاستخدامها في عمليات البحث عن ناجين في الزلازل. لكن الكلاب رغم المهارات التي اكتسبتها منذ سنوات في هذا المجال، يبدو أن مجال تحركها يبقى محدودا بحكم حجمها، ما دفع للتفكير بتدريب حيوانات أخرى أكثر نجاعة في حالات بعينها، وهو ما تقوم به منظمة Apopo البلجيكية المختصة في تدريب الفئران. ومع الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا تساءل البعض إن كان بالإمكان الاستعانة بهذه الحيوانات الصغيرة لإنقاذ أرواح عالقين تحت ركام الأبنية المنهارة.
رغم مرور أكثر من أسبوع على الزلزال القاتل الذي ضرب تركيا وسوريا، وتواصل حصيلة القتلى في الارتفاع والتي تجاوزت 35 ألف شخص، تتمسك فرق الإنقاذ بالأمل في العثور على المزيد من الناجين تحت الأنقاض.
وفي ظل الارتفاع المرعب لأعداد القتلى في هذه الكارثة الطبيعية التي تشهدها المنطقة لأول مرة منذ 1939، يستعيد رجال الإنقاذ البسمة من حين لآخر مع العثور على ناجين من أطفال ونساء ورجال. ومنذ اليوم الأول لهذه الفاجعة وحتى الآن، تنجح هذه الفرق في انتشال أفراد من تحت كل هذا الخراب.
وعملية الإنقاذ في كل الحالات تبقى صعبة، وتتعقد أكثر في مثل هذه الظروف الكارثية، ويحاول العاملون في الميدان الاستعانة بكل ما يمكن أن يساعدهم على الوصول إلى بصيص من الأمل لإخراج شخص لا يزال على قيد الحياة.
فئران للبحث عن ناجين؟
ودرجت فرق الإنقاذ على استخدام الكلاب المدربة في الزلازل، اعتمادا على حاسة الشم المرتفعة لديها، والتي تساعدها على الوصول إلى العالقين تحت البنايات المنهارة، وسهولة ترويضها، لكن هذه الحيوانات الأليفة لا يمكنها في الكثير من الحالات أن تقود رجال الإغاثة إلى الهدف في حال وجود أنقاض كبيرة.
وهذا الأمر دفع إلى التفكير في تطوير أدوات البحث عن الناجين، فالتكنولوجيا الحديثة لم تتوفق حتى الآن في طرح وسائل أكثر نجاعة بهذا الشأن، وآخر ما تم التفكير فيه هي الروبوتات. لكن المسالك بين الأنقاض سوف لن تسعفها في التسلل إلى نقاط بعيدة في أسفل البنايات المهدمة. ومن ثم، بدأ التفكير في وسائل أخرى بينها استخدام الفئران بعد ترويضها.
وأورد موقع "فاست كوباني"، نقلا عن المهندس ساندر فيرديسن الذي يعمل بمنظمة Apopo البلجيكية المختصة في تدريب الفئران، أن الأخيرة "يمكنها التوغل عميقا تحت الأنقاض، واختراق الأماكن التي قد لا تتمكن الكلاب من الوصول إليها".
ويشير الموقع إلى أن المنظمة تعمل مع الفئران لأكثر من عقد من الزمن "للكشف عن الألغام الأرضية في أفريقيا، اعتمادا على حاسة الشم غير العادية للفئران".
وفي تصريح لفرانس24 أكد المكلف بالاتصال في منظمة "أبوبو"، أنه لم يتم البدء بعد في البحث عن ناجين في الزلازل بالاعتماد على الفئران. وقال: "ما زلنا في مرحلة التطوير وما زلنا ندرب 'فئران الإنقاذ' في تنزانيا. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال حقيبة الظهر، التي تحملها هذه الفئران، قيد التصنيع، ونحن نعمل حاليا على نموذج أولي ثان. للأسف، تم مؤخرا مشاركة معلومات مضللة على نطاق واسع بأننا في تركيا ونساعد في عمليات الإنقاذ. هذا ببساطة غير صحيح".
تدريب الفئران لمشاركة فرق الإنقاذ في عمليات البحث
يقوم مبدأ تحضير هذه الفئران لمساعدة رجال الإنقاذ في حال حدوث كوارث طبيعية على نقل صور من تحت ركام الأبنية المهدمة بواسطة كاميرا صغيرة محمولة بحقيبة على ظهرها، إضافة إلى ميكروفون يتيح للعالق، إن كان في حالة صحية تمكنه من الحديث إلى فرق الإغاثة.
واستنادا إلى "فاست كوباني"، تقضي هذه الفئران خلال التدريب "15 دقيقة كل يوم متحركة عبر موقع مصمم ليبدو وكأنه مبنى منهار. وقد تعلمت بنجاح العثور على "الضحايا"، وتشغيل مفتاح مشاركة موقع تواجدها مع فرق الإنقاذ".
"العثور على ناجين مستمر حتى هذه اللحظات... لكن وفق الإعلام التركي بكل أنواعه لا يوجد حديث مطلقا عن استخدام الفئران كوسيلة للكشف عن ناجيين"، في الوقت الحالي، "ولا يبدو لي أنه من الممكن استخدام هذه التقنية كونها لم تستعمل سابقا"، يقول الباحث في الشأن التركي مهند حافظ أوغلو لفرانس24، مضيفا أن أعمال الإغاثة تركز هذه الأيام "على استخدام الأجهزة الحديثة الحرارية بشكل أساسي أو سماع صوت من ينادي لا سيما في الليل".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: