إعلان

مناورات "السيف المتحد" الصينية.. هل تزيد من خطر التصعيد العسكري؟

09:48 م الثلاثاء 11 أبريل 2023

مناورات السيف المتحد - أرشيفية

(دويتشه فيله)

قامت مناورات "السيف المتحد" الصينية على محاكاة استهداف مطارات وتدمير البنية التحتية لتايوان. ويقول خبراء إن هذه المناورات التي جاءت ردا على لقاء رئيس مجلس النواب الأمريكي برئيسة تايوان، تزيد من خطر التصعيد العسكري.

نظمت الصين مناورات عسكرية واسعة النطاق أطلقت عليها اسم "السيف المتحد" تعد الثانية في أقل من عام قبالة تايوان. وفي استعراض واضح لقوتها العسكرية، قامت عشرات الطائرات العسكرية الصينية بالتحليق فوق الخط الأوسط لمضيق تايوان السبت الماضي.

كما أجرت طائرات مقاتلة وسفن البحرية الصينية تدريبات "محاكاة شملت شن ضربات دقيقة مشتركة" ضد أهداف رئيسية في جزيرة تايوان. وقالت وسائل الإعلام الصينية الرسمية إن الجيش الصيني يواصل "الحفاظ على الوضع المتمثل في تطويق كامل للجزيرة".

وفي المقابل، قالت وزارة الدفاع التايوانية الاثنين الماضي إن حاملة طائرات صينية شاركت في التدريبات العسكرية التي أُجريت غرب المحيط الهادئ.

وقد أثارت المناورات مخاوف المراقبين إذ بدت الصين وكأنها قادرة في الوقت الراهن على مهاجمة جزيرة تايوان انطلاقا من الشرق وهو الأمر الذي يهدد قدرة الجزيرة ذات الحكم الذاتي على الحفاظ على قدراتها العسكرية.

تحذير للتايوان؟

ويقول خبراء عسكريون إن الجيش الصيني يرغب من وراء مناوراته الأخيرة بالذخيرة الحية في أجزاء مختلفة قبالة مضيق تايوان في إرسال رسالة مفادها أنه يمتلك قوة النيران القادرة على تدمير الأهداف الرئيسية، فيما جاءت التدريبات ردا على اجتماع بين رئيسة تايوان تساي إنغ وين ورئيس مجلس النواب الأمريكي كيفين مكارثي بولاية كاليفورنيا الأمريكية.

بيد أن اللافت أن هذه التدريبات كانت مدتها أقصر من سابقتها التي جرت في أعقاب زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي إلى تايوان في أغسطس الماضي.

بدوره، قال سو تزو-يون، المحلل بالمعهد الوطني للدفاع والبحوث الأمنية في تايوان، إنه من أجل الحد من "تأثير التدريبات العسكرية على المنطقة، قامت الصين بتنظيم تدريبات عسكرية لمدة ثلاثة أيام بدلا من تدريباتها العسكرية التي امتدت لأسبوع في أغسطس الماضي".

وقالت أماندا هسياو، كبيرة المحللين الصينيين في مجموعة الأزمات الدولية، إن الصين ترى أن إظهار قوتها العسكرية يعد بالأمر الضروري "من أجل ردع الولايات المتحدة وتايوان عن الانخراط في مزيد من التعاون رفيع المستوى في المستقبل".

وكانت المناورات الصينية قد أثارت ردود فعل منددة من تايوان والولايات المتحدة حيث تعهدت تساي إنغ ون بالعمل مع واشنطن والدول الأخرى لدعم قيم الحرية والديمقراطية في مواجهة التوسع الاستبدادي."

من جانبها، دعت الخارجية الأمريكية إلى ضبط النفس، مؤكدة في الوقت نفسه على استعدادها للوفاء بالتزاماتها الأمنية في آسيا.

ويرى محللون أن الصين تسعى إلى إظهار شتى التدابير التي يمكن أن تتخذها ضد تايوان بشكل يومي تقريبا إلى جانب رغبتها في ثني الولايات المتحدة وتايوان عن تعزيز التعاون رفيع المستوى في المستقبل.

وأشار لبن لويس، المحلل الأمني المستقل المقيم في الولايات المتحدة، إلى أن الرد الصيني الأول على اجتماع تساي-مكارثي تمثل في إجراءات أقل استفزازية مثل تفتيش السفن في مضيق تايوان ثم تلا ذلك تدشين تدريبات عسكرية ترمي إلى محاكاة "عملية لتطويق" تايوان ولكن عقب مغادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بكين.

وفي مقابلة مع DW، أضاف لويس "إن الأمر يدل على مجموعة الخيارات المتاحة أمام بكين للضغط على تايوان".

وكان الجيش الصيني قد ذكر في بيان أن المناورات تعد تحذيرا شديدا "لـلقوات الانفصالية التي تسعى إلى استقلال تايوان وتواطؤها مع القوى الخارجية وأيضا ضد أنشطتها الاستفزازية".

بدورها، قالت أماندا هسياو إنه مع اجتياز عدد كبير من الطائرات العسكرية الصينية الخط الأوسط لمضيق تايوان، فإن هذا يعد بمثابة نذير تصاعد في المواجهات بين الجيشين الصيني والتايواني مما قد يزيد من خطر حدوث "مواجهة غير متعمدة".

وأضافت "بالنظر إلى أجواء تتسم بالارتياب ونقص قنوات الاتصال عبر المضيق للتعامل مع الحوادث العسكرية، فإن هناك احتمالا بنشوب تصعيد بعد وقوع أي حادث".

في المقابل، قالت وزارة الدفاع التايوانية إنها "تراقب عن كثب وثيق قوة صواريخ جيش التحرير الشعبي المسؤولة عن منظومة الصواريخ الصينية على الأرض"، مؤكدة أنها سوف سترد "بالشكل الملائم" على تدريبات الصين، لكنها لن تتسبب في نزعات.

الصين تزيد من عزلتها

وفي الوقت الذي تؤكد فيه الصين على رفضها أي شكل من أشكال الانخراط الرسمي بين تايوان والولايات المتحدة، يحذر بعض الخبراء من أن رغبة الصين المتزايدة في استخدام قدراتها العسكرية لتحقيق أهداف سياسية قد تشكل سابقة خطيرة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وفي ذلك، قال لويس إن الرئيس الصيني "شي جينبينغ يعرض على تايوان خيارين متناقضين هما توحيد تايوان مع الصين بشكل سلمي أو غزوها لضمها"، مضيفا أن إحدى المؤشرات المقلقة تتمثل في قيام بكين ببدء مناورة عسكرية كبيرة قبالة تايوان عندما يلتقي رئيسة تايوان مع كبار المسؤولين الأمريكيين.

وفي مقابلة مع DW، أشار إلى أن هذا يعد "سابقة مقلقة للغاية بالنسبة لهم".

بدوره، قال سو تزو-يون، المحلل بالمعهد الوطني للدفاع والبحوث الأمنية في تايوان، إن الرد الصيني على اجتماع تساي-مكارثي يعكس "دبلوماسية الذئب المحارب" التي تنتهجها الصين.

وأضاف "الانطباع غير الملائم عن الصين قد يدفع الولايات المتحدة إلى زيادة الجهود لاحتواء الصين عسكريا"، مشيرا إلى أنه في ظل ترقية اليابان والفلبين إلى صفة الشركاء الاستراتيجيين المهمين للولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، فإن الصين قد تصبح أكثر عزلة من الناحية الاستراتيجية.

وكان رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي مايكل ماكول قد ذكر في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية أن الرد الصيني "الصاخب" لن يؤدي إلا إلى "تقوية" إرادة واشنطن ضد بكين.

ويرى لويس أن الكونغرس يمكن أن يساعد في تعزيز الدعم الأمريكي وضمان أن تؤتي الاجتماعات مع المسؤولين في تايوان بنتائج مثمرة.

ويضيف الخبير في الشؤون الأمنية أنه "يتعين على الكونغرس تحديد احتياجات تايوان واستخدام الأموال التي جرى تخصيصها بموجب قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2023 للمساعدة في تلبية احتياجات تايوان. ستنجي الولايات المتحدة وتايوان فوائد كبيرة في حال تحقيق ذلك".

وكان المشرعون الأمريكيون قد صوتوا لصالح قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2023 بميزانية تقدر بـ 858 مليار دولار ما يعد إنفاقا عسكريا غير مسبوق.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان