الشكوك تحوم حول خطة الصين لإنهاء حرب أوكرانيا

بكين- (د ب أ):

أبدى كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، اليوم الجمعة، ردود فعل تتسم بالريبة، تجاه ورقة الموقف الصينية التي طال انتظارها، بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي تدعو فيها إلى وقف إطلاق النار بين الطرفين.

وقالت الصين في الورقة، المؤلفة من 12 نقطة، والتي تزامنت مع الذكرى السنوية الأولى لغزو روسيا لأوكرانيا، إن الصراع والحرب "لا يفيدان أحدا".

وجاء في الوثيقة "يجب على جميع الأطراف التحلي بالعقلانية وضبط النفس وتجنب تأجيج النيران وتفاقم التوترات ومنع الأزمة من التدهور أو حتى الخروج عن السيطرة".

ولكن الوثيقة قوبلت بالشك، وخيبة الأمل، من جانب بعض الدبلوماسيين والخبراء، حيث إنها لم تكشف عن أي مبادرة جديدة. وأشار البعض إلى أن الصين ليست حيادية وأنها لم تصدر إدانة للغزو الروسي حتى اليوم.

وأبدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وأمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ردا اتسم بالحذر على ورقة الموقف الصينية.

وقالت فون دير لاين في العاصمة الإستونية تالين، اليوم الجمعة، إنه يجب النظر إلى الاثني عشرة نقطة على خلفية أن الصين منحازة بالفعل. وأضافت أن الصين وروسيا طمأنتا بعضهما بعضا على علاقتهما الوثيقة قبيل بدء الحرب.

وعلق ستولتنبرج قائلا إن الصين ليست ذات مصداقية كبيرة فيما يتعلق بمثل جهود الوساطة تلك أنها لم تدن رسميا بعد الغزو الروسي.

ويرى الخبراء الوثيقة بشكل أكبر على أنها محاولة من جانب الصين لإصلاح صورتها المشوهة في العالم بسبب دعمها لروسيا.

وقال الخبير في الشؤون الصينية مانوج كوالراماني، بمركز الدراسات الدولية الإستراتيجية الأمريكي، إنه لا يوجد جديد في الوثيقة، حيث إن النقاط الإثني عشرة جزء من المواقف الصينية المعروفة.

وأضاف أن الصين ترى الصراع "نتيجة لما تصفه بعقلية الحرب البادرة وهندسة أمنية أوروبية بالية". ويبدو أيضا أن هناك القليل من الاهتمام في بكين للضلوع في أي نوع من عمليات السلام.

وأوضح: "تشير الوثيقة إلى أن بكين تفضل أن تتعلق محادثات السلام بهندسة أمنية أوروبية جديدة، أكثر من الحرب نفسها".

وتدعو الورقة الصينية إلى الاستئناف الفوري لمحادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا. وقالت إنه يجب الحفاظ على سلامة محطات الطاقة النووية ويجب معارضة التهديد باستخدام الأسلحة النووية.

وتابعت أنه"يجب منع الانتشار النووي وتجنب أزمة نووية. وتعارض الصين البحث والتطوير واستخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية من قبل أي دولة تحت أي ظرف من الظروف".

وأضافت أن الصين تدعم قيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدور بناء في تعزيز سلامة وأمن المنشآت النووية السلمية.

وذكرت الورقة أن الصين تعارض أي عقوبات أحادية الجانب لم يأذن بها مجلس الأمن الدولي.

وأضافت الورقة أن "العقوبات الأحادية وممارسة أقصى قدر من الضغط لا يمكن أن يحل المشكلة، بل يخلقان فقط مشاكل جديدة".

وفرضت عدة دول عقوبات على موسكو منذ بدء غزوها لأوكرانيا قبل عام، واستهدفت اقتصاد روسيا ونظامها المالي وصادرات الطاقة والبنك المركزي وكذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ودائرته المقربة.

وتعتبر الصين حليفا وثيقا لروسيا، وفي الوقت نفسه، التزمت بكين حتى الآن، إلى حد كبير، بالعقوبات الدولية المفروضة على روسيا لتجنب أن تصبح هدفا للإجراءات العقابية نفسها.