العفو الدولية تطالب برلين بتحرك حازم تجاه إيران بعد الحكم بإعدام ألماني-إيراني
برلين- (د ب أ)
دعت خبيرة في منظمة العفو الدولية في ألمانيا الحكومة الألمانية إلى تحرك حازم تجاه إيران بعد الحكم الذي أصدره القضاء الإيراني بإعدام مواطن ألماني من أصل إيراني.
كانت محكمة ثورية في العاصمة الإيرانية طهران حكمت في وقت سابق اليوم بالإعدام على المواطن الألماني من أصل إيراني جمشيد شارمهد "67 عاما" حيث أدانته بالمسؤولية عن مسؤولية هجوم إرهابي، ضمن أمور أخرى، وذلك وفقا لما أعلنه اليوم موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية.
وبحسب البيانات، يمكن استئناف الحكم أمام المحكمة العليا.
وقالت كاتيا مولر-فالبوش خبيرة الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية، اليوم الثلاثاء:" يجب على الحكومة الألمانية الآن أن تعمل بشكل واضح وعلني من أجل إلغاء حكم الإعدام وإطلاق سراحه"، مشيرة إلى أن هناك حاجة في الوقت الحالي إلى الضغط العلني بدلا من "الدبلوماسية الصامتة".
وأضافت مولر-فالبوش أن "قضية جمشيد شارمهد كانت قضية صورية لا علاقة لها بالإجراءات القانونية" ولفتت إلى أن عائلته لم تتصل به منذ عامين، وقالت إنه يجب افتراض أنه تعرض للتعذيب.
ورأت مولر-فالبوش أن " التعامل مع جمشيد شارمهد يدل على عدم احترام حقوق الإنسان الأساسية وهو الأمر المرسخ لدى السلطات الإيرانية".
وتطالب منظمة العفو الدولية في بيان بالإلغاء الفوري للحكم وبإطلاق سراح المواطن الألماني-الإيراني.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن الرجل متهم بارتكاب عدة هجمات، من بينها هجوم تفجيري عام 2008 على مسجد في جنوب إيران، إلى جانب التجسس.
وبحسب بيانات المحكمة، فإن المتهم قدم بصفته رئيسا لمجموعة معارضة للنظام الحالي وموالية للملكية معلومات حول مواقع صواريخ إيرانية لأجهزة استخبارات أجنبية.
وألقت المخابرات الإيرانية القبض على شارمهد في دبي صيف عام 2020 - وتتحدث بعض المصادر عن حدوث عملية اختطاف- وقد تم سجنه في طهران منذ ذلك الحين. وقبل ذلك عاش شارمهد في الولايات المتحدة الأمريكية لسنوات عديدة. ونفت عائلته وجماعات حقوقية غربية بشدة الاتهامات الموجهة إليه وطالبوا بالإفراج عنه.
ووفقا للبيانات، عمل شارمهد في منظمة "توندار" لسنوات عندما كان في الولايات المتحدة، من أجل العودة إلى نظام الشاه الملكي، الذي أُطيح به بعد الثورة الإسلامية عام 1979. ولا يُعرف عدد الأشخاص الذين يدعمون هذه الحركة في إيران. وحمل القضاء الإيراني المنظمة مسؤولية الهجوم على مسجد في مدينة شيراز والذي أودى بحياة العديد من الناس في عام 2008. وتم إعدام ثلاثة رجال بعد إدانتهم بالضلوع في التفجير.
وكمهندس وخبير في تكنولوجيا المعلومات، شارك شارمهد أيضا في برنامج إذاعي تديره مجموعة في المنفى. وفي عام 2019 ذكر موقع المجموعة، الذي تم حذفه منذ ذلك الحين ولكن يمكن الوصول إليه في شكل أرشيف، أن البرنامج الإذاعي يبث محتوى عن السياسة والتاريخ، وكذلك تعليمات حول كيفية المقاومة. ونددت منظمة "توندار" على الموقع الإذاعي باضطهاد الجمهورية الإسلامية لأعضاء المنظمة.
وليس من الواضح هل من الممكن أن يتلقى شارمهد مساعدة قنصلية من السفارة الألمانية في طهران. وتعامل إيران مزدوجي الجنسية قضائيا مثل الإيرانيين.
وأعلن زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي الألماني، فريدريش ميرتس، أوائل كانون الثاني/يناير الماضي أنه سيتولى رعاية شارمهد سياسيا. وغرد ميرتس عبر موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي: "أريد من خلال رعايتي أن أدعم كل الرجال والنساء الذين يقاتلون من أجل حياة حرة وتقرير المصير في إيران... يراقب العالم ما يحدث في إيران".
ويُحتجز العديد من المواطنين الأوروبيين حاليا في إيران، وكثير منهم يحملون الجنسية الإيرانية أيضا. ويتهم منتقدون إيران باحتجاز رعايا أجانب كرهائن سياسيين. وتنفي طهران هذه المزاعم وعادة ما تبرر الاعتقالات بمزاعم بالتجسس.
فيديو قد يعجبك: