دمشق تؤكد وصول مساعدات الإغاثة من الزلزال لمن يحتاجونها "دون تمييز"
دمشق- (بي بي سي):
قال السفير السوري لدى الأمم المتحدة، بسام الصباغ، إنه لن يكون هناك أي تمييز بين من يحصلون على مساعدات الإغاثة من جراء الزلزال.
وأضاف الصباغ لبي بي سي أن الإمدادات ستصل لمن يحتاجونها بغض النظر عما إذا كانوا من أنصار الحكومة أو المعارضة.
تأتي تلك تصريحات في وقت دخلت فيه أولى شحنات المساعدات الدولية إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمالي سوريا عبر معبر حدودي مع تركيا أعيد فتحه مؤخراً.
وكان نشطاء وفرق الطوارئ قد انتقدوا بطء استجابة الأمم المتحدة للزلزال في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، في ظل وصول طائرات تحمل شحنات من المساعدات الإنسانية وتسلم إلى المطارات تسيطر عليها الحكومة.
واستطاعت فرق الإنقاذ انتشال تسعة ناجين آخرين من الزلزال في تركيا، في وقت تخطى عدد القتلى في كلا البلدين حتى الآن 41 ألف قتيل.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن 26 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية.
397 مليون دولار مساعدات لسوريا
وناشدت الأمم المتحدة المجتمع الدولي الثلاثاء من أجل جمع 397 مليون دولار لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا.
وقال الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، من مقر الأمم المتحدة في نيويورك، إن الأموال ستوفر "إغاثة تنقذ حياة" نحو خمسة ملايين سوري وستغطي فترة قوامها ثلاثة أشهر.
وأضاف أن المنظمة على وشك إطلاق نداء مماثل من أجل تركيا.
وقال غوتيريش: "بعد أسبوع من الزلازل المدمرة، يكافح ملايين الأشخاص في شتى أرجاء المنطقة من أجل البقاء على قيد الحياة، بلا مأوى، وفي درجات حرارة متجمدة. نحن نبذل قصارى جهودنا لتغيير هذا (الوضع). ولكن هناك حاجة إلى بذل المزيد".
كما حث جوتيريش على السماح لعمال الإغاثة بمباشرة عملهم بحرية في سوريا، التي تعاني من حرب أهلية منذ 12 عاماً.
وكانت قافلة مساعدات قد وصلت ليلاً إلى شمال غربي سوريا المتضرر بالزلزال قادمة من محافظة دير الزور الشرقية، ضمن مساعدات إنسانية للبلاد.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء أن شاحنات تحتوي على بطانيات ومواد غذائية وإمدادات طبية وخيام، نظمتها قبائل عربية، وصلت إلى منطقة الشمال الغربي التي تسيطر عليها المعارضة، قادمة من منطقة تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد.
وينتمي العديد من السوريين الذين نزحوا من دير الزور إلى منطقة الشمال الغربي، التي تسيطر عليها المعارضة خلال الحرب الأهلية في سوريا، إلى قبائل عربية تتمتع بنفوذ كبير.
وأعلن غوتيريش الإثنين أن الرئيس السوري، بشار الأسد، وافق على فتح معبرين حدوديين آخرين من تركيا إلى شمال غربي سوريا للسماح بدخول المساعدات.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة: "لا ينبغي أن تتفاقم المعاناة الإنسانية الناتجة من هذه الكارثة الطبيعية بسبب قيود صنعها الإنسان، تتعلق بالوصول والتمويل والإمدادات".
وأضاف: "يجب أن تدخل المساعدات من جميع الجهات، إلى جميع الأطراف، عبر جميع الطرق، دون أي قيود".
زلزلال تركيا وسوريا: بي بي سي تشهد لحظة إنقاذ رجل بعد حوالي ستة أيام تحت الأنقاض
وقبل حدوث الزلزال، كان يجري تسليم جميع المساعدات الإنسانية الأساسية لأكثر من أربعة ملايين شخص، يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غربي سوريا، عبر معبر واحد فقط.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق أن 7400 مبنى تعرضت لدمار كلي أو جزئي في جميع أنحاء سوريا، وأن ما مجموعه 8.8 مليون شخص قد تضرروا.
وجاء الزلزال في ظل تزايد الاحتياجات الإنسانية في المنطقة التي تعاني من نقص شديد بسبب الحرب الأهلية في البلاد منذ ما يقرب من 12 عاماً. كما ضربت الهزات الأرضية تلك المناطق في أبرد فترة في العام ووسط انتشار للكوليرا.
وأجرى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، في وقت سابق محادثات مع جوتيريش بشأن مساعدات محتملة، ودعا إلى فرض ضغوط دولية من أجل فتح المعابر الحدودية، وفق ما ذكرته وزارة الخارجية.
وقال المتحدث باسم الوزارة، نيد برايس، في بيان: "شدد بلينكين على ضرورة أن تفي حكومة الأسد بالتزامها، كما جاء في تقرير الأمم المتحدة في 13 فبراير، بفتح معبري باب السلامة والراعي الحدوديين لأغراض إنسانية، ومن خلال تفويض من مجلس الأمن الدولي، إذا لزم الأمر".
وزير الخارجية الأردني يزور سوريا وتركيا
ووصل وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إلى سوريا الأربعاء في زيارة "تضامن"، ستشمل تركيا، بعد الزلزال الذي أودى بحياة آلاف في كلا البلدين.
والتقى الرئيس السوري، بشار الأسد، الصفدي في اجتماع قلل مسؤولون أردنيون من أهميته، ووصفوه بأنه بادرة سياسية تجاه دمشق التي يختلف معها الأردن، حليف الولايات المتحدة القوي، بشأن عدد من القضايا الإقليمية.
ويسعى الأسد إلى الاستفادة سياسياً من كارثة الزلزال، ويأمل في الاستفادة منه بغية رفع العقوبات الغربية وتخفيف العزلة الدبلوماسية التي تعاني منها بلاده.
وكان الأردن، المجاور لسوريا، قد أرسل شحنات مساعدات كبيرة لكلا البلدين، فضلاً عن فرق طبية إلى تركيا، وعدة قوافل مساعدات كبيرة عبر المعبر الحدودي الشمالي للبلاد مع سوريا.
وتعد زيارة الصفدي إلى دمشق أول زيارة من نوعها لمسؤول أردني كبير إلى سوريا منذ بدء الصراع المستمر منذ أكثر من عشر سنوات.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الأردنية في وقت سابق أن الصفدي "سيناقش الاحتياجات الإنسانية والمساعدات التي يحتاجها كلا البلدين"، وأضاف البيان أن طائرة مساعدات أخرى ستتوجه إلى البلدين يوم الأربعاء.
فيديو قد يعجبك: