زلزال تركيا وسوريا.. سباق مع الزمن والبرد لإنقاذ العالقين
(دويتشه فيله)
وسط درجات حرارة تقترب من التجمد واصلت فرق الإنقاذ بالليل وفي الساعات الأولى من صباح الثلاثاء العمل لانتشال المحاصرين تحت أنقاض المباني في جنوب تركيا وشمال سوريا، وبدأت فرق الإنقاذ والمساعدات من دول العالم في الوصول.
انخفضت درجات الحرارة بالقرب من درجة التجمد خلال الليل، مما أدى إلى تردي الأوضاع بالنسبة للمحاصرين تحت الأنقاض أو الذين تُركوا بلا مأوى، لكن السباق مع الوقت والبرد في جنوب شرق تركيا وشمال سوريا تواصل من أجل انتشال الناجين من ثلاث هزات عنيفة ضربت منطقة الحدود التركية السورية فجر الاثنين وأودت بحياة آلاف الأشخاص.
وواصلت فرق الإنقاذ العمل في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء من أجل انتشال المحاصرين تحت أنقاض المباني.
وأعاق طقس الشتاء القارس جهود البحث عن ناجين طوال الليل، فيما يواجه الجرحى العالقون بين الانقاض خطر تدني حرارة الجسم بسبب البرد الصقيعي.
ولا يزال المدى النهائي للكارثة في المنطقة الحدودية غير واضح، حيث فقد العديد من الأشخاص تحت الأنقاض. وقال مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي إن زلزالا آخر قوته 5.6 درجة ضرب وسط تركيا اليوم الثلاثاء.
ارتفاع حصيلة القتلى
وتتغير باستمرار حصيلة القتلى والمصابين وقال مسؤول بإدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) اليوم الثلاثاء إن عدد القتلى في البلاد جراء الزلزال العنيف ارتفع إلى 3381. وأضاف المسؤول أورهان تتار في إفادة صحفية أن 20426 شخصا أصيبوا ودُمر 5775 مبنى جراء الزلزال، الذي أعقبه 285 تابعا.
وحولت السلطات قاعات رياضة ومدارس ومساجد حتى إلى مراكز لإيواء الناجين. لكن، خشية من وقوع هزات جديدة فضل الكثير من السكان تمضية الليل في العراء كما الحال في شانلي أورفا في جنوب شرق تركيا.
وفي سوريا قالت بيانات حكومة دمشق وعناصر الدفاع المدني في شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة إن ما لا يقل عن 1444 شخصا قتلوا في سوريا وأصيب نحو 3500.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تتوقع الأسوأ وتخشى أن تكون "الحصائل أعلى بثماني مرات من الأرقام الأولى" المنشورة.
وتفاقمت آثار الزلزال في سوريا بسبب الدمار الذي لحق بها جراء الحرب الأهلية. وقال مدير منظمة الدفاع المدني التابعة للمعارضة السورية اليوم الثلاثاء إن الوقت ينفد لإنقاذ مئات العائلات التي لا تزال محاصرة تحت أنقاض المباني المدمرة وأضاف رائد الصالح لرويترز أن هناك حاجة عاجلة لمساعدات من المنظمات الدولية من أجل جهود الإنقاذ التي تبذلها منظمة الدفاع المدني المعروفة باسم الخوذ البيضاء في شمال غرب سوريا الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة. وقال "كل ثانية تعني إنقاذ أرواح ونناشد جميع المنظمات الإنسانية تقديم مساعدات مادية، والاستجابة لهذه الكارثة بشكل عاجل".
التعازي والمساعدات
وانهالت التعازي من جميع أنحاء العالم، ولا سيما من أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، ومركز تنسيق الاستجابة للطوارئ التابع للاتحاد الأوروبي، وبابا الفاتيكان فرنسيس.
وتبدأ المساعدات الدولية لتركيا الوصول الثلاثاء مع طلائع فرق المسعفين من فرنسا وقطر خصوصا. ووعد الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره التركي رجب طيب إردوغان "بكل المساعدة اللازمة مهما كانت". وتنوي فرق الإغاثة الفرنسية التوجه خصوصا إلى كهرمان مرعش مركز الزلزال الأول وهي منطقة وعرة لحقت بها أضرار جسيمة وغطتها الثلوج. وتستعد وحدتان أميركيتان تضم كل واحدة منهما 79 مسعفا الاثنين للتوجه إلى تركيا على ما أفاد البيت الأبيض.
وقال الرئيس التركي إن 45 بلدا عرض مساعدته.
وفي سوريا في المقابل استجابت خصوصا لنداء سلطات دمشق حليفتها روسيا التي وعدت بإرسال فرق إغاثة "في الساعات المقبلة" في وقت أكد فيه الجيش أن أكثر من 300 عسكري روسي انتشروا في المنطقة التي يضربها الزلزال للمساعدة في عمليات الانقاذ.
وتحركت الأمم المتحدة أيضا لكنها شددت على أن المساعدة التي ستقدم يجب أن تذهب "إلى كل السوريين على كامل الأراضي" السورية الخارج بعضها عن سيطرة الحكومة.
ووسط الفوضى الناجمة عن الزلزال فر نحو عشرين مقاتلا من تنظيم "الدولية الإسلامية" من سجن راجو العسكري الذي تشرف عليه فصائل معارضة مؤيدة لتركيا.
واحد من أعنف الزلازل المسجلة
وضرب زلزال بلغت قوته 7.8 درجة تركيا وجارتها سوريا في ساعة مبكرة من صباح أمس الاثنين، وتسبب في انهيار مبان سكنية بأكملها ودمر مستشفيات وخلف آلاف الجرحى والمشردين. وكان الزلزال، الذي أعقبته ما لا يقل عن 185 من الهزات الارتدادية، أكبر زلزال عالمي تسجله هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية منذ هزة أرضية جنوب المحيط الأطلسي في أغسطس آب 2021. كما كان الزلزال الأعنف الذي يضرب تركيا منذ 17 آب/اغسطس 1999، الذي أودى ب17 ألف شخص من بينهم ألف في اسطنبول.
وأعلن الرئيس التركي الحداد الوطني مدة سبعة أيام وإغلاق المدارس لأسبوع كامل.
فيديو قد يعجبك: