مدينة باخموت.. دفاع أوكراني مستميت أملاً في وقف الزحف الروسي
(دويتشه فيله)
تواصل القوات الأوكرانية الدفاع عن باخموت بهدف "كسب الوقت" قبل أن تشن هجوما مضادا في مواجهة تقدم القوات الروسية في هذه المدينة الواقعة في شرق أوكرانيا التي تحاول موسكو منذ الصيف الاستيلاء عليها على الرغم من خسائر فادحة.
أكد قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي اليوم أن "الأبطال الحقيقيين هم المدافعون الذين تقع الجبهة الشرقية على عاتقهم يجب كسب الوقت لتجميع احتياطي وشن هجوم مضاد وهو ليس بعيدا". وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن القوات الأوكرانية قامت في اليوم السابق "بصد أكثر من مائة هجوم للعدو" في مناطق القتال الرئيسية.
وقال بيترو قائد واحدة من ثلاث مروحيات هجومية من طراز "ام آي-8" نفذت لتوها غارة على هدف بالقرب من باخموت "في بداية الحرب لم تكن لدينا طائرات مسيرة وكانت المهمات أكثر تعقيدًا وأقل فاعلية، لكن في الصيف بدأنا نتلقى طائرات مسيرة ومعدات أخرى... اليوم أصبحنا أكثر فاعلية".
مقتل المئات من الجانبين
أفادت أنباء صادرة عن أوكرانيا وروسيا بمقتل المئات من قوات الجانب الآخر خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فيالقتال من أجل السيطرة على مدينة باخموت. وقال سيرهي شيريفاتي المتحدث باسم القوات الأوكرانية في شرق البلاد إن 221 من القوات الموالية لموسكو قتلوا وأصيب أكثر من 300 في باخموت. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن ما يصل إلى 210 جنود أوكرانيين قتلوا في الجزء الذي يمثل خط المواجهة الأوسع نطاقا في دونيتسك.
ولم تحدد موسكو حجم الخسائر الإجمالية في باخموت لكن المدينة الواقعة في شرق دونيتسك والتي باتت شبه مهجورة أصبحت موقعا لواحدة من أكثر المعارك دموية وأطولها في الحرب المستمرة منذ أكثر من عام. ويعترف كل جانب بتعرضه لمعاناة وخسائر كبيرة في باخموت، في حين يصعب التحقق من العدد الدقيق للقتلى من مصادر مستقلة.
الاستخبارات البريطانية تؤكد تقدم الروس
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن مجموعة فاغنر "سيطرت خلال الأيام الأربعة الماضية" على الجزء الأكبر من شرق باخموت. وقالت إن "القوات الأوكرانية تسيطر على غرب المدينة وهدمت الجسور الرئيسية فوق النهر" الذي يعبرها. ويحاول الروس منذ أسابيع تطويق المدينة التي كان يبلغ عدد سكانها سبعين ألف نسمة قبل بدء النزاع، ونجحوا في قطع طرق إمداد مهمة للجنود الأوكرانيين. واعترفت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني أولغا ستيفانيتشينا بأن "مقاومة وردع القوات في باخموت تزداد تعقيدا بالنسبة لنا". وأضافت "نقدر أن الجيش الروسي خسر حتى الآن 150 ألف رجل منذ العام الماضي في هجماته العسكرية على أرضنا"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن "الكتلة البشرية للمشاة (الروس) سلاح هائل ولا ينضب على ما يبدو في حجمه وعلى مر الوقت".
ويشكك المراقبون في الأهمية الاستراتيجية لباخموت بحد ذاتها، لكن هذه المعركة وهي الأطول منذ بدء الهجوم الروسي قبل أكثر من عام، اكتسبت طابعا رمزيا لكييف وموسكو على حد سواء. وتريد موسكو تحقيق انتصار هناك بعد عدد من النكسات.
"فاغنر" تجدد حاجتها للذخيرة في باخموت
قال رئيس مجموعة "فاغنر" الروسية للمرتزقة، يفغيني بريغوزين، إن مجموعته تحتاج إلى 10 آلاف طن من الذخيرة شهريا من أجل الانتصار في معركة مدينة باخموت. وطالب خلال مقطع فيديو تم نشره أمس السبت، بتسليم قذائف مدفعية وذخيرة. ويظهر مقطع الفيديو رئيس مجموعة "فاغنر"، وهو يعتلى سطح منزل في المدينة التي دمرت بشكل كبير، على بعد حوالي 1.2 كيلومتر من المركز الإداري الذي تسيطر عليه القوات الأوكرانية، وهو يقول "سوف ننتصر". وأظهر الفيديو العديد من المنازل والشوارع المدمرة، وهي لقطات نادرة نسبيا من المدينة. وقال رئيس فاغنر "ينبغي تسليم الكميات المطلوبة من الذخيرة دون إبداء تحفظات. وأضاف أن "المليارديرات الروس مستعدون أيضا لتغطية تلك النفقات"، وقدر التكاليف الشهرية بنحو نصف مليار دولار.
في سياق متصل، ذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، اليوم الأحد، أن القوات الأوكرانية تمكنت من صد 92 محاولة هجوم روسية في خمسة اتجاهات. وقالت الهيئة إنه خلال الـ24 ساعة الماضية، شنت القوات الروسية 12 غارة جوية و 5 ضربات صاروخية، اثنتان منها على مدينة زابوريجيا، واستخدمت منظومة الصواريخ اس300- لضرب هدف للبنية التحتية المدنية، مشيرة إلى تدمير أحد المباني.
فيديو قد يعجبك: