إعلان

الفيلم تحول إلى حقيقة.. كارثة بيئية في أوهايو الأمريكية (فيديو)

10:29 م الثلاثاء 14 فبراير 2023

كتب- محمد صفوت:

بعد أكثر من 11 يومًا على كارثة انحراف قطار عن مساره، لا تزال عواقبه مخيفة ومدمرة في منطقة فلسطين الشرقية بولاية أوهايو الأمريكية، بعدما اندلعت النيران في القطار الذي حمل موادًا كيمائيةً السامة وأجبرت الآلاف على إخلاء المنطقة.

التداعيات البيئية بعد احتراق المواد السامة وتطايرها في الهواء لا تزال تتكشف مع ورود تقارير عن إصابات بأمراض بين سكان المنطقة ونفوق حيوانات، إذ حمل القطار غاز كلوريد الفينيل، وهو غاز سام قابل للاشتعال، وهو ما يثير قلق المحققين الفيدراليين.

بعد الحادث فتح المسؤولون المحليون والاتحاديون تحقيقًا شمل وكالة حماية البيئة جهاز الأمن الفيدرالي وكشفت بيانات جديدة أن القطار كان يحمل مواد كيميائية أكثر مما تم الإبلاغ عنها في بداية الحادث.

البيانات التي ظهرت مؤخرًا كشفت أن القطار كان يحمل مواد كيميائية أخرى بخلاف غاز كلوريد الفينيل، تشمل مواد مسرطنة هي إيثيل هكسيل أكريلات وأكريلات بوتيل.

غازات سامة

ونقلت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، في تقرير لها الثلاثاء، عن مسؤولين قولهم إن المواد الكيميائية تسربت إلى حوض نهر أوهايو مما سيؤثر على 25 مليون شخص، وذكروا أن الحريق الذي نشب في عربات القطار خلق دخانًا يحتوي مادة "الفوسجين" هو غاز شديد الخطورة ومن السهل أن يتسرب إلى إمدادات المياه. إذ أنه عندما يحترق كلوريد الفينيل يتحلل إلى كلوريد الهيدروجين والفوسجين وفقًا للبرنامج الدولي للسلامة الكيميائية.

التحذيرات من تسرب الغازات السامة إلى المياه وتأثيرها على ملايين الأشخاص في الولايات المتحدة، دفعت السلطات إلى اتخاذ تدابير احترازية في المنطقة الأوسع لا سيما في الولايات التي تستخدم المياه من نهر أوهايو.

في 12 فبراير الجاري، علقت شركة "أمريكان ووتر" التابعة لولاية ويست فيرجينيا وتقدمة خدمات لـ 24 ولاية على التقارير الواردة مؤكدة أنها لم ترصد أي تغيرات في المياه خلال العينات التي سحبتها من مياه نهر أوهايو. لكنها ركبت مدخل ثانوي على نهر جوياندوت في حالة الحاجة إلى مصدر بديل. عززت شركة فرعية عمليات معالجة المياه.

وقالت وكالة حماية البيئة، إن الغازات السامة التي تصاعدت بعد الحريق لا تزال منطلقة في الهواء والتربة والمياه، مشيرة إلى أنها لم ترصد أي ملوثات عن "مستويات مثيرة للقلق" بعد فحص الهواء وعينات من عشرات المنازل في المنطقة.

وتقول وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، إنه رغم ذلك لا يزال السكان يشمون الروائح في الهواء، واشتكى سكان المنطقة من الصداع والشعور بالمرض، منذ وقوع الحادث في 3 فبراير الجاري، مضيفة أن اثنان من سكان ولاية بنسلفانيا قررا رفع دعوى قضائية لإجبار الشركة المشغلة للقطار، على إقامة مراقبة صحية للمقيمين في كلتا الولايتين، ودفع تكاليف الرعاية ذات الصلة لأولئك الموجودين في دائرة نصف قطرها 30 ميلاً على الأقل.

شهادة السكان عن الوضع في المنطقة

تحدثت شبكة "إيه بي سي الإخبارية" الأمريكية، مع عدد من سكان مدينة شرق فلسطين في أوهايو، وأكدوا أنهم اضطروا إلى العودة لمنازلهم بعد أيام من الإخلاء بسبب الحادث.

وقال راتنر الذي يعيش مع زوجته وأطفاله الأربعة، إن اليوم الأول للحادث ظل يحدق في ألسنة اللهب ثم شعروا بالاختناق، وقرروا إخلاء منازلهم بعد إصدار أوامر من السلطات بإخلاء المنطقة، مضيفًا أنه عاد بعد ذلك مع عائلته بسبب دراسة ابنائه وعمله قرب منزله، مشيرًا إلى أنه لا يزال يشم رائحة الغازات المندفعة من الحريق في الهواء قائلاً، إنها مثل مزيج من البنزين ومخفف الطلاء ومزيل طلاء الأظافر.

الفيلم تحول إلى حقيقة

ويعيش سكان أوهايو حبكة الفيلم الذي ساعدوا في صنعه، إذ شارك راتنر وعائلته وعدد من سكان المنطقة في فيلم "White Noise" عن رواية دون ديليلو التي نشرت في عام 1985، وتدور أحداث الفيلم حول حادث قطار يتسبب في فوضى بيئية في مجتمع صغير في أوهايو مما أجبر السكان على إخلاء منازلهم..

يقول رانتر، إن النصف الأول من الفيلم هو كل ما يحدث هنا بالضبط، منذ الحادث وإجبارنا على إخلاء منازلنا، مضيفًا أن جميع السكان يتحدثون عن ذلك.

وشارك رانتر وعائلته في مشاهد بالفيلم الذي عرض في 30 ديسمبر الماضي على شبكة "نتفليكس" وظهر رانتنر في مشهد ازدحام مروري وهو ينتظر في صف من السيارات التي تحاول الإخلاء بعد اصطدام قطار شحن بشاحنة صهريج مما أدى إلى انفجار يملأ الهواء بسموم خطيرة.

متى تعود الحياة لطبيعتها في الولاية؟

قال متحدث باسم هيئة حماية البيئة الأمريكية في ولاية أوهايا، إن الهيئة تعمل على التنظيف على مرحلتين، الأولى إزالة المواد من موقع الحادث قبل البدء في الثانية وهي تقييم لخطة المعالجة، موضحًا أنه بعد الانتهاء من مرحلة الطوارئ سيبدأ العمل العلاجي على المدى الطويل في منطقة الحادث.

وعلق السيناتور الجمهوري عن ولاية أوهايو، جيه دي فانس، قائلاً، إنها كارثة بيئة معقدة تتطلب دراسة طويلة الأمد، وتظل العديد من الأسئلة بلا إجابة بشأن الحادث.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان