الموت يُطاردهم حيثما كانوا.. معاناة السوريين في مخيمات الناجين من زلزال سوريا وتركيا
كتبت- سارة أبو شادي
تصوير من سوريا- محمد عبيد - ليث الدغيم
كُتبت لهم النجاة من تحت الأنقاض، فروا من منازلهم تاركين خلفهم كل شيء بين ليلة وضُحاها تبدّلت أحوالهم، بالأمس القريب كانوا مُستقرين يملكون مأوى ومعيشة طيبة داخل بيوتهم آمنين من شدة البرد، مطمئنين رفقة عائلاتهم، لكنّ 5 دقائق كانت كفيلة أن تدفع بهم نحو البحث عن مأوى آخر ، يبكون فراق أحبائهم يحتضنون ما تبقى منهم لمواساتهم، خيمة واحدة جمعت الغني والفقير الجميع باتوا سواسية أمام الدمار الذي حلّ بالمدينة.
لم يكن هناك خيارات أمام متضرري الزلزال السوريين سواء من يعيشون في وطنهم بالشمال أو من اختاروا الهجرة في تركيا، فالموت أدركهم حيثما كانوا وأينما حلوا، ولم يعد أمامهم الآن سوى البحث عن خيمة تأويهم من البرد الشديد، لكنّ واقع المخيم لم يكن أحسن حالا مما فعله الزلزال بهم.
مصراوي يسرد معاناة المتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا داخل مخيمات النزوح.
"الزلزال هدم بيوتنا وطلعنا منها" بداخل مخيم الإيواء في مدينة جنديرس أقامت "سعاد" تلك السيدة الأربعينية التي نجت بمعجزة رفقة أطفالها وزوجها بينما خسرت منزلها الذي بات أنقاضًا، لترافق الكثير من أبناء بلدتها الذين هرعوا بملابسهم من مساكنهم، إلى الشارع يبكون على من فقدوه لساعات قبل اللجوء إلى خيام للاحتماء بها.
تتذكر السيدة لحظات الرعب التي عاشتها وأطفالها، فأثناء نومهم تفاجأت بهزة عنيفة، وأصوات صراخ وضجيج حولها، الكبير يُنادي اخرجوا المبنى ينهار، فلم تفكر سوى في أبنائها فدفعتهم لخارج البناية، وحاولت أن تحصل على أي شيئ معها من المنزل لكنّ الوقت داهمها وبدأت الحجارة تتساقط من كل مكان حولها فلم يكن أمامها سوى الهرب بملابس البيت."
"مافيه مياه ولا خزانات وبدنا حمامات" لحظات الزلزال لم تكن وحدها المؤلمة على سعاد وأبنائها، بل كان بمثابة الحلقة الأولى من مسلسل المعاناة الذي يعيشون فيه الآن وهم وغيرهم الآلاف من الناجين بالشمال السوري القاطنين بمخيمات إيواء، السيدة تعيش رفقة 3 عائلات أخرى داخل خيمة واحدة لا تستوعب سوى عائلة فقط عدد أفرادها لا يتجاوز الـ5، لكنّ لم يكن أمامهم سوى تقبل الوضع فإمّا النوم بالخيمة أو النوم على رصيف الشارع.
حلم سعاد اختلف كثيرًا فقبل أيام كانت السيدة تأمل بحياة ومستقبل أفضل لها ولعائلتها، لكنّ اليوم الحلم بات مجرد "نقطة مياه وحمامات وملابس أطفال"، بالرغم من أنّ الحلم أصبح أكثر بساطة بكثير إضافة إلى كونه مشروعًا لكنّه سعاد والكثيرين غيرها يواجهون صعوبة كبرى في تحقيقه حتى اللحظة وبعد نحو 7 أيام من الزلزال بسبب ضعف المساعدات التي تقدم إليهم داخل المخيم بمنطقة جنديرس بالشمال السوري .
الوضع نفسه يعيشه عمار، الشاب الثلاثيني الذي نجا وعددا من عائلته قبل انهيار منزلهم بدقائق معدودة، هرب الشاب وأسرته من الموت أثناء الزلزال وظل رفقتهم يبحثون عن ملجأ آمن خاصة وأنّ جميع البنايات كانت تتساقط من حولهم، حتى السير بالشارع نفسه لم يكن آمنًا، فلم يجدوا أمامهم طريقًا سوى البساتين، فجلسوا والكثيرين من أبناء حيهم بعفرين وسط الأشجار يُشاهدون منازلهم تتساقط واحدًا تلو الآخر، لا يملكون القدرة على إنقاذ أحبائهم ممن عجزوا على الخروج، وبعد ساعات قضوها وسط البساتين، بدؤا في البحث عن خيمة داخل إحدى مراكز الإيواء التي أنشئت بعد ساعات قليلة من الزلزال.
"حتى المشافي اللي كنا عم نبحث عنها نحتمي فيها صارت خارج الخدمة" لا خيار آخر أمام عمار سوى اللجوء لمركز إيواء والذي خصص لعمار وغيره الكثير من المحافظات السورية المختلفة ممن تضرروا ، بالرغم من قلة عدد الخيام الكبير لكن كانت العائلات التي تعرف بعضها تتجمع في خيمة واحدة النساء والأطفال داخل الخيمة بينما الرجال يجلسون إما خارجها، أو يتراصون على أرصفة الشوارع نيام .
لا أدوات طبية أو مياه أو أدوات تدفئة حتى توفير ملابس ثقيلة يمكن أن تحمي الصغار من البرد كان صعبا، هكذا كان الحال كما وصفه الشاب وبصوته نبرة حزن شديدة، البعض من الناجين لم يتحملوا الوضع داخل مراكز الإيواء، فقرروا العودة لمنازلهم من جديد والتي لم تنهار في الزلزال بالكامل لكنّها متصدعة والشقوق تملأ جوانبها وهناك تهديد بسقوطها، إلّا أنّ هؤلاء وجدوا في الذهاب والعيش داخل خيمة قماش ضعيفة هو موت بشكل آخر.
المعاناة كانت أكثر صعوبة على الصغار وكبار السن ممن يتواجدون داخل تلك المراكز، نتيجة نقص حليب الأطفال والأدوية اللازمة لكبار السن، بداخل الخيمة لا فرق بين غني وفريق فالطرفان لا يملكا المال من أجل البحث عن مكان آخر، "الجميع هون صار على الصفر ما بقى حدا معه مصاري البيوت انهارت وأخذت معها كل شئ وما صار نقول غير الحمد لله إننا خرجنا ناجين".
ولأنّ الضرر كان كبيرًا وخلّف ورائه الكثير من الضحايا، بادرت العديد من الجمعيات الأهلية على تقديم المساعدة ومن بينهم "آيا صوفيا" ، فبدأت في تخصيص خيام للعوائل و المتضررين من الزلزال، وبالفعل وتحديدًا في مدينة جنديرس أكثر المدن تضررًا من الزلزال حيث فقد نحو 90% من سكانها منازلهم، وضعت الجمعية خيامها حسب قول مسؤول الجمعية بالداخل السوري، صدام الحسن.
تم تقسيم الخيام على عدة مراكز، المركز الأول استعاب نحو 300 خيمة ضمت نحو 500 عائلة من المتضررين، بسبب قلة الخيام وصعوبة تأمينها، بينما أنشأت الجمعية المركز الثاني والثالث بعدد أقل من الخيام بكثير بناحية عفرين ، وضم المركزين نحو 250 عائلة حتى الآن، وفقا لمسؤولي آيا صوفيا فإنّ جميع مراكز الإيواء التي تمّ إنشائها تفتقر إلى مقومات الحياة من وسائل التدفئة أو المياة أو الصرف الصحي، إضافة إلى افتقارها لأي وسائل حماية للأطفال والذين يعانون بداخلها خاصة وأنّ تلك الأيام شديدة البرودة.
السبب في ذلك أنّ المساعدات التي وصلت إلى الشمال السوري في البداية كانت معدومة، ومن ثم تحولت إلى مساعدات خجولة حسب مسؤول آيا صوفيا، والتي لم تتلق حتى الآن أية مساعدات خارجية، وبالرغم من أنّ تلك المراكز بداخلها أعداد هائلة ضعف المقدر لها استيعابها لكن لا خيار آخر أمام مسؤوليها فهؤلاء المتضررين لم يكن أمامهم سوى إما تلك الخيام أو العيش على أنقاض منازلهم المهدمة.
ماحدث من كارثة ألمت بجميع أبناء سوريا، جعلت الكثير فقط مهمته الكبرى هي البحث عن لقمة العيش سواء من تضرروا بشكل كامل من الزلزال أو غيرهم، الجميع توجه إلى مراكز الإيواء المؤقت لعلهم يحصلون على بعض المساعدات، هكذا كان الحال كما وصفه الصحفي السوري نور إسماعيل، والذي تواجد داخل إحدى مراكز الإيواء في مدينة إدلب بالشمال السوري.
"كتير من الناس لجؤوا للمراكز للحصول على طعام ".. بعد التدقيق في أحد مراكز الإيواء وفرز المتضررين من الزلزال عن المدعين، تبين أن من بين 130 عائلة كانت ضمن المركز هناك 20 عائلة فقط متضررة وتم تأمينها، بينما في مركز آخر تم إيقاف امرأة تبدو عليها مظاهر الحاجة، وتحمل كيساً مليئاً بالخبز والألبسة والوجبات الغذائية والمعلبات، ليتضح فيما بعد أنّها غير متضررة من الزلزال لكنّ الحرب جعلت أبناء الشمال جميعهم متضررين يبحثون عن فرصة يحصلون من خلالها على قطعة خبز،"الله يكون بعون الناس، الكل محتاج"، حسب ما وصف نور.
قبل نحو 12 عامًا ومع بداية الحرب في سوريا قررت غفران الرحيل رفقة زوجها وأبنائها الـ6 إلى تركيا، هربًا من القصف والخطر الذي كان يداهمهم ليل نهار، اعتقدت السيدة أنّها ستجد حياة أقل معاناة في الأرض الجديدة لكنّ الأمر لم يسير وفق ما كانت تأمل، فعقب تجاوزها الحدود إلى وجهتها نحو بلد جديد هي والمئات غيرها من السوريين الذين خرجوا فارين من الحرب، وجدوا أنفسهم داخل مخيم إيواء للنازحين.
لم يكن أمام غفران والمئات بل الآلاف من أبناء شعبها سوى تقبل الوضع فإنا العيش بأمان داخل المخيم أو العودة إلى سوريا، سنوات طويلة عاشتها الفتاة تُحاول التأقلم على وضعها الجديد، حتى صدر قرار بخروج من كانوا داخل المخيم نحو آخر اعترضوا في البداية لكنّ اعتراضهم لم يجد نفعًا، غفران وعائلتها استقرّ بهم الحال داخل مخيم آخر يُسمى "بخشين"، بينما قرر الكثير من رفاقها وأصدقائها الخروج والبحث عن مكان آخر داخل منزل بدلًا من العيش في "كرفان".
"وقت الزلزال كنا نايمين فوقنا على صراخ جيرانا لهلأ ما عم نستوعب اللي صار" استيقظت غفران فزعة على هزة عنيفة وصراخ جيرانها، لم تفكر سوى في أبنائها بدت في الاطمئنان عليهم وخرجوا جميعًا إلى الشارع، لحظات الرعب التي عاشتها السيدة وأفراد المخيم بالكامل ستظل مُعلقة بأذهانهم، الضرر لم يكن كبيرًا على المخيم لكنّ غفران فقد العديد من أصدقائها الذين رافقوها بالمخيم القديم بعدما استأجروا منازل هُدمت بفعل الزلزال فوق رؤوسهم.
ساعات قليلة وبدأ المخيم يستقبل المتضررين من الزلزال من المناطق القريبة، المعاناة التي تعيشها غفران في المخيم تضاعفت بعد الزلزال، المخيم بات يأوي أيضًا المتضررين من الزلزال من جنسيات مختلفة ، الجميع بدأ يبحث عن الطعام والشراب المسؤولين عن المُخيم كانوا يفرقون بين السوريين وغيرهم من جنسيات أخرى، "بيساعدوا كل المتضررين اللي في المخيم من جنسيات تانية والسوريين بيعانوا وفي النهاية بيعطونا مي وخبز فقط".
كان كل كرفان يعيش به عائلة من النازحين في السابق، لكنّ اليوم امتلأت الأماكن كل من لا مأوى له جاء إلى المخيم يبحث عن صديق أو قريب يعيش معه، تعامل المسؤولين مع السوريين بشكل من التمييز، البعض من المتضررين كان يحصل على الطعام والشراب وحتى كرفان جديد، وآخرون لا يحصلوا على شئ ، بالرغم من أنّ سكان المخيم القدامى طالبوا بأنّ اللاجئين المتضررين من الزلزال هم أولى بالمساعدات منهم لكن إذا لم يطلب أحد مساعدة فلن يحصل عليها وإذا طالب بها فسيحصل على جزء صغير من طلبه.
الأطفال تعاني من شدة البرد ونقص الحليب، على مدار أيام لم يتوفر لهم لكن قبل يومين فقط جاء عدد من المتطوعين إلى المخيم ووفروا بعضًا من كميات الحليب للأطفال ، لكنّ الوضع بعيدًا عن الإنسانية بالمخيم الذي تقيم به غفران، السيدة تأمل أن تجد مكان آخر أمنًا هي وأولادها فالوضع لم يعد كسابقه، أمس هربت غفران من الحرب واليوم تبحث عن طريقًا آخر للهرب نحو مأوى أكثر أمانًا لها وأطفالها.
نزح أنس قبل سنوات من بلاده نحو مدينة كهرمان مرعش التي تقع على مسافة قريبة من الحدود التركية السورية، المدينة التي كانت ضمن المدن التي ضربها الزلزال في تركيا وتأثرت بشكل كبير، أنس وزوجته وأبنائه الـ5 نجوا بمعجزة إلهية بعدما استيقظوا على الهزة العنيفة ولأنّهم يقطنون في الطابق الأول داخل بيت شعبي بسيط يتكون من طابقين فقط تمكن من الخروج في ثواني معدودة قبل انهيار المبنى.
"المعاناة كبيرة ما عاد فيه مكان أبدًا لحدا" ظل الرجل عدة ساعات بالشارع، ليقرر فيما بعد أن يلجأ إلى شقيقه الذي يعيش داخل مركز الإيواء الوحيد في المدينة والذي يقطن به مئات السوريين النازحين من مدنهم في الشمال السوري منذ نحو 7 سنوات، المخيم الذي لجأ إليه أنس وأسرته في السابق لم يتجاوز عدد سكانه الـ10 آلاف مواطن سوري، اليوم وفي 7 ايام فقط تجاوز الـ50 ألف مواطننا الغالبية منهم من تضرروا من الزلزال، حتى أنّ الكثير ممن لم يجدوا مكانا بالمخيم ومن بينهم المصابين الذين خرجوا من المستشفى بعد شفائهم، جلسوا خارج أسواره بالشارع دون حتى خيمة تأويهم من مطر وبرد الشتاء.
الكونتر المخصص لعائلة واحدة بات مخصص لأكثر من عائلة، الدولة تعمل على إنشاء العديد من الكرفانات بالمخيم خاصة وأنّ المدينة لم تعد صالحة للسكن حتى ما صمد من مبانيها فقد أصيب إصابات بالغة ويمكن أن ينهار بين ليلة وضحاها، البعض يقول أنّ تلك الكرفانات ستخصص للأتراك فقط وآخرين يتحدثون عن أنّ السوريين سيكون لهم نصيب منها.
"الكونتر كان يتسع لخمس أشخاص حاليا كل واحد داخله 20 شخص". السوريون بالمخيم بدؤا في البحث عن أصدقائهم وأفراد عائلاتهم المتضررين من الزلزال، وبدؤا في جلبهم إلى إقامتهم بالمخيم لمشاركتهم في الكونتر الذي يعيشون به بدلا من تركهم بلا مأوى بالشوارع ، الوضع لم يكن أفضل حالا بالمخيم، الحصول على الطعام هو اجتهاد شخصي، هناك عدد من الجمعيات من تقوم بتوزيع مساعدات لكن بشكل عشوائي، لذا من يريد الحصول على طعام أو شراب يذهب إلى منافذ تابعة للحكومة.
الأعداد تتزايد في المخيم يومًا بعد يوم ولا يمكن السيطرة عليها، الجميع يبحث عن مكان يأويه وأبنائه بدلا النوم في الشارع، حتى لو جلس بداخله دون طعام أو شراب لكن فقط النوم تحت سقف ولو كان قماشًا أو معدنًا هو حلم الكثيرين اليوم.
"كل مكان تجد خيمة بها عائلات في الحدائق وفي الشوارع" هكذا كان الحال في العديد من المدن التركية عقب الزلزال، الكارثة كانت كبيرة على الآلاف من السوريين والأتراك وعدد من جنسيات أخرى، مادفع عهد ورفاقه للخروج ومحاولة تقديم المساعدة للمتضررين، الشاب الذي كان يعيش في مدينة أنطاكيا إحدى المدن التركية التي تضررت بشكل كبير من الزلزال خرج رفقة العشرات لمساعدة أبناء وطنه لكنه تم عرقلته من قبل بعض الأتراك ومنعوهم من استكمال عمل الإنقاذ والإغاثة.
ما بعد الزلزال كل شئ "عشوائي" المتضررين يعيشون في الشوارع بشكل عشوائي الإغاثة توزع بشكل غير منظم البعض يحصل وآخرين لا يحصلون ، بالرغم من وصول مساعدات كبيرة لكن بسبب عدم التنظيم إضافة إلى عدم مشاركة الداتا، حوّل الأمر إلى أنّ من يستطيع الحصول على شيئ يفعل ذلك بينما من لا يمتلك القدرة على الذهاب والحصول على مواد إغاثة يمكن أن يموت جوعًا في مكانه.
حسب الشاب عهد لا توجد أرقام محددة حتى اللحظة عن عدد الخيام أو العوائل المتضررين من الزلزال في كل مكان توجد خيمة، خرج عهد من مدينته أنطاكيا وتوجه إلى أورفة التي لم يصبها ضرر الزلزال بشكل كبير، على أمل البحث عن طريقة يُساعد بها من تضرروا من أبناء وطنه الأصلي "سوريا".
السوريون في السابق نزحوا لتركيا هربا من الحرب وتبعاتها التي عاشوا يعانون منها، بينما قرر البعض عدم الخروج والعيش في وطنه رغم كل ما يعانيه، اليوم الجميع تساوى في المعاناة، كلهم يعيشون داخل مراكز إيواء، الطرفان بات هدفهما هو البحث عن خيمة و نقطة مياه وقطعة خبز من أجل العيش، قديمًا كانت المعاناة واحدة "الحرب" واليوم جمعهم الزلزال أيضًا ليعيشا نفس الأزمة سويا.
فيديو قد يعجبك: